حذر الخبير الاقتصادي ستيفن روتش من أن حملة بكين ضد الشركات الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، ستكون لها تداعيات واسعة النطاق على السوق. كما يعتقد روتش، الذي يعتبر أحد الخبراء العالميين البارزين في آسيا، أن الإجراءات تشير إلى المراحل الأولى من حرب باردة. وقال روتش، الذي كان الرئيس السابق لمنطقة آسيا في بنك الاستثمار العالمي مورغان ستانلي:»أجد التصرفات الأخيرة من جانب الصين مزعجة». وأضاف: «الصين تسعى وراء جوهر اقتصادها الجديد الذي تحركه ريادة الأعمال». وفقاً لروش، يمكن أن تصل التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم إلى مستويات لم نشهدها منذ أوائل السبعينيات. وقال: «حتى إذا كانت الشركات الأميركية ليس لديها علاقات تجارية مباشرة مع الصين، فإن كل شيء تلمسه يمر عبر سلاسل التوريد العالمية»، لذلك، فإن برودة العلاقة بين الولايات المتحدة والصين لها آثار كبيرة على الشركات الأميركية والمستثمرين الذين يستثمرون في الشركات الأميركية. كما لا يمكنك الابتعاد عن خطوط الاتصال الصينية». يأتي ذلك، فيما بث جيم كرامر مقدم برنامج «مال مجنون» على شبكة «CNBC»، تحذيراً مشابهاً للمستثمرين، إذ يعتقد أنه من الخطير جداً الاستثمار في الأسهم الصينية التي يتم تداولها في البورصات الأميركية بسبب التهديد التنظيمي. يوم الجمعة، استهدف المنظمون في بكين أسهم شركات التعليم الصينية TAL Education وNew Oriental Education and Technology، حيث تراجعت أسهم الشركتين. وكان روتش، وهو الآن زميل أقدم في جامعة ييل، يدق ناقوس الخطر منذ شهور. كما حذر من أن العلاقات الأميركية الصينية آخذة في التآكل وأن البلدين على شفا حرب باردة. من جانب آخر، تستكشف الحكومة البريطانية طرقاً لإزالة شركة الطاقة النووية الصينية العامة CGN، من جميع مشاريع الطاقة المستقبلية في المملكة المتحدة، في إشارة أخرى إلى تدهور العلاقات بين البلدين. وتشمل المشاريع التي يحتمل أن تكون معرضة للخطر، محطة Sizewell C للطاقة النووية البالغة تكلفتها 20 مليار جنيه إسترليني (27.5 مليار دولار) في سوفولك، وتطوير مشروع برادويل أون سي المقترح في إسيكس، وفقاً لما ذكره شخص مطلع على الأمر تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لوكالة «بلومبرغ». تعد شركة CGN أيضاً مستثمراً بنسبة 33 في المئة في منشأة Hinkley Point C، التي هي قيد الإنشاء حالياً في مقاطعة Somerset وهي واحدة من أكبر مشاريع البنية التحتية في المملكة المتحدة. كما تؤكد هذه الخطوة كيف تعمل إدارة رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون على تشديد موقفها تجاه بكين، إذ منع جونسون شركة هواوي تكنولوجيز من المشاركة في إطلاق شبكة الجيل الخامس 5G اللاسلكية في بريطانيا، وفي وقت سابق من هذا الشهر، فتح مستشار الأمن القومي البريطاني تحقيقاً في استحواذ شركة Nexperia NV المملوكة للحكومة الصينية على أكبر مصنع للرقائق في البلاد. قال متحدث باسم وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية في المملكة المتحدة في بيان: «يتم تنفيذ جميع المشاريع النووية في المملكة المتحدة بموجب لوائح صارمة ومستقلة لتلبية المتطلبات القانونية والتنظيمية والمتطلبات الأمنية الوطنية الصارمة في البلاد، مما يضمن حماية مصالحنا».
مشاركة :