أنقرة - لم يجد الرئيس التركي من مبرر للتغطية على فشل حكومته في التعاطي مع الأزمة الاقتصادية إلا بالترويج مجددا لنظرية المؤامرة الخارجية واختزال كل العلل التي تسبب فيها هو بنهجه الصدامي وسياساته العدوانية، تحت ذلك العنوان (المؤامرة). وتأتي تصريحات أردوغان بينما يستعد حزبه لخوض انتخابات 2023 برصيد من النكسات السياسية والاقتصادية، فيما يكابد لتلميع صورته وصورة حزبه بعد أن تدنت شعبيته وبعد انشقاق قادة كبار ومؤسسين في العدالة والتنمية. وكثف الرئيس التركي في الأشهر الأخيرة من الخطابات الدعائية، مركزا على مشاريع وانجازات اقتصادية لم تر النور، بينما تعتبرها المعارضة مجرد ذر رماد على العيون ومحاولة لإيهام الشعب بوجود انجازات فعلية بينما يئن الاقتصاد تحت وطأة أزمة لا مؤشرات على قرب نهايتها. وقال في كلمة له خلال مشاركته في الاجتماع الموسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية بالولايات التركية، إن هناك أهداف خبيثة وراء خطط زج الاقتصاد التركي في أزمة. وتابع "الهدف الخبيث الكامن وراء محاولة الانقلاب في 15 يوليو (2016) هو نفسه الكامن وراء خطط زج اقتصادنا في أزمة وكذلك الغايات الخبيثة التي كانت تكمن وراء أحداث غزي بارك والأعمال الإرهابية لمنظمة بي كا كا". وأضاف أنه من الممكن أن تقدم حكومته على اتخاذ خطوات دعم إضافية للشعب من خلال النظر إلى المسار العالمي للوباء والتطورات الاقتصادية وغيرها من القضايا. وقال "لكي نغدو من بين الدول الأقوى حول العالم ينبغي أن نجتاز منعطف 2023 دون متاعب ومن هنا تكتسب انتخابات 2023 أهميتها". واستطرد "لقد اتخذنا تدابير لمواجهة الهجمات التي تستهدف اقتصادنا وذلك من خلال جلب كل ما نملك من معدن الذهب في الخارج إلى بلدنا وتعزيز احتياطاتنا من النقد الأجنبي". وأكد أردوغان أن حزب العدالة والتنمية الذي يترأسه، هو حزب للشعب التركي وأن الشعب أظهر ثقته به من خلال الإدلاء بأصواته لنا في كل استحقاق انتخابي. وقال أيضا "بفضل القوة والدعم الذي تلقيناه من شعبنا، تمكنا من التصدي لكافة الهجمات المستمرة منذ 8 أعوام والتي استهدفت الحزب ورئاسة الجمهورية التي أتولى تسيير أمورها". وعاد أردوغان لأحداث منتجع غيزي بارك في العام 2013 وكان حينها رئيس للوزراء حين واجه أعنف احتجاجات ضد خطة التنمية الحضرية لمجمع الميدان في إسطنبول. بدأت موجة من المظاهرات والاضطرابات حينها في 28 مايو/ايار 2013، وهي التظاهرات السلمية التي ووجهت بأعنف قمع من قبل الشرطة التركية وقتل وأصيب فيها العشرات. وتطورت الاحتجاجات والإضرابات لاحقا لتتوسع إلى جميع أنحاء تركيا، تنديدا بعنف الشرطة وقلقا على قضايا حرية الصحافة والتعبير والتجمع وتجاوز الحكومة على العلمانية التركية. لكن أردوغان اعتبر في كلمته الخميس أن تلك الأحداث رافقتها أكاذيب روجت لها وسائل إعلام غربية. وقال "تذكرون كيف كانت وسائل الإعلام الغربية تبث بشكل مستمر دون انقطاع أحداث غيزي بارك وتلفق الأكاذيب تلو الأخرى، فأحداث غيزي بارك بدأت بحجة الحفاظ على الأشجار، لكن سرعان ما تبينت النوايا الخبيثة الكامنة وراءها، وبدؤوا بمطالبة الحكومة التركية بوقف تنفيذ كافة المشاريع العملاقة". وعاد مجددا لتسويق نظرية المؤامرة التي اعتبر أن تركيا تتعرض لها منذ سنوات قائلا "الجهات المتآمرة ضد أنقرة، تخطط مكائدها خارج حدود تركيا، عندما فشلت في تحقيق مآربها بالداخل"، مضيفا أن قوات بلاده المسلحة "تمكنت من خلال عملياتها الناجحة من إحباط المؤامرات عبر مكافحة التنظيمات الإرهابية مثل داعش وبي كا كا-ي ب ك".
مشاركة :