قبل عدة سنوات أقيمت ندوة عن السعودة تحدث فيها أحد المسؤولين مؤكداً بأن ( السعودة ) ليست عنصرية بل هي ضرورة تمليها الحاجة موضحاً خلال تلك الندوة عدة تعريفات للعنصرية والتميز العنصري وأنواعه المختلفة وجميعها يشترك في اعتقاد تفوق أفراد أو مجموعة بشرية مقابل أفراد آخرين أو مجموعات أخرى من البشر تبعاً للجنس أو الجنسية أو الدين أو اللون أو القبيلة أو غيرها من الانتماءات الأخرى . قضية العنصرية قضية شائكة وعلى الرغم من أن المنهج الإسلامي فيها واضح منذ أكثر من 1400 عام وذلك من خلال قوله تعالى ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) وقوله صلى الله عليه وسلم ( لافرق بين أعجمي ولاعربي إلا بالتقوى ) إلا أن النزاع العنصري كان موجوداً في التاريخ الإسلامي بين القبائل العربية ، وقد حرصت العديد من دول العالم على مقاومة هذه الظاهرة ، كما قامت الأمم المتحدة في عام 1965م بالإعلان عن معاهدة دولية لإزالة كافة أشكال العنصرية والتفرقة وانضمام المملكة العربية السعودية لهذه المعاهدة في عام 1997م ومع ذلك فلايزال هناك حضور واضح للعنصرية في العديد من المجتمعات العربية والغربية. العنصرية داء لايمكننا إنكاره وهو موجود في مجتمعنا من خلال أشكال مختلفة ولدى قطاعات كثيرة وقد ذكر معالي وزير العمل الأسبق الدكتور غازي القصيبي ( رحمه الله ) في أحد لقاءاته مع مديري مكاتب العمل بأننا ( للأسف الشديد استبد بنا شيء من الغرور بل ومن العنصرية وبدأنا نتصور أننا أفضل من أولئك – يقصد الوافدين – الذين أتونا كي يشاركونا عبء التنمية ) فهو أمر خطير يهدد وحدة هذا المجتمع ، وعلاجه لايكمن فقط في التوقيع على معاهدات دولية أو قوانين أو ضوابط بل يكون في التمسك الحقيقي بديننا الحنيف وتطبيق المبادىء الإسلامية على أرض الواقع وتربية الجيل على أن هذه العنصرية إنما هي جاهلية وإن التمييز والتفاخر بالأنساب والأحساب والأموال إنما هي أمراض قاتلة ، فالمساواة والعدل اليوم هي أساس الاستقرار وهذا المفهوم يجب أن يعمم في المنزل ويمضي عبر المدرسة ويتأصل في أعمالنا وينتشر في مجتمعنا وكافة شؤون حياتنا. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :