متابعة - صفاء العبد: وضع العنابي قدما عند مرحلة الحسم في التصفيات المونديالية وبات قريبا جدا من حجز مقعده في النهائيات الآسيوية وذلك بعد أن سجل خامس انتصاراته على التوالي وكان هذه المرة على منتخب المالديف وبأربعة أهداف نظيفة في المباراة التي جرت بينهما مساء أمس على ملعب جاسم بن حمد بنادي السد في سادس جولات المجموعة الثالثة للتصفيات القارية المزدوجة.. ونجح العنابي في فرض سيطرته المطلقة أغلب زمن المباراة وأنهى شوطها الأول بهدف وحيد سجله بوعلام (28) ثم أضاف الهدف الثاني بواسطة المدافع محمد كسولا (68) قبل أن يعود بوعلام ويسجل ثاني أهدافه وثالث أهداف العنابي (70) ليعقبه الظهير الأيمن محمد موسى بالهدف الرابع في الوقت بدل الضائع (90 + 2) ويخرج العنابي بفوزه المستحق الجديد الذي رفع من خلاله رصيده إلى (15) نقطة ويعزز من تواجده على رأس مجموعته بفارق خمس نقاط عن أقرب ملاحقيه منتخب هونغ كونغ الذي فاز أمس أيضا على بوتان بهدف وحيد.. وشهدت مباراة أمس أول ظهور للاعبنا خلفان إبراهيم في الدقيقة (75) بعد غياب طويل بسبب الإصابة فيما غادر المباراة مع نهاية شوطها الأول لاعبنا المثابر أحمد عبدالمقصود بسبب الإصابة أيضا.. شوط أول وهيمنة عنابية.. وكانت الأرجحية العنابية واضحة منذ الدقائق الأولى للمباراة حيث شدد لاعبونا من ضغطهم الهجومي ليس فقط من خلال رباعي المقدمة المؤلف من سبستيان كرأس حربة وثلاثي الإسناد علي أسد والهيدوس وبوعلام وإنما أيضا من خلال إسهامات لاعبي الارتكاز بوضيف وعبدالمقصود إلى جانب التوغلات الجانبية المستمرة التي كان ينهض بها محمد موسى في اليمين وعبدالكريم حسن في اليسار.. غابة من السيقان..!! غير أن التحركات الهجومية تلك كانت تواجه بكثافة عددية في دفاعات المنتخب المالديفي الذي لجأ كما في مباراة الذهاب إلى الدفاع بأغلب لاعبيه بحيث وجدنا خماسي الوسط وهو ينضم إلى رباعي خط الظهر داخل الصندوق وقريبا منه وهو ما عقد من مهمة لاعبينا في محاولاتهم لاختراق غابة السيقان تلك أمام المرمى المالديفي.. ورغم انهماكه بالشق الدفاعي إلا أن المنتخب المالديفي كان يراهن على الكرات المرتدة في محاولاته الهجومية التي اعتمد فيها على رأس الحربة الوحيد علي أشفق مع اندفاع الجناحين أسعد علي في اليمين وعبدالله أسد في اليسار ولكن دون خطورة حقيقية على مرمى كلود أمين خصوصا أن دفاعاتنا كانت يقظة بوجود أحمد ياسر وكسولا في قلب الدفاع ومحمد موسى وعبدالكريم حسن عند الأطراف وكلاهما أسهما بدور جيد في تعطيل انطلاقات جناحي المالديف.. خمس محاولات ثم هدف لبوعلام.. وبسبب من أرجحيته كان العنابي قد بكر كثيرا في محاولة إخطار مرمى منافسه حيث أتيحت له فرصة سهلة جدا بعد أربع دقائق فقط من صافرة البداية أضاعها محمد موسى وهو في منطقة الستة، أعقبتها ثلاث محاولات متتالية ضاعت تباعا من سبستيان على مدى أربع دقائق فقط لتعقبها أخرى لم يوفق عبدالكريم حسن في استثمارها قبل أن يأتي الحل عن طريق بوعلام خوخي الذي استحوذ على تمريرة جيدة من سبستيان ليواجه المرمى داخل الجزاء ويسدد أرضية على يمين الحارس عمران محمد ويعلن عن هدف السبق للعنابي