راشيا، لبنان 8 يوليو 2021 (شينخوا) عند جانبي الطريق الدولي الرابط بين جنوب وشرق لبنان ترتفع أكوام كبيرة من ثمار اليقطين المتعددة الألوان والأحجام وسط عشرات البسطات والخيم المركزة على عجل من أعمدة خشبية وأغطية بلاستيكية و قماشية. أصحاب هذه البسطات والعاملون فيها يتفننون في عرض اليقطين عبر إبراز المميز منها من حيث الوزن والشكل واللون كما يحرصون هؤلاء على تحويل ثمارها إلى ما يشبه مجسمات وأشكال هندسية تعطي هذه البسطات حيوية ورونقا تجذب اليها الكثير من الزبائن . مروان حاطوم صاحب إحدى هذه البسطات على طريق عام مرجعيون/النبطية بجنوب لبنان والذي كان منهمكا في ترتيب يقطينات بسطته أعرب لوكالة أنباء ((شينخوا)) عن رضاه لمردود بسطة اليقطين التي تساهم بشكل فعال في تأمين دخل مقبول لعائلته. وقال إن هناك زيادة في اعداد زبائن اليقطين وخاصة من النساء ربات البيوت، بينما أفاد عبد اللطيف زين والذي يعمل في تسويق اليقطين بالجملة لوكالة لأنباء (( شينخوا)) أن زراعة اليقطين كانت قد ازدهرت في العديد من المناطق اللبنانية خاصة في سهول جنوب وشرق لبنان الخصبة . وأضاف لأن زراعة اليقطين اشهد ازدهارا واضحا منذ العام 2000 لأن ثمارها دخلت بقوة الى المطاعم اللبنانية وفي صناعة الحلوى والمربى. من جهته المزارع سلطان البطحيش ، الذي يزرع حوالي 20 دونما باليقطين في سهول "الماري" بشرق جنوب لبنان شكا لـ((شينخوا)) من ارتفاع كلفة الزراعة خلال العامين المنصرمين بالتزامن مع انهيار الليرة اللبنانية أمام الدولار الأمريكي والذي تجاوز عتبة الـ 17600 ليرة لبنانية في السوق السوداء. وقال "ارتفعت بشكل غير مسبوق وبنسبة 10 مرات أسعار بذور اليقطين والأسمدة والأدوية والحراثة مما أنهك المزارعين"، واستطرد قائلا إن سهولة تصريف الأنتاج محليا يحد من قلق المزارعين. واضاف نزرع نبات اليقطين بعد تنمية البذور في أكواب صغيرة من البلاستيك ، ويحتاج اليقطين إلى رعاية وعناية خاصتين، إضافة لري دائم لنحو خمسة أشهر حتى يعطي ثمراً ناجحاً وبأحجام كبيرة بحيث يتجاوز وزن اليقطينة الواحدة في الكثير من الأحيان 60 و90 كيلوجراما. وأشار لـ((شينخوا)) المزارع السبعيني جميل العلي الذي يزرع اليقطين منذ أكثر من ربع قرن في سهول المنصورة بشرق لبنان أن نوعي اليقطين الأبيض والأحمر هما الأكثر شهرة وطلبا. وأضاف أن اليقطين الأبيض ينمو بسرعة ويعطي رأساً كبيراً قد يتراوح وزنه بين 15 و 60 كيلوجراماً، أما اليقطين الأحمر فيتمتع بنكهة طيبة وتتراوح أوزان رأس هذا النوع من اليقطين بين 7 و10 كيلوجرامات وهي مطلوبة في تحضير الكثير من المأكولات في المطاعم ومصانع الحلوى والمربى . ويعتبر اليقطين الأبيض من أفضل الأنواع للتجارة الرابحة بسبب أوزانه الكبيرة وأسعاره، بحيث وصل سعر الكيلوجرام الواحد هذا الموسم بين 5 و6 آلاف ليرة لبنانية، في حين يرتفع سعره إلى الضعفين في حال خزن حتى مطلع فصل الشتاء . وأشار إلى أن اليقطين يسوق محليا وأن الطلب عليه بات أكثر من العرض في حين لا توجد حتى الأن أية إحصائية رسمية لإنتاج اليقطين في لبنان وإن كانت تقدر بآلاف الأطنان. وقال المهندس الزراعي غازي معلوف لـ ((شينخوا)) إن أزهار اليقطين تتوزع بين ذكرية وأنثوية وأن الثمرة هي نتيجة تلقيح الأزهار الأنثوية بواسطة النحل علما أن الزهرة الأنثوية تنفتح للتلقيح ليوم واحد فقط ولذلك فإن هذه الأزهار قليلة الانتاج. وأضاف يحتاج اليقطين مثل بقية القرعيات إلى موسم من النمو الدافئ، وميزته في تحمله البرودة إلى حد ما ويمكن زراعته طوال العام في المناطق ذات المناخ الدافئ والمعتدل. وأشار إلى أن زراعة اليقطين ازدهرت في هذه الفترة بنسبة كبيرة في الأرياف اللبنانية في ظل الازمة الاقتصادية الصعبة وتراجع الدخل . وأكدت لـ ((شينخوا)) خبيرة التغذية سلوى الزهيري بأن اليقطين ثمرة غنية بالعديد من المواد الغذائية الضرورية مثل مضادات الأكسدة لتعزيز مناعة الجسم وحمايته ضد الالتهابات. واليقطين خيار جيد لمن يطمحون في خسارة الوزن، فهذه الثمرة تعد قليلة السعرات الحرارية ومن مصادرالألياف الغذائية وغنية بفيتامينات (أ) و (ب) وتساعد في التقليل من الإصابة بالأورام السرطانية وتساهم في نمو العظام وتحافظ على نضارة الجلد. كما ويدخل اليقطين في مكافحة الأرق والسكري وفعال في علاج التهابات المجاري البولية وعسر الهضم والتهابات الأمعاء. وتعتبر بذور اليقطين من الأغذية الرائعة لصحة الإنسان، فهي غنية بالعديد من العناصر الغذائية المفيدة، إذ أنها تحتوي على الكالسيوم والحديد والزنك والمغنيزيوم . وتحتل الزراعة في لبنان المرتبة الثالثة بين القطاعات الاقتصادية في البلاد بقرابة 7 في المئة من الناتج الوطني كما تؤمن دخلا لحوالي 15 في المئة من السكان./نهاية الخبر/
مشاركة :