(وسائط متعددة) تحقيق إخباري : أحضان الطبيعة ملاذ العائلات الصيفي بجنوب لبنان

  • 7/26/2021
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في الصورة الملتقطة يوم 20 يونيو 2021، رجل يقفز في البحر على شاطئ #بيروت، لبنان. (شينخوا) مرجعيون، حنوب لبنان 26 يوليو 2021 (شينخوا) مع ساعات الصباح يجمع المواطن سليم السعدي أمتعة وحاجيات وجبة الغذاء في الطبيعة داخل صندوق سيارته الرباعية الدفع، قاصدا وعائلته المؤلفة من 5 أفراد ضفاف نهر الليطاني بشرق جنوب لبنان لتمضية يوم استجمام في أحضان الطبيعة هربا من ثقل الحياة ومصاعبها. وقال السعدي الذي كان يضع على رأسه قبعة بيضاء ويمسك بيد طفله الصغير لوكالة أنباء ((شينخوا)) "مع تردي الوضع المعيشي في ظل ارتفاع درجات الحرارة صيفا والتقنين في التيار الكهربائي تحولت شقتي في مدينة النبطية في الجنوب إلى ما يشيه الفرن". وأضاف "أمام هذا الواقع قررنا التوجه إلى ضفة نهر الليطاني بحثا عن ملاذ ينسينا هموم الوضع المعيشي القاسي والشاذ الذي يخيم على مختلف نواحي الحياة". وقال إن الطبيعة الغناء تعيد الينا الأمل وحب الحياة، حيث نمضي فترة من الراحة نمارس خلالها رياضة السباحة واللهو بالمياه العذبة وصيد الأسماك وجمع نباتات الحبق البري الذي ينمو بكثرة في محيط مجرى النهر. من جهتها، أشارت ليلى زوجة السعدي التي كانت تحمل حقيبة متوسطة الحجم تحوي أدوات تحضير القهوة إلى أن الهروب من المنزل والتوجه إلى الطبيعة وضفاف الأنهار يعني تمضية فترات ممتعة في أحضان الطبيعة تنسي الهموم. وقالت ليلى لوكالة أنباء ((شينخوا)) "في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم تمكن نسبة كبيرة من العائلات من ارتياد المسابح والمنتجعات بسبب ارتفاع الأسعار، تبقى الطبيعة والغابات الملجأ الوحيد الذي يمكن أن نقضي فيه أوقاتا حلوة دون أية تبعات مالية". بدوره قال الشاب الثلاثيني جهاد العبد الله لوكالة أنباء ((شينخوا)) والذي كان يلهو وأطفاله الأربعة عند مجرى نهر الليطاني "الأنهار والينابيع صديقة العائلات الفقيرة التي لا تقدر على ارتياد المراكز السياحية الخاصة التي باتت محرمة على طبقة الفقراء". وأضاف "على ضفة النهر ننسى قسوة الحياة ونتجنب حرارة يوليو، ونتمتع بساعات من الراحة والهدوء والفرح بأقل كلفة". وأشار إلى أن الحر والرطوبة التي يتعرض لها لبنان في هذه الفترة، إضافة إلى التقنين في التيار الكهربائي دفع بالعائلات للخروج من منازلها إلى أشجار الصنوبر وضفاف الأنهار والينابيع والمياه االنظيفة لقضاء فترة ترفيهية بدون تكلفة في أماكن عامة مفتوحة. رجل يشاهد غروب الشمس عند صخرة الروشة في بيروت، لبنان، في 13 مايو 2021. (شينخوا) وعلى ضفتي نهر الحاصباني بشرق جنوب لبنان غصت بساتين الجوز والتفاح والبرتقال بمئات العائلات القادمة من مختلف المناطق اللبنانية، وفي ظل شجرة جوز كانت الفتاة الثلاثينية فاتن غازي تقوم بقلي البطاطا على موقد حطب صنعته من بضعة حجارة. وقالت فاتن لـ ((شينخوا)) "نقصد ضفة النهر بين فترة وأخرى وخاصة خلال أيام الحر علنا ننسى ما وصلنا إليه من تعاسة وفقر وعوز، ونحضر معنا ما تيسر من طعام، ونتمايل فرحا وطربا مع أنغام عود شقيقي سالم ونقيم حلقات الرقص التي تنسينا همومنا والغلاء الذي نكد حياتنا". وأضافت "صوت خرير الماء المتدفق عبر النهر هو أشبه بسمفونية تنعش الروح وتحيي الأمل من جديد في نفوسنا المتعبة لتخرجنا من قلق الأيام الصعبة التي وصلنا إليها". وروت ربة المنزل دلال غياض أن أطفالها الثلاثة الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و15 سنة ينامون بعمق عند ضفة النهر لتعويض ساعات نومهم القلق ليلا بسبب الحر الناجم عن توقف التكييف بفعل تقنين التيار الكهربائي الذي يستمر معظم ساعات الليل . وعن ظاهرة هروب المواطنين من منازلهم إلى البراري، قالت المعالجة النفسية سوسن الحسن لـ ((شينخوا)) إنه أمام تردي الوضع الاقتصادي في لبنان الذي تجاوز الخطوط الحمراء، تبقى أحضان البراري ملجأ للعائلات في محاولة لتجاوز مصاعب الحياة. وأضافت "أحضان الطبيعة فيها الكثير من الجمال والمتعة والراحة النفسية والاستجمام والاسترخاء، كما تبهج النفس وتريحها لتبعث فيها من جديد روح التفاؤل والأمل بإمكانية تجاوز المحن والمصاعب مهما اشتدت قساوتها" . ويشهد لبنان سلسلة أزمات اقتصادية ومعيشية وصحية متشابكة أدت لانهيار الليرة اللبنانية وارتفاع معدل الفقر إلى أكثر من 50 % وتفاقم البطالة والتضخم وتآكل القدرة الشرائية والمدخرات ووقف المصارف لسحوبات الودائع بالدولار وتقييدها بالعملة المحلية. وقال البنك الدولي في تقرير أصدره مؤخرا، إن لبنان يشهد أزمة اقتصادية ومالية تعتبر من بين "الأزمات العشر وربما من بين الأزمات الثلاث الأكثر حدة عالميا منذ أواسط القرن الـ 19 في غياب أي أفق حل يخرجه من واقع مترد يفاقمه شلل سياسي".■

مشاركة :