استعاد المصريون بهجة العيد لأول مرة منذ انتشار جائحة «كوفيد - 19»، فلم تشمل إجراءات الحد من انتشار الفيروس هذه المرة غلق الشواطئ والحدائق العامة، أو فرض مواعيد محددة لإغلاق المحال والمطاعم والسياحية، واكتفت فقط بتحديد أماكن وشروط لأداء الصلاة، ووضع شروط على نسب إشغال المطاعم والفنادق بحيث لا تتجاوز 70 في المائة، لتكتظ الشواطئ والمدن الساحلية بالمواطنين الذين فروا من حرارة الجو، مستغلين طول فترة العطلة التي سمحت لهم بالسفر خارج القاهرة والمدن الرئيسية. وأدى المصريون صلاة العيد داخل المساجد، وسط إجراءات احترازية للحد من انتشار «كوفيد - 19»، وازدحمت الساحات العامة أمام المساجد عقب الصلاة، حيث تجمع مواطنون للاحتفال بالتقاط الصور، فيما ألقى آخرون بالونات من شرفات المنازل. وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة، صلاة عيد الأضحى في مسجد «مالك الملك» بمدينة العلمين الجديدة، على ساحل البحر الأبيض المتوسط، واستغل الرئيس وجوده في المدينة الساحلية، التي يجري إنشاؤها حاليا لتكون عاصمة صيفية للبلاد، للاطلاع على الموقف التنفيذي والإنشائي الخاص بمدينة الفنون، والتعرف على معدلات التنفيذ لمنشآت ومرافق المدينة التي تعتبر متنفسا ترفيهيا ثقافيا للساحل الشمالي على مساحة 260 فدانا، كما اجتمع أمس، بمقر رئاسة الجمهورية بمدينة العلمين الجديدة مع رئيس مجلس الوزراء، وعدد من الوزراء، لاستعراض المخطط التنفيذي لتنمية القطاع الشمالي الغربي للجمهورية امتداداً من مدينة الإسكندرية وحتى مدينة السلوم غرباً، وهو المخطط الذي يهدف لإقامة سلسلة مجتمعات عمرانية وزراعية وصناعية وسياحية». وعلى مواقع التواصل الاجتماعي نشر مواطنون صورهم أثناء صلاة العيد، أو خلال نحر الأضاحي، بينما احتفل آخرون بصورهم على شاطئ البحر، وتوافد المصريون على الحدائق والمتنزهات العامة، وتجمعوا على كورنيش النيل وفي المراكب النهرية. وانتعشت المنتجعات السياحية مع بداية عطلة العيد التي تمتد لأسبوع كامل، حيث ضمت إليها إجازة ثورة 23 يوليو (تموز)، ليبدأ المصريون إجازتهم مبكرا، ومن على شاطئ البحر في الساحل الشمالي تقول رحاب محمود، موظفة أربعينية: إنها «اصطحبت أسرتها لقضاء العيد في الساحل، فهي فرصة لقضاء الوقت مع الأسرة والهرب من حرارة جو القاهرة»، مشيرة إلى أنها «للمرة الأولى تقرر السفر قبل العيد مستغلة بدء الإجازة مبكرا هذا العام، حيث تخلت عن أجواء الأضحية المرتبطة بعيد الأضحى». لكن أحمد عبد الحميد، موظف ثلاثيني، أجّل سفره إلى ثاني أيام العيد، بعد الانتهاء من نحر الأضحية، ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنه «لا يوجد بهجة للعيد دون الأضحية، ولذلك قضى أول أيام العيد في منزل الأسرة بأحد الأحياء الشعبية لذبح الأضحية وتوزيعها»، مشيرا إلى أنه «سينطلق ثاني أيام العيد إلى مدينة مرسى علم على ساحل البحر الأحمر لقضاء إجازة العيد التي تستمر حتى السبت المقبل». وعلى أحد شواطئ البحر الأحمر أيضاً، تحديدا في مدينة العين السخنة، قضى مواطنون أول أيام عيد الأضحى، وامتزجت فرحة العيد بالسباحة والرقص والغناء، ويقول أيمن علام، عامل في أحد الشواطئ السياحية لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا أول عيد أضحى يسمح فيه بفتح الشاطئ، حيث سمح لهم في العام الماضي بفتح الشاطئ بعد العيد»، مشيرا إلى أنه «بطبيعة عمله في شاطئ سياحي تابع لفندق، فإن الشاطئ كان مفتوحا أيضا في عيد الفطر الماضي، ومعظم الأعياد والإجازات الرسمية الأخيرة». وبدأت الحكومة المصرية تخفيف الإجراءات الاحترازية المتعلقة بالحد من انتشار الجائحة منذ عيد الفطر الماضي، حيث سمحت بفتح الشواطئ الخاصة بالفنادق والمنتجعات السياحية، لكنها حظرت إقامة الاحتفالات والتجمعات، ووضعت مواعيد لإغلاق المحال والمطاعم والكافيتريات في الساعة التاسعة مساء، وأغلقت الشواطئ العامة، لكنها خففت من هذه الشروط في عيد الأضحى، حيث سمحت بفتح الشواطئ العامة، ولم تضع شروطا ومواعيد لإغلاق المحال والمطاعم السياحية. ويقول علام إنّ «الشاطئ عادة مزدحما في الإجازات والأعياد نظرا لقرب العين السخنة من القاهرة»، مشيرا إلى أنّه «رغم الإقبال على الشاطئ حاليا، لكنه يتوقع أن يزيد العدد بدءا من ثاني أيام العيد، مع انتهاء كثير من المصريين من نحر الأضحية». ووفقا للبيانات الرسمية فإن المناطق السياحية الشاطئية خاصة الإسكندرية والعين السخنة ومرسى مطروح، شهدت مع بدء إجازة العيد زيادة في نسبة الإشغال لتصل إلى 90 و100 في المائة، من النسبة التي حددتها وزارة السياحية وهي 70 في المائة من الطاقة الاستيعابية للفندق.
مشاركة :