من الطبيعي أن يشعر الباحثون عن عمل بعدم الثقة أثناء إجراء المقابلات الوظيفية، في ظل هيمنة أرباب العمل على المقابلة باستخدام تكتيكات الاستجواب، نتيجة إدراكهم أنهم يمتلكون السلطة، وسط ندرة الوظائف. ويكون العديد من الباحثين عن عمل بحاجة ماسة إلى وظيفة، ويتجاهلون السلطة التي يمتلكونها، ليقودهم اليأس إلى الانضمام إلى بيئة عمل سامة. وغالباً ما ينتج عن ذلك تضرر صحتهم العقلية إلى جانب شعورهم بعدم السعادة، وفي بعض الأحيان، قد يتخلى الموظفون عن العمل بالمجال نفسه تماما. ويستطيع المتقدمون منع حدوث ذلك، إذا أدركوا الأخطاء التي يرتكبونها أثناء بحثهم عن عمل وإجراء المقابلات للحصول على وظيفة جديدة، وفي التالي بعض الأخطاء التي يرتكبها الباحثون عن عمل بسبب اليأس. أخطاء يرتكبها الباحثون عن عمل إذا كانوا في حاجة ماسة إلى وظيفة الخطأ التوضيح تجاهل الإشارات الحمراء أثناء المقابلة من السهل التغاضي عن مساوئ فرصة العمل إذا كان الشخص لا يعرف العلامات الحمراء التي يجب عليه البحث عنها أثناء المقابلة، وفيما يلي بعض هذه الإشارات التي يجب أن يكون الفرد على دراية بها أثناء المقابلة: تظهر لغة جسد القائم بإجراء المقابلة أنه غير منتبه أو غير مهتم بما يقوله المتقدم (يرفع عينيه، يبدو منزعجاً، وغير ذلك). تجنبه الإجابة عن الأسئلة، أو غموض إجاباته. إعطاء إجابة عامة لإرضاء المتقدم. يناقض نفسه أو يتعارض كلامه مع أقرانه. يشتكي من موظفيه أو يتحدث عنهم بالسوء. عدم وجود مسار وظيفي أو أهداف بالمكان. عدم قدرته على شرح مسؤوليات أو توقعات الوظيفة بوضوح. المقابلة غير منظمة وفوضوية. عدم وجود خطة إعداد أو تدريب لضمان استعداد المتقدم للحصول على الوظيفة للنجاح. مدير التوظيف يهيمن على المقابلة مع عدم وجود وقت لطرح الأسئلة. وجود القائم بإجراء المقابلة متأخراً عن موعده أو إعادة تحديد مواعيد المقابلات في اللحظة الأخيرة. وعلى الرغم من أن تلك القائمة ليست نهائية، فإنها تمنح فكرة عامة عما يجب البحث عنه عند إجراء المقابلات، للتعرف على العلامات الحمراء. وتساعد تلك العلامات على اتخاذ قرار صائب بشأن ما إذا كانت هذه هي الفرصة مناسبة أم لا. عدم البحث في خلفية الشركة إن البحث عن مكان عمل محتمل هو أكثر من مجرد البحث في "جوجل" عن اسم الشركة ومعرفة تقييمها، لأن أخذ الوقت الكافي في إجراء بحث شامل عن الشركة له فوائد عديدة. حيث لا يمنح البحث للمتقدم المزيد من الثقة ويجعله أكثر استعداداً للمقابلة فحسب، بل ويمنحه أيضاً فهماً أفضل لما إذا كانت الشركة مناسبة له أم لا. ويكون بإمكان المتقدم حينها إدراك ما إذا كانت الشركة متوافقة مع قيمه. وفيما يلي بعض الطرق القيمة للبحث عن مكان عمل محتمل: زيارة صفحة الأعمال الخاصة بالعمل على "لينكد إن"، لمعرفة متوسط مدة عمل الموظف. قراءة المراجعات السلبية والإيجابية على المواقع عبر الإنترنت. البحث عن مدير التوظيف والمديرين التنفيذيين وأعضاء الفريق على "لينكد إن"، فتلك طريقة رائعة لإيجاد أرضية مشتركة مع الأفراد الذين يجرون المقابلات، وكذلك معرفة كيفية تفاعلهم مع الآخرين على المنصة. التعرف على القيم الأساسية للشركة ورسالتها ورؤيتها. التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي للشركة لمعرفة كيفية تفاعلها مع الآخرين، وكيفية استجابتها للمراجعات السلبية. التحقق من سمعة الرؤساء والمديرين بالشركة، حيث أوضح بحث بمجلة "كوربوريت ريسبونسيبلتي" Corporate responsibility أن 69٪ من الباحثين عن عمل لن يقبلوا بوظيفة في شركة ذات سمعة سيئة، حتى لو كانوا عاطلين عن العمل. عدم طرح الأسئلة الصحيحة لا يدرك معظم الباحثين عن عمل أن المقابلة هي طريق ذو اتجاهين، فهي فرصة للمرشح وصاحب العمل لمعرفة المزيد عن بعضهما البعض. والواقع المؤسف هو أن المتقدمين للعمل ما زالوا ينظرون إلى المقابلة على أنها محاولة يائسة للتسويق لأنفسهم وكسب صاحب العمل، مع تجاهل العلامات الحمراء الساطعة الموجودة داخل الشركة. ويعد الفشل في طرح الأسئلة الصحيحة هو أسرع طريقة ليجد الفرد نفسه في مكان عمل سيئ، فالخطأ الأكثر شيوعًا الذي يرتكبه الباحثون عن عمل هو طرح أسئلة عامة أو عدم إعداد أسئلة على الإطلاق. لأن المقابلة هي الوقت المناسب للكشف عن أهم أجزاء الوظيفة وثقافة الشركة وكيف ستكون العلاقة مع المدير والفريق. وفيما يلي بعض الأمثلة على الأسئلة التي يجب طرحها أثناء المقابلة: ماذا حدث للشخص السابق بالوظيفة؟ لكم من الوقت استمر في العمل قبل المغادرة؟ ماذا عن الشخص السابق له؟ كيف يقدم الموظف رد فعله عن الوظيفة والمكان؟ كيف يفضل تقديم رد فعله؟ كيف يتم استخدام التعليقات التي يقدمها الموظفون لتحسين تجربة الموظف بشكل عام؟ ويجب عدم الخوف من التعمق أكثر في ردود القائم بالمقابلة، ويجب أخذ الوقت الكافي للتفكير في الردود التي تلقيتها، وكذلك لطرح أية شكوك أو أسئلة أو مخاوف قد تكون لدى المرشح. ولا بد أن تكون الخطوة التالية هي التواصل مع مسؤول التوظيف للإجابة عن هذه الأسئلة، فالشيء الأهم هو اتخاذ قرار يشعر المتقدم بالرضا تجاهه، وفقاً لكل الحقائق والمعلومات المتاحة، بدلاً من اتخاذ قرار بدافع اليأس.
مشاركة :