الحوثيون وصالح يخضعون تعز لحصار الجوع والعطش

  • 10/11/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تفرض جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح منذ أسابيع حصاراً خانقاً على مدينة تعز، إحدى أكبر محافظات اليمن المكتظة بالسكان، بهدف تجويع سكانها وتركيعهم، بهدف النيل من المقاومة التي تصدت لمشروعهم التخريبي الذي بدأ قبل ستة أشهر، عندما اجتاح حليفا الشر الحوثي وصالح مدناً عدة، من بينها تعز، إضافة إلى عدن. ويتخذ الحصار الذي تفرضه قوات الحليفين أشكالاً عدة، من بينها منع دخول المواد الغذائية والمياه إلى مدينة عرف عنها أنها مدينة تفتقر إلى مشاريع مياه، لم يتمكن المخلوع صالح من إنشائها طوال مدة حكمه الممتدة إلى أكثر من 3 عقود، إضافة إلى افتقار المدينة إلى المستلزمات الضرورية الأخرى مثل الأدوية وغيرها. في نداء صدر قبل ثلاثة أيام باسم أبناء تعز المحاصرين أكد أن سكان مدينة تعز محاصرون من كل مقومات الحياة فالدقيق نفد من المدينة، الغاز اختفى تماما، مياه الشرب منعدمة، الخضار والفواكه إن وصلت تصل بأسعار خيالية. وأوضح النداء: نقاط الميليشيات تمنع منعاً باتاً منذ أسابيع دخول أي مما سبق، وتفتش السيارات وتصادر ما تكتشفه فيها وتعتقل في أغلب الاحيان من يحاول إدخال أي مواد إعاشة للمدينة . المخزون الغذائي والدوائي ينفد ومن ينجون من القذائف من سكان المدينة سيقتلهم الجوع، والمرض. ويضيف النداء: الناس حالياً يشربون مياه الأمطار، والقادم أسوأ إن لم يتدخل التحالف بقرار شجاع وحاسم، حد تعبير النداء، الذي يختتم بالقول: نرجوكم بكل ما تحملوه من إنسانية أوصلوا النداء للعالم، ترجموه بكل اللغات، أرسلوه لكل الصحف ولمراكز حقوق الإنسان والمنظمات الدولية. افعلوا شيئاً لأجل تعز. سلوك عدواني أجبر الحصار سكان مدينة تعز على شرب مياه الآبار الجوفية التي تتسم بملوحتها الكبيرة، إضافة إلى اللجوء إلى مياه البرك الآسنة، الأمر الذي دفع بوزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان إلى وصف ما يقوم بها حليفا الشر ضد تعز بأنه أسوأ سلوك عدواني ضد سكان المدينة، الذي قال إن سوقاً للماء بدأ في الظهور في تعز، وهذه لا سابقة لها في العالم، حد قوله. يقول خالد الرويشان معلقاً على ما يحدث اليوم لأهل تعز من انتهاكات لحقوق الإنسان من تعز، إن تعز تموت عطشاً، المدينة التي دخلت معلبات عصائرها كل بيت وقرية ومدينة في اليمن تموت عطشا حتى إسرائيل لم تفعل ذلك في غزة. ويفيد مواطنون بأن الحصار المطبق على مدينة تعز وانعدام مياه الشرب فيها دفع ببعض المواطنين إلى جلب مياه المجاري وشربها بعد غليها بواسطة الحطب في مأساة حقيقية لم يسبق ان شهدها العالم في العصر الحديث. يصف الشاب وديع علي القائد المشهد بتعز بقوله: في ظل صمت مخز للعالم أجمع تقرر ميليشيا الحوثي والمخلوع قتل أبناء تعز عبر سلاح الغذاء والشراب، لا شيء يدخل إلى المدينة مطلقاً، مئات الآلاف مهددون بالموت جماعيا، نتيجة سياسة التجويع اللعينة. ويضيف: بأم عيني شاهدت اليوم