أجل هم شيعة خميني الذين عقدوا له الولاية «المقدسة» وأسبغوا عليه هالاتٍ من الألوهية وحملهم شعار «المظلومية» لعقودٍ وعقود، فاستهلكوا الزمن الطويل باللعب به على كل الأوتار وتسللوا به إلى كل الأمصار حتى صارت المظلومية «لوحهم المقدس» يرددونه عند صياح الديك ثلاثًا وعند كل غروب ثلاثًا. من اللات والعزى ثمة قرون وقرون ومن شعار المظلومية إلى اليوم ثمة عقول لم تتبدل حتى تنجز وتحقق لهم التقية السياسية الهدف الذي يحلمون به، فيمسكون بتلابيب الكراسي والمراسي فيتحكمون بالسلطة ليبدأ فصل الظلم الذي انتظروه طويلاً. هكذا هم شيعة خميني الذين والوه وعاهدوه، وهكذا هي تجارب حكمهم وتحكمهم في رقاب العباد الذين تسلطوا عليهم بشعار المظلومية والمراوغ وبمكر التقية الخمينية التي غدرت أول ما غدرت بمن حالفها وبمن صدقها وبمن توهم أنها «ثورة». صدروا مشروع الظلم مخبوءًا ومخفيًا تحت شعار المظلومية وكان الجار العراقي العربي أو ضحية ظلمهم المزدوج، ذلك أن العراق عربي عروبي وهو ما يحرك في الخمينيين نزعة الانتقام ويبرز عقدتهم من كل ما هو عربي فذاكرتهم الصفوية الفارسية في قوميتها مازالت تنزف صديدًا عند ذكر سيرة أو اسم العرب. عزت الشابندر عراقي قيادي في حزب الدعوة قاتل مع جيش خميني ضد وطنه العراق، ذهب ليجدد إقامته، يقول «تفّ» الموظف في جوازي وهو يقول «عربوه»!!. ذلك جزء بسيط من شعار المظلومية الذي كشف حقيقته فإذا هو ظلم بعد ترديد الشعار ووصل العمامات يأكل من براميل القمامة ويقتات من المخلفات ويردد سرًا وجهرًا «خدعونا بالمظلومية ليظلمونا حتى الموت قهرًا وذلاً». منع صاحب شعار المظلومية خامنئي تزويد العراق بالطاقة اللازمة من الكهرباء، فأظلمت العراق واحترقت أجساد شعبه وأطفاله وعجائزه من لهيب الحرارة في هذا القيظ اللاهب. هكذا يصدر المظلومية وليهم الفقيه إلى أبناء الشعب العراقي ليلقنهم درس الخنوع والخضوع له ولظلمه مهما كانت قسوته وشدته. من يملك الشعار «المظلومية» يلعب على الوجهين والفقراء بين بين، حتى تأتي اللحظة التي يسحقهم فيها صاحب «المظلومية» بظلمه غير المسبوق. كيا نوري نوري أمين عام حزب توده الشيوعي الايراني صدق شعار خميني «المظلومية» فانحنى وقبل يده، فجز خميني رقبته، وبعد أربعين عجاف خرج أحفاد كيا نوري من حزب توده ببيانٍ يكشف زيف ويفضح مسرحية انتخاب رئيس آخر وصل تحت شعار «المظلومية» ويحذر الحزب من ظلمه الذي عرف به هذا الرئيس «الجديد». والآن ماذا بقي من شعار شيعة خميني «المظلومية» ليخدع به البسطاء والعامة؟؟. صاحب كتاب خسرت حياتي قيادي مثقف من حزب الدعوة العراقي، يذكر أن القيادي الكبير في الحزب بعد أن وصل إلى السلطة في بغداد وسكن في المنطقة الخضراء «موفق الربيعي» قال مهددًا وموعدًا للرجل «أستطيع أن أقتلك» فقط لأنه اختلف معه في طريقه إدارة الحكم. ولم يدرك صاحب كتاب خسرت حياتي أن شعار المظلومية الذي كان أصبح ظلمًا أشد مما كان ومما هو كائن ومما هو قادم. كل الشعارات سقطت وتسقط على أرض الحقيقة وفي الواقع فمن يدرك ذلك؟؟.
مشاركة :