بين علم الأرض ومعلم التخصص ومعالم الذات وعلوم الإثبات.. كان «عدداً» بشرياً صحيحاً في «معادلة» التنمية و»رقماً» إنسانياً ثابتاً في «متراجحة» المهنية. بنى «صروح» السيرة من «مصابرة» على العوائق إلى «مثابرة» نحو «الحقائق» ممتطياً صهوة «المعالي» جانياً حظوة «العلا» ملماً بمتون «الخبرات» متيماً بشؤون «المهمات». ارتهن إلى أعماق «الدوافع» مولياً بوصلة أحلامه إلى آفاق «المنافع» حاملاً راية «اليقين» بوقع «النزاهة» وواقع «الوجاهة» حاصداً غاية «التمكين» بحكم «الأمانة» واحتكام « المكانة». إنه معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية السابق الدكتور زهير عبدالحفيظ نواب أحد رجال الدولة وخبراء الجيولوجيا. بوجه مكي «تقي» نقي تتعالى منه سمات «السكينة» وتتوارد فيه صفات «الطمأنينة» وتقاسيم خليطة بين الهيبة والطيبة وملامح كساها المشيب «وقاراً» وملأها الطيب «استقراراً» وعينان تشعان بالإنصات والثبات تلمعان من خلف عدسات طبية لا تفارقه وأناقة تعتمر البياض والأزياء الوطنية خلف منصات «المناصب» والملابس العملية في ميادين «التنقيب»وصوت جهوري خليط من اللغة الوطنية البيضاء على طاولات العمل واللهجة الحجازية العصماء في مجالس الأقارب مع عبارات حرفية واعتبارات احترافية تعكس أصول «المهنة» وتبرز فصول «المهمة» قضى نواب من عمره عقوداً، وهو يلاحق بعد نظره في مواقع الأعمال ويؤسس لأبعاد مسيرته في اتجاهات الأفعال متخذاً من المهارة والخبرة والموهبة وسائل للتفوق ومن الكفاءة والجودة والإجادة غايات للتميز في وظائف ومواقع جنى منها «عوائد» الفرق وأبقى فيها «فوائد» الفارق. في جدة ولد في حارة الشام «العتيقة» في يوم شتوي بشهر يناير عام 1943 وانطلقت «أهازيج» الفرح في منزل والده «الوجيه» المتعلم وما إن وقف على قدميه سعيداً بخطواته «الأولى» وبراءته «المثلى» أمام والديه مجللاً بدعوات الأقربين وأمنيات الأكرمين حتى انتقل مع أسرته إلى «الخبر» حاضرة «الشرقية» بأسباب وظيفة والده «أول سعودي يحمل بكالوريوس الكيمياء يعمل بشركة أرامكو» وما لبث حتى توفي والده وعمره عامان ونصف وتجرع حزناً طفولياً باكراً تبدد أمام صغر سنه والذي تبدل إلى فخر شخصي بمآثر وقصص وملاحم كانت ترتبط باسم والده، مع كل تذكر له أو استذكار عنه فحضنته وأخته لميس التي تصغره بعامين والدة متفانية أشبعت قلبه باتجاهات الحنان وأبعاد الرحمة ثم رحل إلى مكة المكرمة وتولى جده الشيخ الوقور إسحاق نواب وجدته تربيته وشقيقته ودرس فيها حتى الصف الثاني ابتدائي، ثم ارتحل إلى جدة واستقر في حي «الخاسكية» الشهير وسط البلد والذي ركض بين حوانيته ووسط دروبه القديمة وبين جنباته الملهمة وظل صغيراً يمتهن جمع «الطوابع» التي علمته «الطبائع» المبهمة لشعوب وبلدان اختزلها في مخيلته واستنزلها في واقعه وسط زيارات واقعية اعتمدت على «سعة الاطلاع» وتعامدت على متعة الاستطلاع» وبقي نواب يجمع «ذكريات» الطفولة والصبا في كشكوله «الصغير» المكتظ بمراسم «البراءة» ومواسم «التتويج» في حضرة أسرته وحضور عشيرته. وعمل باكراً بالتجارة وبعد إتمامه الصف الرابع اتفق جده وعدد من أصدقائه التجار وكبار موظفي الدولة أن يرسلوا أبناءهم إلى لبنان للدراسة وسافر صغيراً إلى بيروت مع مجموعة من أقرانه وأعاد الصف الرابع هناك بحجة عدم دراسته للغة الأجنبية في السعودية، وبعد أن أنهى نواب وزملاءه الصف السادس أمر الملك سعود رحمه الله بعودة جميع الطلبة السعوديين من الخارج وتنازل بقصوره لوزارة المعارف التي أنشئت فيها المدارس النموذجية ودرس فيها حتى أتم المرحلتين المتوسطة والثانوية عام 1383 ثم نال بكالوريوس جيولوجيا من جامعة الملك سعود عام 1388 ودبلوماً عالياً في الجيولوجيا عام 1390 من أمريكا، ثم نال درجة الماجستير في الجيولوجيا التطبيقية عام 1393 من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ثم الدكتوراه في الجيولوجيا التركيبية عام 1396 من كندا. عمل نواب باكراً في وظائف صيفية في شركة كهرباء مكة المكرمة وجوازات ميناء جدة الإسلامي وشؤون الموظفين وإدارة المختبرات بأرامكو السعودية في الفترة من (1379- 1387) ثم التحق عام 1388 بالعمل كجيولوجي في وزارة الثروة المعدنية ثم محاضر في مركز الجيولوجيا التطبيقية ثم تعين في عدة مناصب حيث تولى منصب الأمين العام المكلف للهيئة السعودية السودانية لاستغلال ثروات البحر الأحمر عام 1381 ثم أميناً عاماً مساعداً لها عام 1397 ثم مديراً عاماً للتخطيط بوزارة البترول والثروة المعدنية ثم وكيل الوزارة للثروة المعدنية عام 1420 وأحيل للتقاعد عام 1424 ثم عين مستشاراً لمعالي وزير البترول والثروة المعدنية حتى عام 1427 حيث صدر أمر ملكي بتعيين نواب رئيساً لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية بمرتبة معالي، وتم التمديد له فترتين إضافيتين حتى عام 1439 ثم تعين مستشارا لمعالي وزير البترول والثروة المعدنية حتى عام 1440 وطلب عدم التجديد وحصل من وزارة التجارة على رخصتين للدراسات الجيولوجية والتعدينية والأخرى للاستشارات الإدارية حيث تفرغ لهما منذ ذلك الوقت. حصل نواب على عضويات عدة لمجالس وجمعيات ولجان وهيئات ومعاهد واتحادات محلية وإقليمية ودولية ومثل الوطن في عدة مؤتمرات ومشاركات وندوات وفعاليات كبرى كان فيها «سفير» تخصص و»خبير» اختصاص ورأي مقدر. أضاء نواب مسارب «البدايات « بأسرار «الاختصاص» واغترف من مشارب «النهايات» باقتدار «الانتاج» بانياً «مقام» الأثر بقامة «المؤثر» وقيمة «التأثير». زهير نواب.. القيادي المهني والوطني البار والريادي المكين صاحب السيرة الزاخرة بالإنجاز والمسيرة الفاخرة بالاعتزاز.
مشاركة :