زيادة التطعيمات تسرع التعافي وتنعش القطـاعات الاقتصادية

  • 7/11/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد خبراء اقتصاديون أن زيادة نسبة الحاصلين على لقاحات «كوفيد -19»، وتصدر دولة الإمارات المركز الأول في قائمة أعلى معدل تطعيم في العالم، سيكون له فوائد جمة لا تقتصر على الحفاظ على الوضع الصحي، وإنما ستمتد إلى تعافي الاقتصاد الإماراتي بشكل يفوق التوقعات وستعم الفوائد القطاعات الاقتصادية المختلفة ما يسهم في تسريع النمو، مؤكدين أن دولة الإمارات أثبتت من خلال إدارتها لأزمة «كوفيد-19» أنها نموذج ملهم لدول العالم في الاستباقية والجاهزية. وحسب بيانات الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، فقد تلقت نسبة 74% من سكان الإمارات الجرعة الأولى من لقاح «كوفيد-19» في حين وصلت نسبة متلقي جرعتين من اللقاح 64% من إجمالي سكان الدولة. وأعلنت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، وصول مجموع عدد جرعات لقاح كورونا إلى 15.54 مليون جرعة، وليبغ معدل توزيع اللقاح 15706 جرعات لكل 100 شخص. وصنفت «بلومبيرج إيكونوميكس» دولة الإمارات في المركز الأول بأعلى معدل تطعيم في العالم، فيما أظهر مؤشر «أور وورلد إن داتا» الذي يرصد بيانات وإحصاءات التحصين والتطعيم ضد «كوفيد 19» حول العالم، أن الإمارات تصدرت دول العالم كلها في معدلات تلقي لقاح فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19». ثقة المستهلكين وتفصيلاً، قال إدريس الرفيع، رئيس شركة أبردين ستاندرد انفستمنت، الشرق الأوسط وإفريقيا، إن حملة التطعيم في الإمارات أوجدت الثقة لدى المستهلكين للتعامل بشكل عادي وبلا خوف، لذا أصبحوا يلعبون دورا مهما في التعافي، ويسهمون الآن في عودة الحياة لطبيعتها في الدولة. وأشار إلى أن السياحة الداخلية أظهرت زخمًا قويًا، يساعد على التعافي، مع تزايد إشغال الفنادق وأماكن الإقامة، حيث ذكرت التقارير أن المديرين التنفيذيين في قطاع الفندقة في دبي أكدوا أنهم يعملون بنحو 80% من طاقتهم مع توقعات بزيادة التحسن مع وصول نسبة من تلقوا التطعيم في الدولة إلى 100% من جميع المجموعات المؤهلة لتلقيه بحلول نهاية العام الجاري. وذكر رفيع، أن الطلب على الفنادق لاستضافة المؤتمرات والمعارض وغيرها من الأحداث يتزايد مرة أخرى، إذ تمكنت دبي من إثبات قدرتها الفائقة على العودة إلى المسار السابق بسرعة، من خلال استضافة معرض سوق السفر العربي في أوائل مايو الماضي بمشاركة أكثر من 60 دولة. ولفت إلى أن استضافة معرض «إكسبو دبي 2020» في وقت لاحق من عام 2021، يُعتبر نقطة تحول لانتعاش الاقتصاد المحلي بأكمله، مرجحاً أن يعزز الزوار الأجانب انتعاش السياحة قريبًا، حيث تخطط أبوظبي، لإسقاط متطلبات الحجر الصحي للمسافرين من معظم البلدان. ديفيش مامتاني ديفيش مامتاني نمو القطاعات ويرى ديفيش مامتاني، مدير المخاطر المالية ورئيس قسم الاستثمارات والاستشارات بشركة «سنشري فاينانشال» أن تعافي الاقتصاد الوطني يعتمد على التطعيم لأن زيادة أعداد السكان الحاصلين على اللقاح له فوائد عديدة أهمها تخفيض معدلات الأمراض المعدية والوفيات حيث تشير التقديرات إلى أن اللقاحات تمنع ما يقارب من ستة ملايين حالة وفاة سنويًا. وأضاف أنه من الناحية الاقتصادية، فإن العلاقة بين الصحة والاقتصاد ثنائية الاتجاه، حيث يُمكن النمو الاقتصادي من تمويل الاستثمارات التي تعزز الصحة، بالتالي