(وسائط متعددة) تقرير إخباري: سكان قطاع غزة يستعدون للاحتفال بعيد الأضحى وسط ظروف إنسانية واقتصادية صعبة

  • 7/20/2021
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 19 يوليو 2021 (شينخوا) يحاول سكان قطاع غزة، الذي يقطنه زهاء مليوني نسمة الاحتفال بعيد الأضحى الذي يحل أول أيامه غدا الثلاثاء رغم الظروف الإنسانية والاقتصادية الصعبة في القطاع المحاصر. وبالنسبة لسكان القطاع الساحلي فإن عيد الأضحى "ليس سعيدا" بسبب المأساة التي خلفتها موجة التصعيد الأخيرة بين الفصائل الفلسطينية المسلحة وإسرائيل في مايو الماضي والتي حرمتهم من الاحتفاء بعيد الفطر السعيد. وقتل أكثر من 250 فلسطينيا و13 شخصا في إسرائيل في الجولة التي استمرت 11 يوما في الفترة من 10 إلى 21 من مايو الماضي، فضلا عن تسببها بتدمير واسع في المنازل والبني التحتية في غزة. وعلى عكس ما كان متوقعا، تدفق السكان إلى الأسواق المحلية من أجل شراء الاحتياجات ومستلزمات الاحتفال بالعيد، مثل الشوكولاتة والألعاب والملابس الجديدة وغيرها. ومن بين المتجولين في أزقة وبين محلات السوق الشعبي في مدينة غزة الأربعيني حسين اللوح، الذي أصر على اصطحاب أطفاله من أجل شراء الملابس الجديدة للاحتفال بالعيد في محاولة لإخراجهم من الوضع النفسي الصعب. ويقول اللوح، وهو أب لسبعة أطفال، لوكالة أنباء ((شينخوا))، بينما يفاوض صاحب المحل على ثمن البنطلون، "للأسف العيد السابق لم نتمكن من الاحتفال ومغادرة المنازل بسبب القصف الإسرائيلي على غزة". ويضيف الرجل بعدما انتهى من شراء الملابس لأطفال، أن "شراء الملابس بهدف إدخال البسمة على وجه الأطفال التي حرموا منها على مدار الأيام الماضية التي تلت موجة التوتر وكذلك أعوام الحصار الإسرائيلي المستمر منذ عام 2007". ويتابع اللوح، "لا شك أننا محزونون على الضحايا، ولكن الحياة مستمرة، وعلينا أن نستثمر كل أوقات الفرح وأن نعيشها حتى وإن بدت الظروف غير مهيأة في ظل تفشي الفقر بين السكان في القطاع المحاصر". وعلى مقربة منه بدا الشاب أحمد حبيب أكثر تفاؤلا، إذ قال، إن سكان القطاع كانوا يتوقون أن يعيشوا أجواء العيد بعد أن "ظنوا بأنهم سيموتون حتما خلال التصعيد الإسرائيلي على القطاع". ويقول حبيب (28 عاما) ل(شينخوا) أن الشعب الفلسطيني "يستحق الحياة والفرح والاحتفال بالأعياد سواء الفطر أو الأضحى رغم كافة الظروف الصعبة الناجمة عن الأوضاع السياسية والأمنية". لكن يبدو الأمر مختلفا تماما لدى التجار في القطاع الذين يشتكون من تكبدهم خسائر كبيرة بسبب عدم تمكنهم من بيع بضاعتهم المتكدسة في المحلات والمخازن التجارية. ويقول فايز البيطار ل(شينخوا) إن "الوضع العام سيء في غزة، خاصة أننا خارجون من أزمة حرب وتم تدمير القطاع بسببها"، مضيفا "العيد الماضي لم نتمكن من بيع أي شيء من البضائع المتكدسة في محلاتنا". ويضيف الرجل الستيني تاجر الفواكه "كنا نأمل أن يتحسن الوضع خلال موسم عيد الأضحى، خاصة أن هناك إقبالا من الناس على الأسواق، ولكن للأسف نسبة البيع لم تتعد 40 في المائة فقط مقارنة بالأعوام السابقة". ويشير البيطار إلى أن الزبائن باتوا يكتفون بشراء الأساسيات اللازمة للعيد، دون الاهتمام بالكماليات خاصة وأن غالبيتهم يعانون من الفقر الشديد وهناك ارتفاع نسب البطالة وقلة العمل. ولم يختلف الحال كثيرا لدى تاجر الملابس رمضان الطباطيبي، الذي بدا حزينا لوصول بضاعته المستوردة من الخارج إلى القطاع عبر معبر المعبر التجاري الوحيد مع إسرائيل (كرم أبو سالم / كيرم شالوم) قبل 4 أيام من حلول العيد. وأبدى الطباطيبي في حديثه ل(شينخوا) تخوفه من تكبد خسائر كبيرة بسبب عدم تمكنه من بيع البضاعة وسداد ثمنها وكذلك دفع إيجار المحل التجاري الذي يتواجد فيه منذ أعوام طويلة. ويقول الرجل الخمسيني إن الزبائن بالكاد يشترون بلوزة أو بنطلون جينز بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها سكان غزة جراء الحصار الإسرائيلي وشن حروب متتالية أنهكت الجميع. وتفرض إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة منذ منتصف عام 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه بعد نزاع مسلح مع القوات الموالية للسلطة الفلسطينية. وإلى جانب الحصار شنت إسرائيل ثلاث حروب على غزة عام 2008، و2012 و2014، أوقعت الآلاف القتلى والجرحى، بالإضافة إلى الآلاف من المرضى النفسيين نتيجة الضغوط النفسية التي تعرضوا لها. وأدت السنوات المتتالية للحصار الإسرائيلي إلى أن تصبح نسبة البطالة في أوساط سكان قطاع غزة من بين الأعلى في العالم، كما سبق أن أعلن البنك الدولي في تقارير متعددة. ويقول مسؤول الإعلام في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطباع ل(شينخوا) إن القطاع يعاني من أوضاع اقتصادية "كارثية" خاصة بعد جولة التوتر الأخيرة التي استهدفت المراكز التجارية. ويضيف الطباع أن إسرائيل سمحت قبل أسبوع بإدخال البضائع الخاصة بالعيد لكن هذه التسهيلات وهمية وما يسمح بدخوله عبر معبر كرم أبو سالم لا يتجاوز 30 في المائة مما كان يدخل قبل موجة التوتر. ويشير الطباع إلى ازدياد معدلات البطالة لتتجاوز 50 في المائة وأكثر من ربع مليون عاطل عن العمل، فيما تجاوزت نسبة الفقر 68 في المائة، و85 في المائة من سكان القطاع بحاجة لمساعدات إغاثية، مشيرا إلى أن كل هذا أدى لانعدام القدرة الشرائية.■

مشاركة :