طارق الشناوي يكتب: إلى تونس (نحبكم برشا)!

  • 7/27/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يقينا ستقهر الإرادة التونسية فيروس الإخوان، نعم تواجه الدولة ببسالة (كورونا) الذى أوصل البلاد إلى حالة متردية فى الرعاية الصحية، كان ينبغى أن تبدأ المعركة أولا بمواجهة الفيروس الأشد فتكا بالبلاد والعباد الذى يحمل اسم (كوفيد الإخوان). لدى ثقة مطلقة فى الشعب التونسى، هذا البلد الصغير حجما، الكبير بحضارته وتحضره، اقتربت كثيرا من الشارع التونسى العاشق للفن، المؤمن بحقوق المرأة، ولهذا لا أخشى أبدا على هذا الوطن، تونس بلد سياحى، ومن البديهى أن يعانى من تناقص المردود فى ظل جائحة استهدفت بضراوة حرية السفر، المعاناة الاقتصادية متوقعة تماما، وكالعادة يستغل الإخوان أى تعثر لينفذوا منه إلى الشعب المتعطش لأى بقعة أمل، تلك كانت أسلحتهم فى مصر، بنوك تمنح قروضا أطلقوا عليها حسنة، ومستشفيات تعالج المرضى بأقل الأسعار، وحقائب تحمل اسم (رمضان) أو غيره يتم توزيعها على المحتاجين، الوجه الآخر للحكاية أن تنسى انتماءك الوطنى، كما قال المرشد الأسبق فى واحد من حواراته (طُز فى مصر)، ومن الممكن أن تُصبح (طُز فى تونس) أو أى وطن آخر، فهم لا يعنيهم فى شىء التراب الوطنى. شاهدنا تجاوزات فى البرلمان التونسى وهم يحاولون خنق الدولة، وإذا لم تفلح الكتلة التصويتية فى عرقلة العدالة، يستخدمون أيديهم فى صفع النساء. تونس تستطيع؟ نعم أسرع مما يعتقد الكثيرون، لم تتوقف أبدا هذه الدولة التى عصرنها الحبيب بورقيبة عن إعادة النظر فى كل ما يتصور بعض المتزمتين، أنه يشكل أركانا أساسية فى الإسلام، قرر العلماء أن يتفهموا روح الإسلام، وأخذوا منه ما هو عميق، وأعادوا للمرأة الكثير من حقوقها، لايزال المتزمتون فى مصر يعلنون أن ضرب المرأة حلال شرعا، طالما لم يكسر لها ضلعا، وإذا أرادها الزوج فى أى وقت عليها أن تستجيب وإلا لعنتها الملائكة، كيف ذلك؟ وهل تفرق العدالة السماوية بين حق المرأة وحق الرجل؟ يقدمون رؤية ذكورية لقراءة الدين الإسلامى، بينما فى تونس تبنوا رؤية إنسانية، لا تفرق بين الرجل والمرأة. عندما أذهب إلى تونس أحرص على أن أتجول فى الشارع حيث لايزال (السميعة) لهم الكلمة العليا، الطرب الأصيل يحتل مساحة معتبرة، أم كلثوم وعبدالوهاب وعبدالحليم ووديع الصافى وفيروز وكاظم مع لطفى بوشناق وصابر الرباعى وذكرى، ورغم ذلك فهم لا يغلقون الباب أمام حتى مطربى (المهرجانات)، وفى عز المعركة التى أشعلها نقيب الموسيقيين هانى شاكر، مصرا على مطاردتهم، حتى خارج الحدود لم تستجب النقابة فى تونس. هم يؤمنون بحق الاختيار فى كل شىء: السياسة والفن، ومن يستمع إلى (الأطلال) من حقه أيضا أن يدير المؤشر بين الحين والآخر إلى (بنت الجيران). المرأة فى تونس تتقدم صفوف الثورة، عندما يصبح ولابد من ثورة، الشعب يقف طوابير فى مهرجان (قرطاج) السينمائى، لكى يشاهد فيلما تسجيليا من مصر أو السودان أو الجزائر، هذا الشعب رأيته قبل عشرين عاما فى صالة السينما، وهو يهتف للفيلم المغربى (على زاوا) للمخرج نبيل عيوش بينما كان الفائز وقتها بـ(التانيت الذهبى) فيلم تونسى. من يستطيع أن يقهر مثل هذا الشعب؟ سيتغلب قريبا على فيروس الإخوان، وبعدها، وفى لحظات، لن تجد مكانا لفيروس كورونا. إلى أهلنا فى تونس (نحبكم برشا)!! [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).

مشاركة :