طوابير طويلة لتعبئة مياه الشرب، يأتي الناس من أحياء بعيدة للتجمع أمام محطة أو اثنتين تعملان في المدينة أجمع، ثم ينفد الماء قبل أن يشرب غالبية من في الطابور ليعودوا محملين بالألم والظمأ، والخوف من القادم المجهول. ويصف وديع الوضع المأساوي في المدينة بقوله: لا دقيق، لا مواد غذائية، لا خضراوات، ولا حتى حليب للأطفال، أمر أرعبني فعلا، فتاة من أسرة متعففة في التاسعة عشرة من عمرها توفيت قبل اسبوعين تقريباً، ماتت جوعا، كان والدها يذرف الدموع ويقول: الله يقتل من قتلنا، وفضحنا بين الناس اننا بلا لقمة عيش. ويوجه وديع نداء إلى كل من يهمه الأمر لإنقاذ تعز من المأساة التي تعانيها اليوم: لكل الناشطين، الإعلاميين، الحقوقيين، السياسيين، المغتربين، رجال الخير، لكل الناس، هذا نداء بحق الله، وحق الدين والوطن ورغيف العيش، تحدثوا عن تعز التي يقتلها الحصار، اكتبوا عن هذه المجزرة الجماعية التي تباد فيها مدينة بكل من فيها، انقلوا للعالم ما يفعله الحوثي وصالح بحق المدينة التي لم يكتفوا بقتل أبنائها برصاصهم وقذائفهم، فعادوا لقتلها بلقمة العيش وشربة الماء، ساعدوا الفقراء والمحتاجين، تفقدوا الناس قبل أن يموتوا وتندموا على موت ضمائركم وإنسانيتكم، ساعدوا تعز بما تستطيعون. ويرى ناشطون في تعز أن ميليشيا الحوثي وصالح تعاقب النساء والأطفال في كل هزائمها، حيث تتبع سياسة قذرة في حصارها للمدينة قد تؤدي إلى موت مئات الالاف من الناس في تعز. يقول الدكتور أحمد الدميني، الطبيب في مستشفى الثورة العام بتعز إن خدمات المستشفى توقفت بشكل كامل بعدما احتجزت نقطة عسكرية تابعة للحوثيين وصالح في منطقة بير باشا المحاليل الخاصة بالمختبر ثم أجبروا السائق لنقلها للحديدة. مسيرة المياه وبدأ الناشطون في مدينة تعز وخارجها حملة لإظهار حقيقة ما يدور في تعز، حيث بدأت يوم أمس ما أطلق عليها مسيرة المياه، المتجهة من محافظة إب إلى تعز عندما قرر العشرات من مالكي الوايتات الانطلاق بما تحتويه من مياه إلى تعز لتوفير بعض من المياه إلى السكان هناك المحاصرين من مليشيات حليفي الشر (الحوثي وصالح). ويشارك في المسيرة العديد من الناشطين والناشطات من أبناء اليمن كافة تضامناً مع المدينة المحاصرة بالجوع والعطش والمرض، فيما أطلق ائتلاف الإغاثة الإنسانية بمحافظة تعز مناشدة عاجلة للأمم المتحدة وأمينها العام والمجتمع الدولي طالبه فيها باستخدام سلطاته لفك الحصار عن المدينة. وفي مؤتمر صحفي عقده الائتلاف أول من أمس الجمعة بمدينة تعز، قرأ رئيس الائتلاف رسالة موجهة إلى لأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قال فيها: لا شك بأنكم تتابعون وتدركون جيداً حقيقة الحرب الهمجية والمدمرة التي تشنها جماعة الحوثي والرئيس السابق على عبد الله صالح على محافظة تعز وما نجم عن ذلك من تداعيات وأثار مأسوية طالت الأرض والإنسان وكل كائن حي في هذه المدينة المعروفة بسلميتها وكذا تدمير كل مشاريع البنية التحتية الخدمية وفرض حصار خانق على المدية من مختلف الجهات الأمر الذي حال دون وصول