عمان – استقال عضو في اللجنة الملكية للاصلاح السياسي المشكلة حديثا في الاردن مساء السبت اثر موجة من الانتقادات بعد تعليقات له اعتبرت انتقاصا من دور الجيش في معركة الكرامة مع اسرائيل في 1968 وتضخيما لمساهمة حركة فتح وزعيمها الراحل ياسر عرفات في المعركة. وقوبلت تعليقات عريب الرنتاوي في مقالة نشرها الاسبوع الماضي، برفض واسع واعادت الحديث عن العلاقة بين الاردن والفصائل الفلسطينية في المملكة التي يتحدر حوالي نصف سكانها من غربي النهر. وقال الرنتاوي في المقالة التي ما لبثت ان حذفتها صحيفة الدستور بعد نشرها "قرر الراحل ياسر عرفات خوض معركة الكرامة وجهاً لوجه مع الإسرائيليين. خسرت فتح مئة شهيد وكسبت عشرات ألوف المتطوعين في اليوم التالي". وينظر الاردنيون لمعركة الكرامة، وهي احدى مواجهات حرب الاستنزاف، على انها انتصار للجيش ويحتفلون بذكراها كل عام. وقبل استقالته التي قالت وسائل اعلام انها قُبلت، وجه الرنتاوي رسالة اعتذار للجيش لكن الانتقادات لم تتوقف خصوصا من معلقين سياسيين وضباط كبار متقاعدين من القوات المسلحة. ووصلت الانتقادات الى حد الشتائم والإساءة الشخصية. وقال الرنتاوي في رسالة الاستقالة "يبدو ان محاولاتي باءت بالفشل ولم تعط النتائج المرجوة منها، فما زالت حملات التشهير والضرب تحت الحزام تنهال وتتصاعد، ضاربة اسس عيشنا المشترك ونسيجنا الاجتماعي". واتهم محللون ومعلقون الرنتاوي بإثارة الحساسية في العلاقة بين الشرق أردنيين والأردنيين من اصول فلسطينية واعتبروا مقالته "تجييرا" للانتصار لمصلحة حركة فتح التي أنهى الجيش الاردني وجودها في المملكة بعد سنتين فقط من معركة الكرامة. وتمثل احداث ايلول/سبتمبر 1970 نقطة فاصلة في طبيعة العلاقة بين الأردنيين والفصائل الفلسطينية التي كانت تسعى الى إطاحة حكم الملك الراحل الحسين بن طلال. وفي العاشر من يونيو/حزيران، شكل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني "اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية" من 92 عضوا ويرأسها رئيس الوزراء الاسبق سمير الرفاعي.
مشاركة :