لأن الديمقراطيات العربية صورية أو وهمية عادت بنا الأيام إلى ثورة 25يناير 2011م في مصر، وعدنا نقلب القنوات ونتفاعل وجدانياً مع هذه التظاهرات التي تملأ شوارع مصر وميادينها قبل أن تشرق شمس 30 يونيو 2013م بعد انقضاء عام واحد على فوز مرسي وجلوسه على كرسي مصر. الحكم فرحة كما يقولون وأمتنع عن إيراد النصف الثاني من المثل لأنه لا يناسب الحالة التي تعيشها مصر ولأني أكن لهذا الشعب العظيم كل الحب والاحترام، ولأني حزينة على ما وصلت إليه الحالة في مصر. الإخوان استعجلت الإمساك بزمام الأمور، فجاءت النتيجة ثورة شعبية أكبر وأعظم من ثورة يناير يقولون: ( الدجاجة من عجلتها جابت أولادها عُمي!) فاض الكيل، واستنفد الشعب المصري كل جرعات الصبر التي تجرعها منصاعاً لاختياره،( كثرة الضغط تولد الانفجار ) كلما أصدر الرئيس المصري قراراً تشتعل مصر غضباً، ولأن القرارات تصب في مصلحة الجماعة لم يكن هناك من يرى أو يسمع! الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس المصري في نوفمبر 2012م سلب الشعب والمؤسسات التشريعية والقضائية كل الصلاحيات ، ومهّد الطريق لتمرير الدستور الذي طُبخ على عجل ، رغم انسحاب معظم التيارات من لجنة وضع الدستور، ولم يبق فيه غير فصيل واحد أو جماعة الإخوان والتيارات الإسلامية التي تعاضدت مع الإخوان لتقاسم كعكة مصر ، لكنهم أقصوا عنها ولم يحصلوا إلا على قبض الريح، لذلك حدث الانشقاق بين الاخوان وبعض التيارات الإسلامية الأخرى. الأحداث الأخيرة أو التعيينات الأخيرة في الحكومة وأخونة المحافظات أو المحافظين، ما حدث لوزارة الثقافة، والوزير الذي فصل قيادات مهمة في الوزارة وفي دار الأوبرا المصرية ربما هذه الشعرة التي قصمت ظهر البعير، أو الشرارة التي أشعلت الثورة اليوم بهذا الحشد. لا أعتقد أن سائحاً يذهب إلى مصر دون المرور على دار الأوبرا لأخذ جدول الفعاليات وحجز مقعد له ولأسرته، سواء لحضور عروض الباليه أو الأوبرا مثل أوبرا عايدة أو حفلات الموسيقى العربية ، والغناء العربي القديم! مع أن عدد الأصوات التي رشحت مرسي تجاوزت 11 مليوناً بقليل وهي لا تمثل أغلبية الشعب المصري ولكنها في حكم الانتخابات تمثل أغلبية الذين أدلوا بأصواتهم من الناخبين. هناك مبدأ انتخابي يعطي الحق للناخبين بسحب الثقة من المرشح الذي حصد الأصوات بناء على برنامجه الانتخابي أو الوعود التي قدمها للناخبين، وبعد وصوله إلى المقعد ( خلى ) بالناخبين، وتملص من وعوده، ولسان حاله يقول : ( أعلى ما في خيلكم اركبوه ) هذا يحدث في عالمنا العربي ، لأن الانتخابات تعني ( الصندوق ) هو الحَكَم وهو اللعبة الوحيدة التي يعرفها الناخب والمنتخب، لكن الشعب المصري أثبت أنه يعرف أسرار اللعبة جيداً. من المبادئ الانتخابية ( سحب الثقة ) عن طريق جمع توقيعات للناخبين تمثل أغلبية في مجموعها أي أعلى من نصف الأصوات والأغلبية عادة النصف + 1 وهو معيار كافٍ لسحب الثقة وإسقاط المرشح قبل انتهاء الفترة الانتخابية ، وهو ما فعلته جماعة تمرد منذ بدأت التخطيط والتنسيق في القاهرة والمحافظات والقرى والنجوع لجمع توقيعات المواطنين من خلال استمارات موثقة لسحب الثقة وهي تمثل صندوقاً للإسقاط لذلك سميت الحركة أو الجماعة ( تمرد ) وهي تعني التمرد على حكم الصندوق بحكم الاستمارة التي تتضمن الصوت ( لا ) فهي سلب × سلب. المدهش أن الاستمارات أو الأصوات بلغت أكثر من 22مليوناً ومائة ألف وكسور ، وهي وحدها كافية لتقرير مصير الحكم في مصر، لكننا نمارس الديمقراطية وفق أهوائنا. هل يمكن أن تسمى هذه الحقبة ( إخوانية) على وزن مصر المملوكية، ومصر الفاطمية، الحقبة المملوكية استمرت لأكثر من قرنين من الزمان رغم أن من كان يجلس على العرش أرقاء يباعون ويشترون. ( المماليك هم طبقة من الرقيق الأبيض ترجع أصولهم إلى الجنس التركي أو الشركسي تلقوا قسطاً كبيراً من التعليم والتدريبات العسكرية حتى صاروا فرساناً صدوا الزحف المغولي عن العالم الإسلامي والقضاء على الصليبيين وكوّنوا إمبراطورية شاسعة) المماليك/ جيهان مأمون. الدولة الفاطمية التي أطلق عليها جمال بدوي دولة التفاريح والتباريح ( والتي حكمت مصر قرنين من الزمان رغم أنها جاءت تحمل الدعوى الشيعية على أسنة الرماح بمقتضى حق الفتح الذي يعطي للدولة الغالبة سلطة تغيير الموروث الثقافي والاجتماعي) فهل تنتهي حقبة الاخوان وتعود مصر التي في خاطري وفي فمي أحبها من كل روحي ودمي كما شدت أم كلثوم ؟! nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :