البحـــرين قــــادرة علـــى أن تــكــون مــركـــزًا للــذكــــاء الاصــطـنــاعــــي

  • 7/4/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تسريع مفاوضات التجارة الحرة مع الخليج الصين لا تسعى للهيمنة ولا وجود للتنمر في قاموسنا الدبلوماسي أكد سفير جمهورية الصين الشعبية لدى البحرين أنور حبيب الله على أن البحرين قادرة على أن تكون مركزا إقليميا لصناعة الذكاء الاصطناعي لما تتمتع به البحرين من التفوق الفردي، والقوانين التي تمكنها من الوصول إلى الدول الخليجية الأخرى وبيئة الأعمال الودية، مشددا على التعاون الجيد بين البحرين، وبلاده التي تحتل شركاتها في هذا المجال المرتبة الثانية على مستوى العالم بنسبة تصل إلى 24.66%. وقال السفير الصيني في مقابلة لـ«الأيام» بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، إن الجانب الخليجي والصيني - اللذين يحتفيان بمرور 40 عاما على علاقاتهما - يعملان على تسريع وتيرة المفاوضات بشأن إنشاء منطقة للتجارة الحرة بينهما، معتبرا أن مجالات التعاون مع دول الخليج سوف تعزز مع تعميق التعاون في مجالات البنى التحتية، والاتصالات والكهرباء، وتقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والطاقة النووية، والطاقة المتجددة. وأشار السفير الصيني إلى أن بلاده تتغلب على الصعوبات والتحديات التي يفرضها التعداد السكاني الكبير للصين، من أجل تقديم العدد الكافي من اللقاحات إلى البحرين، والتي يصل عددها إلى 700 ألف جرعة، معتبرا أن هذا التعاون يعكس عمق الصداقة والعزم المشترك لمواجهة جائحة كورونا. وفي الشأن الدولي، شدد السفير الصيني حبيب الله على أن بلاده لا تسعى للهيمنة، بل تقف بحزم مع العالم ضد الهيمنة، ولا وجود لـ«الإكراه» و«التنمر» في قاموس الدبلوماسية الصينية - حسب تعبيره - مؤكدا على أن بلاده ملتزمة بالحوار والشراكة بدلا من المواجهة والتحالف، وكذلك تطوير التعاون الودي مع جميع الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي, واتهم السفير الصيني دولة منفردة بشن حملة ضغط وملاحقة عالمية ضد شركات صينية، بهدف الاحتفاظ بما وصفه باحتكارها مجال التكنولوجيا، وحرمان الدول الأخرى من حقها بالتنمية، مشددا على أن جميع المنتجات، والتكنولوجيا المستخدمة في شركة هواوي وغيرها من الشركات الصينية آمنة ولم تلحق الضرر بأي بلد. وفيما يلي نص المقابلة: ] بعد مرور 100 عام على تأسيس الحزب الشيوعي الصيني الذي يعتبر اكبر حزب سياسي في العالم، ويصل عدد أعضائه إلى أكثر من 91 مليون فرد، كيف يرى الصينيون مسيرة الحزب الذي استطاع الحفاظ على الخط الشيوعي وفي الوقت ذاته خلق اشتراكية ذات مزايا تتكيف مع التطور وتحقيق طفرات اقتصادية كبيرة؟ - بلا شك أن الحزب الشيوعي الصيني، هو حزب سياسي جريء في الإصلاح والابتكار، وسلك الحزب الشيوعي الصيني، انطلاقا من الواقع، طريق الاشتراكية ذات الخصائص الصينية، مع التمسك بالاندماج بين القيم والمبادئ الأساسية للماركسية التي تضع الإنسان في المقام الأول والممارسات العملية للصين، إذ يمثل هدف الكفاح للحزب الشيوعي الصيني في تلبية تطلعات الشعب الصيني إلى حياة جميلة، فمنذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية قبل 72 عاما، حقق الحزب الحاكم الإنجازات المثيرة للإعجاب، وخلق ثلاث معجزات وهي التنمية الاقتصادية السريعة، تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، ففي غضون بضع عقود فقط، أكملت الصين مسار التصنيع الذي استغرقت الدول المتقدمة فيه عدة قرون، وبنت النظام الصناعي الأكثر استكمالا في العام، وأصبحت ثاني أكبر اقتصاد وأكبر تاجر في السلع على المستوى العالمي. ومنذ العام 1952 إلى العام 2020، ارتفع إجمالي الناتج المحلي للصين من 67.9 مليار يوان إلى 100 تريليون يوان، ونما نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي من 119 يوان إلى 72.4 ألف يوان. أما المعجزة الثانية فكانت الاستقرار الاجتماعي الطويل الأجل عندما نتحدث عن صمود الحزب الشيوعي الصيني أمام الاختبارات الكبيرة المتمثلة في تحقيق المهمة الكبيرة والمعقدة للتنمية والإصلاح والتغيرات العميقة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، وفي الوقت نفسه المحافظة على الاستقرار السياسي والاجتماعي طويل الأمد بشكل فعال في الصين. واليوم نجد أن عدد السكان المتوسطي الدخل، قد أصبح أكثر من 400 مليون، فيما انتشل قرابة 800 مليون شخص من براثن الفقر في الصين. أما المعجزة الثالثة، فكانت الصعود السلمي، فالصين تخلت عن المسار الاستعماري القديم للقوى التقليدية، وتنتهج دائما سياسة خارجية سلمية مستقلة. ولو نظرنا على مدار العقود السبعة الماضية، نجد أن الصين لم تبدأ أي حرب ضد آخرين، ولم تحتل شبرا من آراضي الآخرين. لقد كرسنا في الدستور التزامنا بالتنمية السلمية، مما يجعل الصين دولة وحيدة في العالم تعهدت بهذا الوعي الجدي. ] ماذا عن الهيمنة؟ - الصين لا تسعى للهيمنة، بل نحن نقف بحزم مع العالم ضد الهيمنة، كلمات مثل «الإكراه» و«التنمر» ليست في قاموس الدبلوماسية الصينية أبدا. نحن ملتزمون بطريق جديد للتبادل بين الدول، وهو الالتزام بالحوار والشراكة بدلا من المواجهة والتحالف، إذ نسعى إلى تطوير التعاون الودي مع جميع الدول على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. ندعو دائما إلى المساواة بين جميع الدول بغض النظر عن حجمها وثرواتها وقوتها، ونحترم حقوق شعوب جميع البلدان في اختيار مسار التنمية الخاص بهم، ونعارض تنمر القوي على الضعيف، أو السعي وراء الهيمنة. الصين دائما قوة من أجل السلام والتنمية والتقدم، إذ يحظى الحزب الشيوعي الصيني بدعم واسع النطاق من الشعب الذي يفتخر بإنجازات الحزب، وهو ما انعكس على علاقة الشعب بالحزب، التي يمكن وصفها بالعلاقة المتناغمة والمتلاحمة. ] كيف تبدو علاقة الحزب الشيوعي الصيني بالأحزاب الشيوعية غير الحاكمة في دول أخرى، وكذلك الأحزاب السياسية الأخرى حول العالم؟ - لنكن صريحين. الصين بحاجة إلى فهم العالم، والعالم بحاجة إلى فهم الصين أيضا. لذا يولي الحزب الشيوعي الصيني دائما أهمية كبيرة لتعزيز التبادلات الخارجية والتي تستند على الاستقلالية والمساواة الكاملة، والاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض، باعتبارها المبادئ الأربعة للحزب الشيوعي الصيني في التعامل مع العلاقات بين الأحزاب، قد اكتسبت فهما واعترافا بها دوليا. وقد أقام الحزب الشيوعي الصيني أشكالا مختلفة من العلاقات مع أكثر من 600 حزب سياسي ومنظمة سياسية في أكثر من 160 دولة ومنطقة، من بينها الأحزاب الحاكمة، وكذلك أحزاب المعارضة الرئيسية والأحزاب السياسية في البلدان ليس لديهم علاقات دبلوماسية مع الصين، ليس هناك فقط الحزب الشيوعي وحزب العمال، ولكن هناك أيضا الحزب الاشتراكي وحزب العمل وحزب المحافظين. من خلال التبادلات الودية بأشكال وعلى مستويات مختلفة، وعبر قنوات مختلفة، يمكن للحزب الشيوعي الصيني تبادل وجهات النظر بصراحة مع أنواع مختلفة من الأحزاب السياسية حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك. إن مثل هذا الحوار والتبادلات على أساس الاحترام المتبادل والسعي إلى أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالخلافات لا يساعد في تعميق التفاهم المتبادل والصداقة والتعاون فحسب، ولكن أيضا يفيد العالم في السلام والتنمية والتقدم. وخلال جائحة كورونا، أرسل أكثر من 650 قائدا من أكثر من 330 حزبا ومنظمة سياسية في أكثر من 140 دولة برقيات إلى الحزب الشيوعي الصيني، أو أعربوا عن تعازيهم وتضامنهم من خلال وسائل أخرى. ومن أجل مساعدة العالم في مكافحة الوباء، أرسل الحزب الشيوعي الصيني برقيات إلى أكثر من 110 قواد للأحزاب السياسية في أكثر من 60 دولة، حيث يشرح بشكل شامل تجربة الصين وممارساتها في السيطرة على الجائحة. كما وفر الحزب الشيوعي الصيني المواد اللازمة بشكل عاجل مثل الأقنعة والملابس الواقية ومعدات الاختبار ومولدات الأكسجين والأدوية ذات الصلة، بما يقدم المساهمات الفعالة للبلدان في مواجهة الجائحة. ] هناك من يرى أن وجود أحزاب سياسية في الصين ليست شيوعية غير كاف للبرهنة على أن الصين لا تحكم بقبضة الحزب الواحد، وبالتالي هناك حاجة للتعددية الحزبية والمشاركة السياسية.. هل الصين تحكم بقبضة حزب واحد؟ أم أن الصين فعليًا تتبنى نظامًا يقوم على التعاون والتشاور السياسي بين الأحزاب تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني، وليس نظامًا متعدد الأحزاب على الطراز الغربي؟ - النظام الحزبي في الصين ليس نظاما متعدد الأحزاب أو نظاما ثنائي الحزب، ولا نظام الحزب الواحد، ولكنه نوع جديد من النظام الحزبي للتعاون متعدد الأحزاب والتشاور السياسي تحت قيادة الحزب الشيوعي الصيني. والهيكل الأساسي لهذا النظام هو أن الحزب الشيوعي الصيني هو الحزب الحاكم، مع المشاركة السياسية لثمانية أحزاب ديمقراطية أخرى بما في ذلك اللجنة الثورية للكومينتانغ الصيني، والرابطة الديمقراطية الصينية، والجمعية الديمقراطية الصينية لبناء الوطن، والجمعية الصينية لتنمية الديمقراطية، والحزب الديمقراطي للفلاحين والعمال الصينيين، وحزب تشي قونغ الصينى، وجمعية جيوسان، وعصبة الحكم الذاتي الديمقراطية التايوانية. ويكفل النظام الحزبي في الصين أن تكون عملية صنع القرار دقيقة وفعالة، وهكذا يمكن تجنب اللعبة السياسية المتمثلة في «المعارضة من أجل المعارضة» أو الصراع الحزبي اللانهائي. إن تشكيل هذا النظام له أصول تاريخية عميقة، وهو اختيار التاريخ والشعب، ولا يختلف هذا النظام عن نظام الحزبين أو متعدد الأحزاب في الدول الغربية فقط، ولكنه يختلف أيضا عن نظام الحزب الواحد في بعض البلدان. في بلد متعدد الأحزاب، عادة تمثل الأحزاب السياسية مصالح مجموعات معينة هي أحزاب ذات المصالح القطاعية والسياسة الانتخابية، هدفهم الأساسي هو الفوز في الانتخابات وتولي المنصب وحماية مصالح مجموعات معينة. أما الحزب الشيوعي الصيني هو حزب ذو مصالح عامة وحزب للمهمة والمسؤولية. بصفته حزبا للمهمة والمسؤولية، فإن الحزب الشيوعي الصيني قادر على التغلب على قصر النظر والشعبوية ونقاط الضعف الأخرى للأحزاب ذات المصالح القطاعية والسياسة الانتخابية. نحن قادرون على الحفاظ على اتساق السياسات، وإجراء استثمارات طويلة الأجل والمستدامة، والتمسك بجدول أعمالنا والقيام بالعمل الجاد عبر الأجيال. وعلى مدار السبعين عاما الماضية، قاد الحزب الشيوعي الصيني الشعب الصيني في صياغة وتنفيذ 13 خطة خمسية، والآن نحن ننفذ الخطة الخمسية الرابعة عشرة. ] سأبقى عند الحزب الشيوعي.. حققت الصين بقيادة الحزب الشيوعي معجزة اقتصادية، في الوقت الذي تفكك المعسكر الاشتراكي، وتراجعت حتى التبعية للنظريات الاشتراكية، لكن في المقابل لا زالت هناك تحديات داخلية وخارجية تواجهها الصين، وأبرزها تحديات اقتصادية مع قوى اقتصادية غربية، وأبرز عناوينها الاتهامات للصين بسرقة الملكية الفكرية، وإخضاع شركات صينية كبرى للعقوبات.. كيف تنظر الصين لهذه التحديات؟ - لقد أظهر تقرير صادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» التي تتخذ من جنيف مقرا لها، أن الصين قد أصبحت أكبر مصدر لطلبات البراءات الدولية المودعة لدى «الويبو» لمدة عامين متتاليين، وأصبحت شركة هواوي تكنولوجيز عملاق الاتصالات الصيني أكبر شركة مودعة للطلبات لأربعة أعوام متتالية، والخامسة من أفضل عشر جامعات لديها أكبر عدد من الطلبات هي من الصين، كما احتلت الصين المرتبة 14 في «تقرير مؤشر الابتكار العالمي 2020» الصادر عن «الويبو»، بزيادة 15 مرتبة عن عام 2015، إذ يجب على الابتكار والممتلكات الفكرية أن تخدم البشرية جمعاء ورفاهيتها، ولا ينبغي أن يكون أداة للدول الفردية لقمع تنمية البلدان الأخرى، والحفاظ على مصلحتها الذاتية. ما أود التأكيد عليه هو أن الصين مستعدة للعمل مع جميع الأطراف لمواصلة تعزيز الابتكار والتعاون في مجال التكنولوجيا، والمشاركة بنشاط في حوكمة الملكية الفكرية العالمية، وتقديم المزيد من المساهمات في التنمية المتوازنة والشاملة والمستدامة للملكية الفكرية العالمية. أما بالنسبة لإخضاع شركات صينية كبرى للعقوبات، فالواقع يقول إن هناك دولة منفردة شنت حملة الضغط والملاحقة العالمية ضد شركات خاصة صينية بكل السبل المتاحة بدون أي دليل حقيقي، بما يشرح لنا بشكل مثالي حقيقة التنمر، وهو ما يعكس بشكل واضح وأمام الجميع أن هدف هذا الدولة هو الحفاظ على احتكارها في مجال التكنولوجيا، وحرمان الدول الأخرى من الحق المشروع في التنمية. إن هذه الهيمنة غير المبررة لا تقوض قواعد التجارة الدولية المنصفة فحسب، بل تضر بالبيئة الحرة للأسواق العالمية. لذلك أود التأكيد مرة أخرى على براءة شركة هواوي وغيرها من الشركات الصينية الكثيرة التي تعرضت للعقوبات الأحادية الجانب، وجميع تكنولوجياتها ومنتجاتها آمنة ولم تلحق أضرارا بأي بلد. في المقابل، تستثمر الشركات الصينية مثل شركة هواوي في دول العالم، وتساعد هذه الاستثمارات في زيادة التوظيف والإنتاج، وتزيد قوة التحرك لتنمية التقنيات والقطاعات في هذه البلدان، وخير مثال على ذلك شركة هواوي البحرين. ] ماذا عن اتفاقية للتجارة الحرة؟ كانت هناك رغبة صينية في عقد اتفاقيات تجارة مع دول الخليج، عبر عنها وزير الخارجية الصيني وانغ بس خلال زيارته في أواخر مارس 2021، إلى المنطقة، اليوم.. ما هي فرص التوصل لاتفاقيات للتجارة الحرة مع دول خليجية ومن البحرين عندما نتحدث عن تبادل تجاري بين الصين ودول الخليج يفوق 160 مليار دولار وبنمو مستمر؟ - يصادف هذا العام الذكرى الـ40 لإقامة مجلس التعاون الخليجي وكذلك الذكرى ال40 لإقامة العلاقات بين الصين ومجلس التعاون الخليجي، وبلا شك إن العلاقات بين الجانبين قطعت أشواطا كبيرة، والصين تغتنم الفرصة للتباحث في سبل رفع مستوى العلاقات بينهما، وتعزيز الدعم، والتعاون المتبادل المنفعة في كل المجالات انطلاقا من المنظور الاستراتيجي طويل المدى. لقد وقعت الصين مع جميع الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي على وثائق التعاون لبناء «الحزام والطريق»، ووفقا للإحصاءات الصادرة عن مجلس التعاون، فقد بلغ حجم التجارة بين الجانبين أكثر من 160 مليار دولار أمريكي في العام الماضي رغم تداعيات كورونا، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري لمجلس التعاون الخليجي. ولكن أعتقد أنه لا تزال هناك إمكانية لمزيد من النمو في التجارة وخاصة في الاستثمار بين الجانبين، كما يمكن أن يساعد التوصل لاتفاقية للتجارة الحرة في تحقيق هذا الهدف. بالطبع في الوقت الحالي، يعمل الجانبان الصيني والخليجي على تسريع وتيرة المفاوضات بشأن إنشاء منطقة التجارة الحرة بينهما، إذ يحرص الجانب الصيني على بذل جهود مشتركة مع الجانب الخليجي لتحقيق تطور أكبر للعلاقات الصينية الخليجية. أعتقد أن مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين الصيني الخليجي ستكون أوسع مع تعميق التعاون في مجالات بناء البنية التحتية والاتصالات والكهرباء والاستثمار والفضاء والطاقة النووية والطاقة المتجددة وتقنية الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي. ] ماذا عن مجالات تقنيات الذكاء الاصطناعي في ظل تقديرات ترجح أن تبلغ قيمة بيع هذه التقنيات إلى دول خليجية من بينها البحرين إلى نحو 320 مليار دولار بحلول 2030؟ هل من فرص تعاون مع البحرين في هذا الاتجاه؟ -نعم، لقد لاحظت هذا الجانب أيضا، فصناعة الذكاء الاصطناعي تنمو في دول الخليج بما في ذلك البحرين بشكل سريع، كما أن مملكة البحرين تولي أهمية كبيرة لتطوير صناعة الذكاء الاصطناعي. وقد وجه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأن تباشر الحكومة بوضع خطة وطنية شاملة نحو الاقتصاد الرقمي، بتبني وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي واستكمال البنى التقنية اللازمة، وذلك خلال تشريفه دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الخامس لمجلسي الشورى والنواب في العام الماضي. كما أن حكومة البحرين تعمل على ترجمة هذا التوجه السامي على نحو جاد بحيث تتحول مملكة البحرين إلى مركز إقليمي للذكاء الاصطناعي وبناء مجتمع معلوماتي وتسخير الإمكانات والقدرات المتاحة لبناء الاقتصاد الرقمي المعرفي. أما بالنسبة للصين، فعدد شركاتها في مجال الذكاء الاصطناعي يحتل المرتبة الثانية على مستوى العالم بنسبة 24.66%، وتتوقع شركة البيانات الدولية «IDC» أن تصبح الصين محفزا رئيسا لنمو الذكاء الاصطناعي العالمي، وستساهم بنسبة 15.6% من حجم السوق بحلول 2024. في المقابل، لدى البحرين عدد كبير من الشباب الجامعيون في مجال تكنولوجيا المعلومات، سواء كان ذلك في علوم الكمبيوتر أو هندسة الكمبيوتر أو الشبكات أو نظم المعلومات الإدارية، لديهم شغف كبير ويمتلئون بالأفكار الجديدة والمبتكرة. كذلك تتمتع البحرين بالتفوق الفردي، مثلا القوانين الكاملة وسهلة الوصول لدول الخليج الأخرى وبيئة الأعمال التجارية الودية، بما يمكن البحرين أن تكون مركزا إقليميا لصناعة الذكاء الاصطناعي. بالطبع هناك تعاون جيد بين الصين البحرين في مجال الذكاء الاصطناعي، وفي عام 2018، حيث تم توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس التنمية الاقتصادية وشركة تقنيات الذكاء الاصطناعي الصينية «إنتليفيوجن تكنولوجيز» من أجل استكشاف فرص لتعزيز البيئة الحيوية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تعود بالفائدة على الصين والبحرين ومنطقة الشرق الأوسط ككل. الشركات الصينية الأخرى مثل شركة هواوي وشركة تينسنت تجري التعاون الجيد مع القطاعين العام والخاص في البحرين أيضا. ] اعتمدت البحرين بشكل كبير على اللقاح الصيني «سينوفارم» في حملاتها للتطعيم ضمن جهود التصدي لفيروس «كوفيد-19»، هل من لقاحات أكثر فعالية لا سيما مع انتشار سلالات متحورة؟ - منذ تفشي «كوفيد-19»، عمل الجانبان يدا بيد في مواجهة الجائحة، حيث شاركت البحرين في المرحلة الثالثة للتجارب السريرية للقاح «سينوفارم» المضاد لفيروس كورونا في العام الماضي، وأجازت الهيئة الوطنية لتنظيم المهن والخدمات الصحية الاستخدام الطارئ وأعلنت موافقتها على التسجيل الرسمي للقاح سينوفارم، وهذا يثبت أن ثقة الجانب البحريني ودعمه للقاح الصيني ويعكس الأفق الواسع للتعاون في مجال اللقاح بين البلدين. ولقد درجت منظمة الصحة العالمية لقاحين صينيين على قائمة الاستخدام الطارئ، وهما لقاح «سينوفارم» ولقاح «سينوفاك-بيوتك»، فقد أثبت هذان اللقاحان أمنهما وفعاليتهما حسب الإحصاءات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية. يسرني أن أرى إقبالا للقاح «سينوفارم» لدى المواطنين والمقيمين. قال رئيس شركة سينوفارم إن لقاحها أثبت الفعالية للفيروسات المتحورة حسب التجارب العلمية. كما أكد استشاري الأمراض المعدية بالمستشفى العسكري عضو الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا مقدم طبيب مناف القحطاني على ضرورة أخذ التطعيم لما يسهم به من تكوين مناعة المجتمع وحماية الفرد وأسرته ومحيطه المجتمعي، وأن جميع التطعيمات التي تم اعتمادها في البحرين آمنة وفعالة وتسهم في تخفيف شدة الأعراض. طبعا، على الرغم من أن اللقاح جزء مهم لمواجهة الجائحة.

مشاركة :