التوك توك معضلة تؤرّق الحكومة المصرية

  • 7/8/2021
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

القاهرة – ترغب السلطات المصرية في تنظيم استخدام عربات التوك توك التي تعمل بمحرك، وتؤدي وظيفة عربة أجرة صغيرة جدا ومنخفضة التكلفة، عبر إدخال نظام ترخيص على مستوى البلاد وحمل السائقين على التحول إلى حافلات صغيرة تعمل بالغاز الطبيعي. ويقدر المسؤولون أن هناك ما يصل إلى أربعة ملايين توك توك في شوارع مصر، لكن إما أنها غير مرخصة أو مرخصة بموجب مجموعة غير منظمة أو منسجمة من القواعد المحلية. ويثير التوك توك، المركبة الصغيرة ذات العجلات الثلاث، انزعاج البعض وهو يتحرك ويحشر نفسه وسط المرور في شوارع المدن المصرية أو عندما يمر بسرعة عبر الأزقة الضيقة، لكنه بالنسبة لآخرين وسيلة رخيصة للانتقال من مكان إلى آخر ومن نقطة إلى أخرى في زمن قصير، مقارنة بالوقت الذي تستغرقه وسائل النقل العام. وفي أغلب الأحيان يزود أصحاب عربات التوك توك مركباتهم الصغيرة بالأضواء الساطعة وبأنظمة الصوت القوية، حيث يدخل سائقوها ومعظمهم من الشباب في مغامرات دون شعور بالخوف على الطرق السريعة، ويحشرون عرباتهم الصغيرة في فجوات ضيقة بحركة المرور وينحرفون وسط السيارات. ومنذ مارس الماضي، شكّلت وزارة التجارة والصناعة لجنة تعمل على إعداد مشروع يقضي باستبدال التوك توك بسيارات صغيرة تعمل بالغاز الطبيعي، خلال شهرين، ومن المقرر أن تبدأ الحكومة خلال الفترة القادمة اتخاذ خطوات فعلية للتطبيق. وتقول الحكومة إن ترخيصها سيساعد في تعقب المسؤولين عن الحوادث أو الجرائم، ويحظر القيادة دون السن القانونية ويوفر لسائقيها تأمينا ومعاشا بعد التقاعد. وترى الحكومة أن مركبات التوك توك الآن تعكس حالة الفوضى والعشوائية والخروج عن القانون، وهي مظاهر تسعى للقضاء عليها بسبب تداعياتها السلبية على صورة الحكومة وقدرتها على الضبط والنظام. التوك توك وسيلة نقل مفضلة للكثير من المصريين التوك توك وسيلة نقل مفضلة للكثير من المصريين وقال طارق عوض، المتحدث الرسمي لمبادرة إحلال السيارات في وزارة المالية، إنه يتوقع أن يختار نصف السائقين استبدال عربة التوك توك ليأخذوا بدلا منها شاحنات صغيرة، يصفها بأنها وسيلة نقل "آمنة ومتحضرة". ويقول السائقون والركاب إن الاستغناء عن التوك توك غير ممكن، فيما رحب بعضهم بخطة الترخيص، لكنهم عارضوا مبادلة الحافلات الصغيرة بالتوك توك. وقال السائق هاني خميس عبدالقادر، البالغ من العمر 39 عاما، "ممكن أطلع بخمسة جنيهات. واحدة (امرأة) كبيرة شايلة خمس، ست شنط (حقائب) ومعها عيلين هتطلع توقف تاكسي بتلاتين جنيه عشان تطلع به خطوتين ولا هتوقف توك توك؟". ونادرا ما تدخل الحافلات العامة الأحياء السكنية المكتظة. ويقول السائقون إن الحافلات مهما كانت صغيرة لن تستطيع دخول الشوارع الضيقة لتوصيل الناس إلى باب البيت. وأصبحت مركبات التوك توك جزءا من حياة عدد كبير من المصريين والوسيلة الأسهل لتنقلات البسطاء في الشوارع، التي يصعب على السيارات التقليدية الوصول إليها، وتمثل سياقتها بالنسبة إلى الأسر الفقيرة الوظيفة المثالية لأبنائها القابعين في البيوت دون عمل. وينزل الركاب على الطرق الرئيسية ليشقوا الطريق على أقدامهم إلى المنازل. وفي أزقة التسوّق الضيقة بحي المقطم في القاهرة لا توجد وسيلة انتقال سوى التوك توك. وقال السائق حسام عبدالمجيد (35 عاما) "لو في زبون.. كمان لو عايز يطلع لغاية السلم بنطلع شنطه (حقائبه) لأول السلم وننزله ونمشي أما الميكروباص مش هايدخله لغاية البيت.. آخره أول الشارع". وترى أم كريم، وهي من سكان المقطم وتبلغ من العمر 56 عاما، أن التوك توك نعمة. وتقول "والله التكاتك (جمع توك توك)… راحة لينا علشان إحنا تعبانين (متعبين).. رحمة للناس التعبانة والناس المريضة وواحد رايح (ذاهب) مصلحة ورايح شغله".

مشاركة :