بالتأكيد لسنا في وارد التبرير للتيارات الاسلاموية الراديكالية المتطرفة والارهابية.. وبالتأكيد أننا لسنا في وارد الحديث او الكتابة دفاعاً عن اسلام التسامح والتعايش وهو الاسلام الحقيقي ولكننا اليوم نتناول ظاهرة التخويف من الاسلام التي اصبحت من ابرز اوراق المرشحين لانتخابات الرئاسة الامريكية القادمة والتي بدأ التسخين الحقيقي لها هناك. وما يلفت النظر لمن يتابع ان الديمقراطيين قد بدؤا بالتلويح بهذه الورقة واستثمارها تماما مثل غلاة الجمهوريين اليمينيين الذين اعتدنا منهم التلويح بالورقة الاسلاموية بشكل يخلط بين جميع التيارات وبين الاسلام كدين وعقيدة وفلسفة قائمة على التسامح والاعتدال الوسطي وعلى التعايش مع الاديان والاجناس والاثنيات. بل ان الجمهوريين ومن خلال دونالد ترامب المرشح الاوفر حظا في الترشح بين الجمهوريين قد ترك مساحة مهمة للحضور من الجمهور بان ينالوا من اوباما فقط لان ديانته او بالأدق ديانة اسلافه الاسلام بما يؤشر ويؤكد بان الاسلام سيكون العنوان البراق في حملات المترشحين على نحو ترهيبي مرعب من الاسلام والمسلمين كافة. شخصياً وقبل عدة سنوات واثناء الحملات الانتخابية هنا ان المترشحين يعتمدون شعار اللي تغلب به العب به وهو شعار دولي معتمد يلعب به جميع المرشحين في جميع الانتخابات في العالم. ولعل دراسة الاستاذ اميل أمين المنشورة في الشرق الاوسط العدد 13460 تلقي اضواء مهمة على الظاهرة التخويفية بالإسلام في الانتخابات الرئاسية في امريكا والتي نعتقد أنها تتصاعد وستتضاعف في قادم الايام والاسابيع مع ارتفاع حمى التنافس والسباق الرئاسي هناك والذي سيكون كسر عظم هذه المرة. ونخشى ان يكون الاسلام في عمومه ودون تحديد أو تخصيص هو ضحية حملات الحزبين تحت شعار اللي تغلب به العب به وما دام اللعب بورقة الاسلام في هذه الفترة تغلب فسيلعب بها المتنافسون وسندفع نحن المسلمين ضريبتها دون ذنب. العزف على الاسلامو فوبيا وان كان لحنا نشازا في الخلط بين العناوين ولاسيما عنوان الديني والسياسي سيكون دليلاً اخر على الثقافة العنصرية في الولايات المتحدة التي مازالت طرية وان كانت غائرة في الوجدان الامريكي العام لكن اي تحريك لبواطنها وركامها قابل للانفجار العنصري أو التفجر العنصري ولنا في حوادث القتل العمد التي راح ضحيتها مواطنون امريكيون ملونون خير شاهد على البركان العنصري في الثقافة الامريكية. واذا كنا نقر ونعترف على رؤوس الاشهاد بان هناك تيارات وتنظيمات وجماعات اسلاموية متطرفة بشكل متوحش ومتخلفة بشكل مستغرق في التخلف.. فإننا لن ننسى ولن يغيب عن ذاكرتنا ابدا بان امريكا لها يد طولى في تغذية التطرف الاسلامي وفي تأسيس تيارات متطرفة تحت يافطات اسلامية اثناء الغزو والتورط السوفيتي في افغانستان وانها مولت ودربت ونظمت التنظيمات والجماعات المتطرفة وما نعانيه هو احد نتاجات ما كان لها من دور. واذا كانت امريكا الحزبين المتنافسين تلعب بهذه الورقة في الاتجاه المعاكس لما كانت تلعب بها في مطلع الثمانينات فانها امريكا تذكي من حيث لم تحتسب روح التطرف العنصري وتنفخ في ثقافته على نحو خطير جداً لن تكون بمنأى أو بمأمن عنه لاسيما اذا ما تصاعد اللعب والعزف على اوتار الاسلامو فوبيا بطريقة متهورة لا تقرأ ما هو أبعد من الهدف الآني لتصل الى الخطر الآتي او المتأتي من هكذا لعب بهكذا ورقة في هكذا توقيت وفي هكذا أوضاع لا تحتمل اذكاء التطرف والغلو في التطرف.
مشاركة :