يساهم السكان الأصحاء في نمو الاقتصاد وتعزيزه، مؤكداً أنه بشكل عام يجب النظر إلى برامج اللقاحات على أنها استثمار في رأس المال البشري وتضيف تأثيرًا ايجابياً مستمرًا على الاقتصادات على مستوى العالم. وأوضح مامتاني، أنه في ظل التفاؤل بشأن نهاية الوباء مع زيادة معدلات التطعيم، فإن هناك عددا من القطاعات التي ستكون الأكثر استفادة من إعادة فتح الاقتصاد، وتشمل السفر والضيافة، تليها صناعة الأغذية والمشروبات التي تشهد زيادة في عدد المستهلكين الذين يفضلون تناول الطعام بالخارج مع رفع قيود الإغلاق، متوقعاً أن تحقق قطاعات الترفيه والكماليات نتائج جيدة مع تخفيف حظر السفر تدريجياً. وأشار مامتاني، إلى أن جهود حكومة دولة الإمارات لضمان السلامة والرعاية الصحية لمواطنيها والمقيمين على أرضها، وزيادة نسبة الحاصلين على اللقاح إلى 74% أدت إلى قيام صندوق النقد الدولي بمراجعة توقعات النمو في الإمارات من خلال مضاعفة توقعاته السابقة لنمو الناتج المحلي لعام 2021، لافتاً إلى أنه مع استمرار وتيرة حملات اللقاحات وحزم الدعم للقطاعات الاقتصادية، تشير تقديرات مصرف الإمارات المركزي إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 2.5%، و3.6% في الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي. هنادي خليفة هنادي خليفة نشاط الطلب والإنفاق وفي ذات السياق، قالت هنادي خليفة، مديرة العمليات في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند لدى معهد المحاسبين الإداريين، إن نتائج «استطلاع الظروف الاقتصادية العالمية للربع الأول 2021» عكست مزيداً من التفاؤل، حيث شهدت مؤشرات الثقة ارتفاعاً غير مسبوق في تاريخ الاستطلاع، إذ ساهم حصول العديد من اللقاحات الفعالة على الموافقات اللازمة ثم إطلاق خطط التطعيم في العديد من البلدان، في تحسن التوقعات بالحد من أزمة كوفيد-19، وترسم النتائج صورة مفعمة بالأمل بتحقيق المزيد من التعافي في الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من العام الحالي، موضحة أنه نتيجة لذلك سجلت مؤشرات النشاط التي تشمل حجم الطلب والإنفاق من رأس المال والتوظيف، ارتفاعاً نسبياً خلال الربع الأول من العام، لتقارب بذلك مستويات الثقة المسجلة خلال الربع الرابع 2019 قبل تفشي الجائحة. وأشارت إلى أن مؤشرات النشاط مثل حجم الطلبيات أظهرت ارتفاعاً نسبياً قوياً، وجاءت مدعومة بارتفاع جديد في أسعار النفط هذا العام لتلامس حدود 70 دولاراً للبرميل في شهر مارس، إضافة إلى التقدم اللافت الذي أحرزته برامج التطعيم في عدد من بلدان المنطقة مثل الإمارات والبحرين، مؤكدة أن تحسن العائدات النفطية وتخفيف القيود المفروضة نتيجة للوباء ساهم في تعزيز التعافي الاقتصادي. سيدارث ميهتا سيدارث ميهتا إشغال فندقي بدوره، قال سيدارث ميهتا، رئيس قسم العقارات في «كي بي إم جي» إن نجاح توزيع اللقاحات، واستمرار العمل ببروتوكولات السلامة بالإضافة إلى المشاريع الجديدة، مثل عين دبي ومتحف المستقبل، سوف تزيد من جاذبية دبي كوجهة سياحية آمنة، منوهاً أن تقارير الشركة عن قطاع الضيافة في دبي، تؤكد أن 75% من مالكي ومشغلي المنشآت الفندقية يتوقعون أن يكون لتوزيع اللقاح أثر فعال للغاية في زيادة معدلات الإشغال، ويتوقع نصف الذين شملهم الاستطلاع معدلات إشغال أعلى بنسبة 60% في السنة المالية 2021، في حين يتوقع 75% منهم أن تعود معدلات الإشغال إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19 بحلول عام 2023. والتر جوب والتر جوب الطلب على التأمين قال والتر جوب، الرئيس التنفيذي لدى «زيوريخ» في الشرق الأوسط، إن نتائج تقرير أعدته الشركة بعنوان «رسم ملامح مستقبل أفضل للعمل» رجحت أن تشهد فئة التأمين على الحياة نموًا خاصة في ظل جائحة كوفيد-19 التي عززت الوعي بالمخاطر المالية والصحية لدى المستهلكين. وأشار إلى أنه من غير المحتمل تقديم عقود تفضيلية للتأمين الصحي للأفراد على أساس التطعيم ضد فيروس كورونا، لأنه من الناحية العملية، يتوقع أن يكون جميع سكان دولة الإمارات قد تلقوا اللقاح خلال العام المقبل، وبالتالي فمن غير المحتمل ظهور اختلافات جذرية في التسعير، منبهاً أن نسبة الوفيات من عدد المصابين منخفضة للغاية في دولة الإمارات، ما يعني ان التطعيم لن يسبب تغييرًا ملموسًا في حسابات المخاطر. فيشال باندي فيشال باندي تعافي النقل يرى فيشال باندي، مدير شؤون السيارات وممارسات التنقل لدى مجموعة جلاسكو للخدمات الاستشارية، أنه على الرغم من أن قطاع النقل والمركبات قد يحتاج سنوات ليتعافى بالكامل، إلا أن العديد من محللي الأسواق وقادة القطاع أكدوا على وجود مؤشرات مبشرة لتعافي القطاع بفضل اعتماد الأدوات الرقمية والجهود الحثيثة للتطعيم ضد فيروس كورونا في المنطقة بشكل عام، مؤكداً أهمية المبادرات الحكومية في تعزيز التعافي الاقتصادي حيث تمكنت دولة الإمارات والسعودية من التعامل مع الأزمة بصورة ممتازة، عبر اعتماد العديد من الإجراءات والسياسات بهدف تعزيز الاقتصاد ودعمه. حيدر علي خان حيدر علي خان تعافي سوق العقارات ذكر حيدر علي خان، الرئيس التنفيذي لشركتي بيوت ودوبيزل، ورئيس مجموعة إيميرجنغ ماركتس بروبرتي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن حملة التطعيم المنظمة، واستراتيجيات الحد من انتشار وباء فيروس كورونا المتبعة في دبي، عوامل ساهمت في تعزيز سمعة المدينة كواحدة من أكثر الأماكن أماناً للعيش في العالم. وقال إن سوق العقارات في دبي أظهر خلال الأشهر الأولى من العام الجاري علامات واعدة دلت على تعافي السوق بشكل واضح، لوحظ من خلالها وجود ارتفاع ملحوظ في الطلب على العقارات وزيادة في عدد المعاملات العقارية، مؤكداً أن أسعار المبيعات في بعض المناطق الأكثر طلباً سجلت ارتفاعاً يعد الأعلى من نوعه منذ عام 2014، وهذا يدل على مدى ثقة المشترين والمستثمرين بالسوق العقاري في دبي في الوقت الحالي. استثمارات الأثرياء وفقًا لاستطلاع أجرته «إدارة متابعة أنشطة المستثمرين» التابعة لشركة UBS، العالمية الرائدة في إدارة الثروات، فإنه مع تَسارع عمليات التطعيم ضد «كوفيد-19» وانفتاح الاقتصاد، يتّفق 90% من المستثمرين الأثرياء على أنّ الجائحة جعلتهم يرغبون في مواءمة استثماراتهم مع قِيمهم، حيث أصبحوا يرغبون بشكل متزايد في استخدام رؤوس أموالهم لدفع عجلة التغيير، ويتطلعون لإيجاد هدف أكبر في حياتهم. علي جانودي علي جانودي ورصد علي جانودي، رئيس قسم إدارة الثروات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «يو بي إس» رغبة (عالية) بشكل ملحوظ في دولة الإمارات في (إيجاد هدف) و(إحداث فرق فعلي)، حيث قام 80% و78% من المستثمرين على التوالي بالرد إيجابياً على الأسئلة المتعلقة بهذه المسائل، مؤكداً أهمية قيام المستشارين الموثوقين بمساعدة عملائهم على تحقيق إمكاناتهم الاستثمارية وربط أهدافهم بالنتائج المرجوة.

مشاركة :