طارق الشناوي يكتب: زركش.. الذى أحببته إلا قليلا!!

  • 5/13/2021
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

الكاتب عبدالرحيم كمال أشار للمصدر الأجنبى فى النصف الثانى من رمضان (جوازة طليانى)، ولا أتصوره مع يحيى الفخرانى قصدا الإخفاء، لأنهما فعلاها قبل خمس سنوات وقدما (دهشة) الذى تجرى أجواؤه فى الصعيد وأشاروا إلى المصدر (الملك لير) لوليم شكسبير. مساحة أخرى ذهب إليها (نجيب زاهى زركش)، وكأنه خارج السياق والسباق الدرامى السائد، نغمة مغايرة هادئة ومختلفة، يقف فيها على شاطئ دراما الشخصية، وفى نفس الوقت يتحرك بهامش محسوب بدقة من (الفانتازيا)، لا نُطل عليه بزاوية رؤية واقعية تماما، ولا هى أيضا خيالية تماما. المعلومات المتداولة عن أصل تلك العائلة لا صلة لها قطعا بالحقيقة، حيث يحكى فى الحلقة الأولى الممثل محمد محمود عن أصول العائلة ودورها فى التاريخ الفنى المصرى وتحديدا السينما، واختيار السينما ليس عشوائيا، فهو يمنح الخيط الأول للخيال. محمد محمود الممثل الذى ربما لم يكن يعرف اسمه أحد قبل الحلقة الأولى من (زركش)، رغم أن عمره الفنى يتجاوز أربعة عقود من الزمان، يقف لأول مرة بطلا موازيا وفاعلا مع الفخرانى، كسر الخط الوهمى مع الجمهور، يوقظ بداخلك ما هو أبعد من الحكاية، حيث يتنبه العقل لظلال الحكاية، تستمر لعبة الإيقاظ العقلى، ومع تتابع الحلقات، نعيد مجددا تشكيل العديد من الخيوط. مثل هذه الأعمال الخارجة عن المألوف تتكئ على نجم له مصداقية، بل تراكم نوعى من النجاحات، وهو ما ينطبق بالضبط على يحيى الفخرانى، صاحب الرصيد الأكبر من العلامات الدرامية عربيا. يقف الفخرانى مجددًا مع الكاتب عبدالرحيم كمال بعد لقائهما الأول فى (شيخ العرب همام) قبل أكثر من عشر سنوات، وتعددت النجاحات ووصلنا بتواجد شادى الفخرانى إلى الذروة فى مسلسل (الخواجة عبدالقادر) 2012، وتعددت الأعمال التى جمعت هذا الثالوث مثل (ونوس) و(دهشة).. يحيى يقدم شخصية بها وقع وروح السنين التى يعيشها، وبها أيضا التمرد الذى كان أحد أهم أسلحته للبقاء كل تلك العقود من الزمن.. الشخصية الموازية دراميا طريف أو محمد محمود (الجوكر) الذى يؤدى كل الأدوار فى حياة نجيب، فهو الصديق والسكرتير والسائق والعقل المدبر لكثير من المكائد، فهو يملك كل المفاتيح وأثبت أنه ممثل عتويل. الكاتب عبدالرحيم كمال يقدم شخصية (زركش) لها مقومات شكلية وحركية ونفسية، بينما لايزال هناك من يحاكم العمل الفنى أخلاقيا، وهكذا استفز البعض تلك الكؤوس من الخمر التى احتساها الفخرانى والتى كانت مصادفة فى الحلقة الأولى وتكررت بعدها، متجاهلين أنها تحدد ملامح زركش وليس لها علاقة بمن يلعب دور زركش. عناصر إبداعية يقودها المخرج شادى الفخرانى الذى يتعامل باحترافية مع يحيى الفخرانى، فهو بالنسبة له الممثل الموهوب، كما أن الفخرانى يختار شادى لأنه المخرج القادر على تقديم رؤية فنية. يا ليت الكاتب والمخرج كانا قد تخلصا من مساحات الرغى فى النصف الثانى لملء المساحات الزمنية، ومن بين الثلاثة الذين أدوا دور أبناء زركش المحتملين أعجبنى إسلام إبراهيم، بينما رامز أمير فقد أدى دوره بقدر كبير من الصرامة المفتعلة، وكريم عفيفى ينقصه الحضور. موسيقى خالد حماد تذوب داخل الكادر، ويرسم ومدير التصوير سامح سليم الملامح العامة للأماكن بالإضاءة.. وتتألق أنوشكا بأداء ممتع.. ولا يزال للفخرانى سحره الرمضانى. [email protected] المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).

مشاركة :