عند الدقيقة ( 28 ) من اللقاء.. البحث عن حلول.. ولم يكتف العنابي بهدفه هذا بل واصل محاولاته في البحث عن هدف الترجيح الثاني غير أنه بالغ كثيرا في محاولات اختراق دفاعات منافسه دون أن نشهد الحلول المناسبة لذلك ومنها محاولة طرق المرمى من بعيد والتركيز على الانفتاح عند الجانبين لسحب اللاعبين المتكتلين عند حدود الجزاء وقريبا منه الأمر الذي أضاع على العنابي فرصة ترجمة سيطرته إلى هدف آخر قبل انتهاء الشوط الأول الذي شهد قبل نهايته بدقيقتين خروج لاعب الوسط المهم أحمد عبدالمقصود بسبب تأثره بإصابة كانت قد لحقت به قبل تسجيل هدف العنابي الوحيد.. شوط ثان بنفس السيناريو.. ومع بداية الشوط الثاني كان المدرب كارينيو قد دفع بعبدالرحمن محمد بديلا لأحمد عبدالمقصود المصاب بينما ظلت المباراة محتفظة بنفس السيناريو حيث الهيمنة العنابية والانهماك الدفاعي المالديفي مع نشاط أوضح للهيدوس وبوعلام في تحركاتهما عند الجناحين وكذلك في التوغل داخل الصندوق ولاسيما بوعلام الذي رفع من وتيرة نشاطه وكاد أن يضيف هدفا ثانيا عقب دقيقتين فقط من صافرة بداية الشوط عندما هيأ له علي أسد كرة نموذجية لم يحسن استثمارها.. ويواصل العنابي ضغطه وتتاح له فرصة جيدة أخرى بعد أقل من ثلاث دقائق من خلال كرة عرضية هيأها سبستيان لكن رأسية بوعلام تعلو العارضة بقليل .. غير أن الأخطر والأهم هو ما شهدته الدقيقة (53) عندما عاد سبستيان، المنسحب نحو الجانب تخلصا من شدة الرقابة، ليهيئ كرة جيدة أخرى إلى داخل الجزاء إلا أن علي أسد يخفق في ترجمتها بالشكل المناسب لتمر رأسيته عند الجانب الأيسر للمرمى.. هدفان عنابيان بدقيقتين.. وشكلت تحركات بوعلام مصدر خطر متواصلا على المرمى المالديفي وخصوصا من خلال تفاهمه مع سبستيان وكانت قد أتيحت له فرصة أخرى في غاية الأهمية ومن حالة انفراد بالحارس في الدقيقة (62) لكنه سدد نحو الزاوية القريبة بدلا من البعيدة ليتمكن الحارس من إبعادها إلى ركنية.. غير أن التعويض جاء سريعا وحاسما من خلال هدفين متتاليين سجلهما العنابي في غضون دقيقتين فقط، كان الأول بتوقيع محمد كسولا مستثمرا كرة ركنية لعبها الهيدوس ليسكنها المرمى عند الدقيقة (68) بينما كان الثاني بتوقيع بوعلام، الذي سجل ثاني أهدافه عند الدقيقة (70) مستثمرا كرة جيدة هيأها له محمد موسى من الجانب الأيمن.. عودة خلفان وهدف لموسى.. وتشهد الدقيقة (75) أول ظهور لخلفان إبراهيم في التصفيات حيث شارك بديلا لعلي أسد بعد عودته من الإصابة حيث تحرك بشكل فاعل في الأمام وكاد أن يتسبب بهدف رابع عندما هيأ كرة جميلة للهيدوس الذي لف وسدد بالمباشر غير أن الحارس المالديفي يستجمع كل مهارته ليبعدها إلى ركنية في وقت كان فيه كارينيو قد لجأ إلى التغيير الأخير عندما زج بأكرم عفيف بدلا من بوعلام قبل أربع دقائق من نهاية المباراة التي شهدت هدفا عنابيا رابعا في الوقت بدل الضائع وكان من خلال الظهير الأيمن محمد موسى عندما توغل واخترق الجزاء ليسدد في المرمى ويقود العنابي إلى رباعية منحته ثلاث نقاط أخرى مستحقة ليقترب كثيرا من حسم تأهله إلى مرحلة الحسم المونديالية والنهائيات الآسيوية..
مشاركة :