أي إمدادات غذائية ودوائية للسكان. وأضاف الائتلاف أن المدينة تشهد حصاراً خانقاً من المسلحين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس السابق على صالح من مختلف المداخل إلى جانب منع دخول كافة الاحتياجات الغذائية الأساسية المتمثلة في (الماء والغذاء والخضروات وحليب الأطفال والمستلزمات الطبية) وغيرها. ولفت البيان إلى أن مسلحي الحوثيين وعلي صالح قاموا بنهب ومصادرة كافة المعونات الإنسانية المقدمة من المنظمات الدولية التي كان آخرها المعونة المقدمة من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ومنظمة الهجرة الدواية وبرنامج الغذاء العالمي للنازحين بتاريخ 4 أكتوبر الجاري. تضامن إعلامي واسع لقي حصار تعز من قبل ميليشيات الحوثي وصالح ومنعها لدخول أي مواد إغاثية ردود أفعال مستنكرة من مختلف وسائل الإعلام، وكتب الصحفي أحمد عثمان في مقال له: حتى ماء الشرب يمنعون وصوله إلى سكان مدينة تعز، صار الحصول على دبة ماء شرب عملية شاقة ومتعسرة، والموت عطشا يلوح في الافق امام عالم يتغنى بحقوق الانسان ومحاربة الإرهاب. الكاتب ياسين التميمي كتب قائلاً: مدينة تعز هي المدينة الأولى في العالم التي يقتلها العطش مرتين، مرة لأنه لا يتوفر في الطبيعة بالقدر الكافي ومرة لأن المخلوع صالح والحوثي في هذه الأثناء وبدافع الانتقام، منعا عنها الماء الذي يأتي من أماكن بعيدة جداً عن المدينة. الماء أساسُ الحياة ولذلك تصر هذه الميليشيا العفنة المثقلة بأرزاء التاريخ وأحقاده على منع وصوله إلى سكان مدينة تعز المحاصرين منذ خمسة أشهر، وشددت أخيراً حصارها لتمنع كل ما يُقيم الحياة في المدينة من الدخول إليها. ويضيف التميمي قائلاً: كثيرون أولئك الذين أوقفتهم الميليشيا عند مداخل تعز حيث لا تزال السيطرة على محيط المدينة مقتصرة على الميليشيات، نتيجة سيطرة سابقة مارسها الجيش الموالي للمخلوع صالح على المدينة عسكرياً وأمنياً منذ عقود . عنصر ميليشياوي أخذ من امرأة فقيرة كيساً به كمية قليلة من البطاطا وألقاها في الأرض وقال لها اذهبي إلى حمود المخلافي ليعوضك عن هذه البطاطا، والمخلافي هو قائد المقاومة في تعز، وكثيرون غير هذه المرأة الذين جُرِّدُوا مما بحوزتهم من غذاء ومشتقات نفطية كانوا يحاولون إدخالها إلى مدينة تعز لإنقاذ أهاليهم. أما الناشطة رضية المتوكل فقد كتبت قائلة إن مدينة تعز تواجه حصاراً من قبل جماعة الحوثي المسلحة يتجاوز الأهداف العسكرية إلى تجويع المواطنين المدنيين ومنعهم من الوصول إلى المواد الضرورية كالماء والطعام والخدمات الطبية، وذلك عبر سيطرتهم على المنافذ الرئيسية للمدينة، وهو ما يعد انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي. وتضيف المتوكل في شهادتها قائلة: سمعنا شهادات مفزعة، بدأ الناس في مدينة تعز بشرب الماء المالح، إن وجد، يتم تفتيش من يدخل المدينة ويُمنع إدخال المواد الغذائية، ويقول أحد السكان انه حتى كيس الطماطم تتم مصادرته عند المداخل من قبل الحوثيين، المواطن العادي المدني يُعاقب في مدينة تعز في سياق حرب هو غير مسؤول عنها، ويرزح تحت وطأة حصار مفزع، هو الأشد منذ بداية الحرب الأخيرة في اليمن. وطالبت رضية المتوكل جماعة الحوثي وصالح بان ترفع حصارها عن مدينة تعز فوراً، وعلى كل المنظمات الدولية ان تتحمل مسؤوليتها تجاه السكان المدنيين في مدينة تعز، لأنه حصار يشبه في قسوته حصار إسرائيل لقطاع غزة، ولا يجب ان ينتظر العالم لسنوات حتى يبدأ بإغاثة المنكوبين هناك. لا يمكن لمدينة صغيرة وفقيرة مثل تعز أن تحتمل. الصحفي حبيب العزي يوثق معاناة تعز بمقال أكد فيه الوحشية التي يمارسها حليفا الشر (صالح والحوثي) من خلال فرض حصار على تعز وأهلها، ويقول: ارتفعت وتيرة الحصار الخانق على تعز، خلال الأسبوعين الماضيين بشكل لافت ومخيف، ذاك الحصار الذي تفرضه العصابات الإجرامية، والميليشيات الإرهابية، والذي طال كل شيء له صلة بالحياة، فالميليشيات منعت -ولا تزال- دخول الدقيق والغاز ومياه الشرب والثلج والخضار والفواكه وكل شيء ضروري وأساسي، بل وتقوم باحتجاز الشاحنات عند مداخل المدينة، وتتعمد نهبها وإتلاف محتوياتها، حتى لا تصل للمواطنين، بخاصة إلى المناطق التي هي تحت سيطرة المقاومة. ويرى العزي أن هذا سلوك همجي وبربري فاق حتى سلوك الصهاينة في حصارهم لغزة. من جانبه، وصف الدكتور عيدروس نصر ما يحدث لتعز بالكارثة، وقال في مقال له إن ما تتعرض له تعز من حصار وإرهاب ورعب وتدمير وتجويع وتعطيش، يعبر عن مستوى من البهيمية المفرطة لدى الميليشيات الإجرامية، وإذا ما صحت الأخبار المتداولة عن تبول الحوثيين على وايتات مياه الشرب التي تقدم للأهالي فهذا إنما يعبر عن انحطاط لم يحصل قط في أخلاقيات الحروب التي عرفها التاريخ، وهو ما يبين أن عدم التكافؤ لا ينحصر على القدرات والعتاد والمهارة العسكرية بل إنه يشمل الأخلاق والقيم التي يؤمن بها كل من الطرفين المتواجهين في هذه المدينة البطلة. وأضاف قائلاً: لن تسقط تعز مرة أخرى في أيدي القتلة ببساطة لأنهم لم يدعوا فردا في تعز إلا وآذوه، ولم يدعوا أسرة إلا وأصابوها بالضرر، ومن تبقى من المرتزقة وأزلام صالح سيطوي التاريخ صفحاتهم وسيغمرها تحت عجلات حركته نحو التقدم والسؤدد ولملمة الجراح واستعادة العافية لتعز لتعود كما كانت عنوانا للثقافة والمدنية والإبداع والتعايش والوئام. أشد الموالين للحوثيين أجبره سلوك جماعته على التنديد بما يحدث في تعز من حصار للمدينة ولسكانها، يقول محمد عايش: يا حوثيين ويا جيش ويا صالح: محاصرة المواد الغذائية والمياه والإغاثة في تعز جريمة بحق السكان هناك، الأمور تتجه إلى كارثة إنسانية وإن حدثت فلا شيء سيغفرها لكم مهما قلتم.ويضيف قائلاً: في ما يخص جرائم الحرب كل شاه معلقة برجلها ولا قيمة للشراكة في الجريمة أو لمبدأ الفعل ورد الفعل، وبعيداً عن كونه جريمة، فإنه حصار بلا معنى، فمن يقاتلونكم يتلقون الأسلحة من السماء مباشرة فما جدوى حصاركم لهم وما فائدته غير ما قد يتسبب به من قتل للمدنيين جوعاً أو عطشاً أو بالاوبئة؟. ويطالب عايش الحوثيين بالكف عن فرض الحصار على سكان تعز.

مشاركة :