طارق الشناوي يكتب عن «الإخوة الأعداء»: رولا تفضح هيفاء

  • 8/10/2016
  • 00:00
  • 18
  • 0
  • 0
news-picture

تحسباً من الاعتداء على مزاج القراء، فلن أبدأ مباشرة بقضية «فرش الملاية» بين هيفاء وهبي وشقيقتها رولا يموت، التي احتلت مساحات عريضة في الصحافة والمواقع وسوشيال ميديا، سأرجئ قليلا التراشق اللفظي والجسدي بين الشقيقتين، محاولاً أن أتعمق قليلا فى تلك العلاقة الملتبسة بين من جمعتهما رابطة الدم والجمال والإغراء، وفرقتهما حظوظ النجاح والشهرة والمال. كثيرا ما أسأل نفسى: هل تعامل ببساطة المطرب إسماعيل شبانة مع صعود اسم شقيقه عبدالحليم حافظ إلى القمة الجماهيرية، بينما هو صوت لا يقدره فقط إلا المتخصصون فى الموسيقى والغناء؟ كان إسماعيل يكبر حليم بعشر سنوات، وقد أنقذ الطفل الرضيع من القتل عندما اعتبروه فى قرية (الحلوات) شؤماً، بعد أن ماتت أمه وهى تلده ثم لحقها أبوه، لعب إسماعيل دورا محوريا فى رسم ملامح عبدالحليم الغنائية، عندما لقنه أصول الغناء ثم ألحقه بعدها بمعهد الموسيقى بالقاهرة، لينطلق نجماً، بينما ظل شبانة صوتاً دارساً ومكتمل الأبعاد، إلا أنه كان ينقصه السحر. إسماعيل شبانة في أغنية «أهلا بنور عيني»  اسماعيل شبانة اهلا بنور عيني اسماعيل شبانة اهلا بنور عيني عاش إسماعيل بعد حليم 10 سنوات أخرى، ولا يشار إلى اسمه إلا فقط باعتباره شقيق حليم، كُثر ممن اقتربوا منه يؤكدون أنه كان يعانى نفسيا من التجاهل الإعلامى، ولكنه أبدا لم يوجه سهام الغضب إلى شقيقه الذى ظل وحتى اللحظات الأخيرة لا يحمل له سوى الحب. الحياة مليئة فنيًا وسياسيًا بتلك العلاقات، والتى قد تُثمر حبا أو تُنجب كراهية، فى عام 2008 عندما أراد فيدل كاسترو، رئيس كوبا، التنحى عن الحُكم بعد قرابة نصف قرن من السلطة وتكميم الأفواه، لم يجد غير شقيقه راؤول حتى يأتمنه على مصير البلد وعلى بقائه كرمز للتحرر الوطنى، وبالطبع مهد لكل ذلك كعادة أى ديكتاتور بإطار مزيف من الديمقراطية، فلم يترشح أحد ضد شقيقه الصغير!! إنها لمحة بزاوية ما، قد تراها إيجابية لعلاقة الشقيقين، ولكن على الجانب الآخر تجد مثلا حافظ الأسد وشقيقه الأصغر رفعت الأسد، حيث كان الأخير يشكل خطراً على حُكم الأسد (الأب) ولايزال محتفظا ببعض مظاهر الرفض ضد الأسد (الابن). كُثر من القراء ربما لا يعلمون أن كلاً من المخرجين حسب أسبقية الميلاد أحمد جلال وحسين فوزى وعباس كامل أشقاء بالأب والأم، إلا أن كلاً منهم اتخذ اسما مختلفا حتى لا يؤثر على اسم وشهرة الآخر، العلاقة بين الأشقاء الثلاثة شهدت طوال التاريخ قدرا كبيرا من الصفاء والتقدير. المخرج حسين فوزي مع نعيمة عكاف أيضا الممثل سراج منير وشقيقه المخرج فطين عبدالوهاب كانا صديقين، حسين رياض وشقيقه فؤاد شفيق، طبعا حسين نجاحه أكبر إلا أن شفيق تعامل ببساطة مع نجاح حسين. الأخوان الممثلان الكبيران عسر (عبدالوارث وحسين) لم يضج أبدا حسين عسر من نجاح عبدالوارث الذى صار معلما لفن الإلقاء والأداء، ولدينا مثلا غيث (حمدى وعبدالله)، حمدى الأستاذ الكبير، كان يطلب من شقيقه أن يشترى له أثناء البروفات علبة السجائر أو يحضر له فنجان القهوة، وفى لحظة تمرد رفض عبدالله الخضوع، وكانت تلك هى النقطة الفارقة، ومن بعدها صار عبدالله بطلا فى المجالات الأربعة: مسرح، سينما، تليفزيون، إذاعة، وغلفت العلاقة بينهما مشاعر التقدير. الشاعران الكبيران (الشناوى)، كامل يكبر مأمون بـ6 سنوات، كامل يرى أن مأمون فى جيله أشهر كُتاب الأغنية، ومأمون يرى شقيقه بين شعراء الفصحى الأكثر تجديدا وابتكارا. الأخوان التوأمان (أمين) مصطفى وعلى، امتزجا إلى درجة أنه من الممكن أن يبدأ على كتابة عمود فكرة ويكملها مصطفى. الأخوان (رحبانى)، عاصى ومنصور، كتما سر الإبداع، بينما ورثة عاصى نزعوا الموهبة عن منصور، كان عاصى يقول: النغمة والكلمة تبرق بينى ومنصور كدفقة واحدة لا نستطيع تحديد مصدرها. عاصي ومنصور الرحباني على الجانب الآخر، كان التوتر هو العنوان بين الشقيقين محمد الموجى وإبراهيم الذى حمل فى البداية لقب الموجى، محمد سبق إبراهيم بأكثر من 10 سنوات محققاً نجاحاً وشهرة واسعة، فأقام الموجى الكبير دعوى قضائية لينتزع من شقيقه الصغير اسم الموجى الذى صار من بعدها يحمل اسماً فنياً، إبراهيم رأفت، ولم ينس حتى رحيله تلك الواقعة. محمد الموجي البرودة فى المشاعر كانت طابعًا مميزًا بين الأخوين الشاعرين الكبيرين حجاب (سيد وشوقى)، وهو ما تكرر بين الأخوين الملحنين الموهوبين شرنوبى (فاروق وصلاح)، بالطبع حظوظ النجاح والشهرة مالت أكثر لكفة صلاح، وفى مرحلة ما كنت أجد فاروق يوجه نقدا مباشرا وحادا ولاذعا لألحان صلاح الذى يكتفى بالصمت. لم تتحمس أنغام لدخول شقيقتها غنوة محمد على سليمان مجال الغناء، وهو ما تكرر بين أصالة وشقيقتها ريم نصرى. عالميا كثيرا ما نرى تنويعات على نفس (تيمة) كيم كارديشيان ملكة الإغراء وشقيقتها الصغيرة كيندل جينز، حيث ترى الصغرى أنها الأحق بتاج الملكة> وبينما وصل الأمر أن تنتحر نانسى موتيس احتجاجا على شقيقتها الممثلة العالمية جوليا روبرتس، واعتبرتها فى آخر خطاب لها سر اكتئابها. فى لبنان أصدرت رولا شقيقة هيفاء شريط فيديو كليب تستطيع أن تُطلق عليه وأنت مطمئن أنه إباحى، يتجاوز بكثير «سيب إيدى» الذى زج عندنا بمطربته إلى السجن، لا أدرى بالطبع رؤية القانون اللبناني فى الشريط الذى يحظى بكثافة مشاهدة أطلقت عليه «أنا رولا» على طريقة شريط «أنا هيفاء»، ويُقدم على المواقع بتحذير (فوق 18). كانت رولا تريد أن تقول أنا أكثر إثارة من هيفاء، لو كان الرهان بالإثارة، وأنا أكثر جمالاً لو أردتم الجمال، وأنا الأصغر بستة عشر عاما لو بالعمر. ولم تكن المرة الأولى، هذا العداء السافر بينهما يشتعل كثيرا ويهدأ قليلا، تبرأت عائلة يموت التى تنتمى لها الشقيقتان من رولا، وفى النهاية أعلنوا تأييدهم لهيفاء الأشهر والأغنى. إنها حكاية (الأخوة الأعداء)، أو كما كتبها الأديب الروسى فيودرو دوستيوفسكى (الإخوة كارامازوف) فصارت مرجعا علميا وعالميا لتلك المشاعر القاتلة التى قد تهدأ ساعات وتتأجج سنوات!!

مشاركة :