كان السبت الماضي هو اليوم العالمي للصحة النفسية الذي يوافق العاشر من أكتوبر من كل عام وأتى هذا العام تحت شعار «كرامة المريض النفسي» وقد يبدو موضوع الصحة النفسية بحد ذاته من المواضيع النظرية المملة التي لا يدرك جزء كبير من المجتمع مستجداتها. وعلى الرغم من أن الأحداث السياسية لدينا ومن حولنا والإرهاب وما يحمله من صدمات دامية للمجتمعات والأحداث الكارثية والإنسانية العالمية كلها عوامل مساهمة في احتقان النفس البشرية بكثير من التراكمات السلبية التي تؤججها الوراثة والعوامل العضوية وغيرها، إلا أن الاعتناء بهذا الجانب من الصحة ما زال متأخرًا والوعي بماهيته وإدراك تفاصيله ما زال يحتاج إلى كثير من الوقت والجهد لتطويره. وبعد الوعي بالمرض النفسي ومسبباته تأتي ضرورة الاعتراف بالمريض النفسي كشخص من المجتمع يعيش بيننا ويمارس ما نمارسه من عادات وطقوس مختلفة، وإدراك أن ما يمر به يعتبر خللًا صحيًا كأي خلل عضوي آخر، يمكن أن يتم تجاوزه أو التعايش معه ومع سبل علاجه. وتأتي بعدها كرامة المريض النفسي التي تهاون بها عدد كبير من الناس وعلى رأسهم بعض الجهات المعنية بإيواء هذه الفئة من مستشفيات ومراكز تأهيل وغيرها، إذ اعتبرت تلك الجهات المريض النفسي عبئاً على كاهلها فتهاونت في خدمته وتأمين المكان والعلاج والكوادر التي تضمن له المرور بفترة علاجه بأمان وارتياح. وفي مثل مناسبة اليوم العالمي لأي مرض كان لابد أن نتجاوز الروتين السنوي من الاحتفاءات وتوزيع البروشورات ونحوها إلى خطوات أكثر عملية وذات أثر يمكن الافتخار به حين حلول المناسبة عينها في السنة القادمة.
مشاركة :