تربطني صداقة طويلة وقوية جدا بالمرحوم بإذن الله تعالى الشيخ سليمان صالح أبوغلية. فمنذ عشرات الأعوام وأكثر وبين والدي ووالده علاقة أخوية طيبة حيث كان والدي مع الشيخ صالح ملازما له، وكان والدي يعمل عضوا في مكتب الزمازمة الموحد والشيخ صالح والده رئيسا للمكتب رحمهم الله جميعاً. ولقد عرفت الشيخ سليمان من زمان بعيد وزادت معرفتي به في عام ١٤٢٥ حينماطلب من أخي أن أقابله وطلب مني أن اتقدم للعمل في موسم الحج المبارك حيث كان عضوا في المكتب وعملنا سوياً حيث كان رئيسا لمكتب الفلق وأنا نائبا له وكنا نعمل على فترين صباحية ومسائية. كان العمل شاق إلا إن الأستاذ سليمان لم يجعله شاقا؛ بسبب حبه وتقديره لجميع العاملين. كان يقوم بنفسه بالإشراف على المباني؛ ليراقب المناطق التي لم يصلها الزمزم رغم أن منطقة الفلق كان الطريق فيها صعب جداً، وكان شديد الحرص على سقاية الحجاج لماء زمزم يومياً حيث يبدأ دوامه وعمله بعد أن يؤدي صلاة الفجر في الحرم المكي الشريف..وفي يوم ٧ و٨ كان يشرف على إرجاع الجوالين للمكتب؛ استعداداً لإعادة تعبئتها مرة أخرى وفي نهاية الموسم كان يحفز العاملين بجوائز قيمة؛ تقديرا لجهودهم، ويقيم حفلا في أحد الفنادق. وبعدها تولى منصب نائب رئيس ئيس المكتب، وبعدها عمل رئيساً للمكتب وكان يشرف بنفسه على التوزيع ويجمتع مع منسوبي المكتب والعمال بإقامته لوليمة عشا أسبوعياً، ويذهب أيضاً للمستشفيات ويوزع ماء زمزم للمرضى بابتسامته المعهودة يرحمه الله تعالى. وعند مرضه كان بيته مفتوحا كل ثلاثاء ويطلب من أصدقائه الحضور ويستقبل الناس ويطلب من زواره أن يقوموا بتقديم كلمة توعوية بها نصائح ومواعظ وأحاديث نبوية. أسأل الله له الرحمة والمغفرة وإلى جنات الخلد ياغالي، وأسأل الله أن يبارك لك في أبنائك وأن يجعلهم خير خلف لخير سلف وأخيرا لن ينساك مكتب الزمازمة ولن ينسوك أحبابك يا أبا ثامر.
مشاركة :