هاجم الدكتور إبراهيم المشيقح أستاذ التاريخ في جامعة القصيم، زملاءه الأكاديميين في الجامعات، معتبرا أن دورهم في خدمة الوحدة الوطنية غائب جدا وأن دور الجامعات في خدمة قضايا الوطن لا تتجاوز 20%. وقال في ورقة العمل التي قدمها أمس في ملتقى الوحدة الوطنية الذي تستضيفه جازان، إن أستاذ الجامعة حينما يعلم أن هناك مؤتمرا في سويسرا أو كندا أو مصر أو المغرب تجده يبحث عنه في أي مكان للذهاب إليه، بل تجد وكيل الجامعة أو أستاذ الجامعة طوال العام الدراسي يبحثون عن المؤتمرات داخل شبكات الإنترنت للذهاب إليها حيث لا تهمه سوى مصلحته، - على حد قوله - ولكن أن تقول له إن هناك قضايا تخص أمن الوطن والشباب فتجده يتخاذل لاسيما عندما تكون المشاركة بتقرير أو عمل ندوة. وطالب المشيقح، بأن تتغير هذه النظرة، وأن تنشأ في كل جامعة عمادة ليست لخدمة المجتمع كما هي موجودة الآن ولكن لقضايا الوطن ثم ترسل لجميع الكليات والأقسام وفي كل نهاية عام سوف نجد الأستاذ الذي شارك والأستاذ السلبي فليس هناك وقت للتخاذل فنحن نمر بمرحلة خطيرة. وأجاب المشيقح على تساؤلات البعض ما إذا كانت المواطنة والوطنية موجودة منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وقال: الرسول عليه الصلاة والسلام حرص على المواطنة، وأكد عليها تأكيدا كاملا، عندما عقد الألفة بين المهاجرين والأنصار، والاتفاقية بين الأوس والخزرج، وبناء المسجد حيث كانوا يجتمعون فيه ويتناقشون ويحلون المشاكل من خلال الاجتماع به، ووضع عليه الصلاة والسلام وثيقة تتكون من 47 بندا تعطى للمواطنة، حيث كان هناك المنافقون واليهود، ولكل شخص أي كان جنسه ونوعه سواء كان من المدينة أو من مكة أو مسلما أو غير مسلم، الجميع بمنظومة واحدة وفي وطن واحد. وبين أن المواطنة قريبة جدا من الانتماء ولكن الوطنية هي الأقرب إلى الولاء وقد تكون أنت مواطن ولديك انتماء ولكن ليس لديك ولاء وهذا للأسف نجده عند البعض، فلديهم انتماء لأي مكان ولكن ليس لديهم ولاء، فالولاء والمواطنة والعمل هو الحفاظ على المكتسبات والحفاظ على الوطن ورد الشائعات وأن تشعر أنك منتمٍ لهذا الوطن وهذه مسؤولية فإذا لم تقم بها فلا يمكن أن نقول إن لديك هذا الولاء. ودافع عن التعليم في المملكة، مؤكدا أنه متميز يدعو إلى التسامح والوسطية ونبذ العنف وفيه الخير لأبنائنا وبناتنا لكن يحتاج إلى تطوير، ولا يحتاج للإصلاح فتعليمنا متناغم فهو يخدم المجتمع والدين والوطن. وبين أن هناك نسبة كبيرة من المعلمين حققوا الوحدة الوطنية بالمنهج ولكن هناك نسبة أخرى سلبية، حيث يجب أن يستشعر المعلم هذه المسؤولية ويستشعر الخطر لاسيما أن المملكة ليست معزولة عن هذا الصراع العالمي، داعيا وزارة التعليم إلى الاهتمام بالمعلم.
مشاركة :