الخصوصية في زمن «السوشال ميديا»

  • 6/26/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من المفارقات التي لا بد من الاعتراف بها أننا انغمسنا بشدة في استخدام التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي، حتى أصبحت جزءا مهما في حياتنا، واخترقت خصوصياتنا، وزاحمت علاقاتنا الاجتماعية، بدرجة تستدعي منا جميعا وقفة تصحيح أو بمعنى أكثر دقة مرحلة ترشيد لاستخدام هذه الوسائل. فليس معنى تسميتها بشبكات التواصل الاجتماعي، انعدام الخصوصية والقفز على حق كل فرد في حماية ما يخصه ونشره على الهواء. فقد فتحت شبكات التواصل لاجتماعي المجال على مصراعيه، ما يهدد بالكثير من المشكلات الاجتماعية. القضية بالغة الأهمية، ويكفي أن تعلم عزيزي القارئ، أنه بحسب دراسة أمريكية، فإن نحو خمس سكان الأرض يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستغرام، ومن الإنصاف والإقرار بالحق أن نسجل لهذه التقنية أنها زادت من وتيرة التواصل، وجعلت العالم بالفعل قرية صغيرة، وقربت الكثير من المسافات، لكنها على الجانب الآخر، اخترقت الخصوصية، وإن كان الأمر متعلقا بشكل أو بآخر بثقافة مستخدم الوسيلة. فقد تجد السيدة نفسها في مناسبة ما وتم تصويرها ونشر الصور من دون إذن منها، ويتداولها الجميع ويعلق عليها. والأدهى أن هناك من أدمن تصوير طعامه وشرابه وطقوس حياته ووضعها على تويتر أو انستغرام، لتصبح حياته كلها في حوزة الغير، أضف إلى ذلك ما صرنا نراه من صور مأساوية لحريق أو كارثة ما ونشرها على الملأ. ولكل من يخترق خصوصية الغير، نقول: اتقوا الله وراعوا حق الناس في حياة مستقلة. راعوا أن مثل هذا الأمر ليس من العادات والتقاليد التي فطر عليها مجتمعنا البحريني، فليس من اللائق رؤية شخص ما في وضع محزن أوفي صورة لا يحب هو أن يراه الناس بها. لذلك فإننا بحاجة حقيقية إلى إطلاق حملة توعية بالاستخدام السليم لوسائل التواصل الاجتماعي، خاصة أن الهواتف الذكية ذات التقنية العالية، باتت منتشرة لدى كثير من الأطفال والناشئة والذين هم بأمس الحاجة لهذه التوعية لأنهم يشكلون نواة لجيل مقبل. خلاصة القول.. شعب البحرين متفتح بما فيه الكفاية، ولا ينبغي أبدا استخدام هذه التقنية الحديثة بصورة مبتذلة، مع الوضع في الاعتبار أن هناك قضايا كثيرة منظورة أمام القضاء، تتعلق بسوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.

مشاركة :