في أمسية طغت عليها المشاعر، وغلفتها الكلمات احتفاء وتكريماً وتوديعاً، لمعالي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي رئيس منظمة التعاون الاسلامي السابق، قبل أن يحلق مغادراً جدة بعد انتهاء مهمته كرئيس للمنظمة، والعودة الى الوطن تركيا بعد سنوات العمل الممتدة من 2005-2013م. كنت هناك بدعوة من صاحب مبادرة هذه الاحتفالية، قنصل عام الجزائر وعميد السلك القنصلي المعتمد في جدة السيد صالح عطية وزوجته المهذبة السيدة سامية عطية، في قصر الشرق، هيلتون جدة. جلسنا نحن السيدات حول طاولة مستديرة كان الحضور عدداً من زوجات السلك القنصلي والسيدة أوغلي حرم أكمل الدين إحسان أوغلي. بحسب متابعتي للصحف عرفت، أن العديد من الاحتفاليات أقيمت لتوديع البروفيسور أوغلي، في العديد من المؤسسات والمنظمات، والأفراد أيضاً أقاموا احتفالات تكريمية لتوديعه خلال الفترة الماضية، ولكني لم أعلم إذا كان هناك حضور نسائي لتوديع وتكريم السيدة أوغلي، فلم ألمح شيئاً مذكوراً في الصحف، حول مشاركة المرأة، فحضور المرأة في كثير من الفعاليات هامشي أو مكمل وبالتالي لا تهتم به الصحف. مبادرة قنصل عام الجزائر وحرمه، بدعوة السيدة أوغلي وعدد من زوجات السلك القنصلي في جدة، مؤشر على مستوى الوعي بأهمية حضور المرأة في مثل هذه المناسبات بصفتها الشريك الداعم لنجاح الدبلوماسي في مهمته، وهي التي تقوم بمهمة التواصل على المستوى الاجتماعي والدبلوماسي والخيري، وتنظيم الاحتفالات والمناسبات المنسجمة مع قواعد المجتمع، كالأمسية التراثية التركية التي أقامتها السيدة أوغلى في منزلها دعماً للرعاية الصحية المنزلية لا أذكر تاريخها. كل هذا يوجب حضورها، في مثل هذه الاحتفاليات، لذلك كان حضور المرأة في احتفالية السلك القنصلي بجدة احتفاء بالسيدة أوغلي جزءاً أساسياً من المشهد لا لتكتمل به الصورة وتتجمل. في احتفالية السلك القنصلي أول مرة أشعر بقيمة المرأة كزوجة مسؤول، وأنا أستمع الى كلمة السفير محمد طيب مدير عام وزارة الخارجية ( منطقة مكة المكرمة ) وهو يقدم التحية لمعالي السيدة أوغلي، أمام ذلك الحشد الكبير من السلك القنصلي، ومسؤولي المنظمات الدولية ورجال الأعمال والثقافة والإعلام، وحضور أمين عام منظمة التعاون الاسلامي معالي د. إياد مدني الذي سيكون خير خلف لخير سلف بإذن الله. لم يكن الاحتفال مختلطاً كي لا يتحفز الذي في قلبه مرض للشجب والاستنكار ،كنا في قاعة منفصلة، لكننا رأينا المتحدثين خارج القاعة على منصة الإلقاء، وسمعنا الكلمات، كما كان مدرجاً ضمن فقرات الحفل تكريم السيدة أوغلي لذلك قامت حرم قنصل عام الجزائر وعميد السلك القنصلي السيدة سامية عطية بتقديم الهدية التذكارية للسيدة أوغلي. هذا الحضور الموازي للمرأة في الاحتفالية، هو طبيعي وضروري في المناسبات حتى غير الدبلوماسية، لما للمرأة " الزوجة " من أهمية في نجاح الزوج، وتحملها عمله وسفره وغيابه وبالنسبة للعمل الدبلوماسي ، فهو يفرض عليها واجبات وبروتوكولات، وغربة دائمة عن الوطن، فهي لذلك تبني علاقات حميمة مع سيدات المجتمع الذي انتقلت إليه، ربما لذلك داهمتني مشاعر مختلفة، لم أتبينها في حينها نظراً للجو الاحتفالي، وربما فتحت في رأسي ممراً للأسئلة، لكن إحساسي الأكيد الذي تبينته لاحقاً؛ كنت سعيدة حقاً، أن أرى المرأة – زوجة المسؤول – تذكر باسمها وتكرم فهذا حقها أيضاً. أما الأسئلة التي انسربت في رأسي منذ تلك الأمسية البهية، تركتها هانئة بالركض في رأسي، كي أعطي موضوع الاحتفالية ما يستحقه، يمكن في مناسبة أخرى ألملمها من رأسي وألقي بها على الورق تسرح وتمرح. الكلمات كشفت جوانب مهمة من شخصية المحتفى به،عرفنا مثلاً، بأنه عندما قدم الى جدة كان لديه عدد قليل من الأصدقاء، أحدهم د. إياد مدني، الآن يغادر ولديه أصدقاء كثيرون في جدة، وعرفت من السيدة أوغلي أنه ولد ودرس في القاهرة، عندما سألتها مندهشة وهو يرتجل كلمته وينتقي كلماته وعباراته، فهو يجيد العربية والتركية والفرنسية. أول رئيس منتخب بالتصويت، المدير العام المؤسس لمركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في إسطنبول 1980م، سعى لتحقيق معرفة وفهم أفضل للإسلام وثقافته وحضارته في الغرب وفي جميع أنحاء العالم، ومن خلال دراسات موضوعية راهن على القواسم المشتركة بين الحضارات ويمكن أن تكون سببا لبناء تفاهم عالمي بين أتباع الأديان والثقافات. تأسست منظمة التعاون الاسلامي في الرباط 25 سبتمبر 1969م رداً على احراق المسجد الأقصى في القدس المحتلة، وأنشئت الأمانة العامة للمنظمة 1970م على أن يكون مقرها المؤقت " جدة " والمقر الدائم " القدس " بعد تحريرها، الا أن الامر ( طول شوية ) تضم المنظمة 57 دولة إسلامية. nabilamahjoob@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :