.. سررت عندما علمت من مجلة «عالم البر» عدد شهر شعبان 1436هـ عن وجود فكرة متطورة لمشروع «وقف مكة بلا فقراء».. يحكي الأستاذ أيمن طارق جمال: أن كوكبة من الأساتذة في إحدى الجامعات الأمريكية قرروا مكافحة الفقر، وقد عملوا لمدة سبع سنوات ولكنهم فشلوا في تقليص الفقر ثم علموا عن تجربة البروفيسور البنغالي محمد يونس في بنغلاديش، إذ استطاع أن يتبنى مشروعا في إحدى قرى بنغلاديش ونجح نجاحا تاما في هذه القرية التي تضم 12.800 نسمة. وقد علمت جامعة كولومبيا الأمريكية بذلك فقررت استضافة البروفيسور محمد يونس.. على ضوء تجربة العلماء الأمريكان الفاشلة، فقال لهم محمد يونس باختصار: أقرضنا كل أسرة عشر دجاجات وطلبنا منهم أن يعيدوا لنا عشر دجاجات خلال ثلاث سنوات، ونحن سنشتري إنتاج الدجاج منهم، وخلال 30 شهرا صار عند القرية اكتفاء ذاتي من الدجاج وأعادوا دجاجاتنا. يقول الأستاذ أيمن طارق جمال: «بصراحة القصة هذه شجعتنا أكثر أن تكون مكة قادرة على أن تكون مكة بلا فقراء، جزاهم الله خيرا جمعية البر تبنوا هذه الفكرة وبدأت عام 1434هـ كفكرة وهي وقف مكة بلا فقراء تمكنت بفضل الله الجمعية تقريبا من جمع (35) خمسة وثلاثين مليون ريال للوقف هذا وبدأنا بوقف مكة بلا فقراء رقم (1) بفضل الله في عمارة استثمارية بالعزيزية بمبلغ (18) ثمانية عشر مليون ريال وتم التعاقد مع شركة مقاولات للبدء في بناء وقف مكة بلا فقراء رقم (2) بحي بطحاء قريش. وبإذن الله فيه مبنى استثماري والاجراءات جار العمل بها لإصدار خرائط وقف مكة بلا فقراء رقم (3) في حي المحمدية. نتمنى أن يصبح وقف مكة بلا فقراء أكبر من هذا بكثير والهدف هو أن دخل هذا الوقف يستثمر في تدريب وتطوير وتمكين الشباب من وظائف وأعمال تجارية توفر لهم دخلا وتحولهم من مستقبلي الزكاة إلى دافعي الزكاة». يلاحظ القراء الأعزاء أن هذه الفكرة نشأت لدى متبنيها بعد تأمل ما حدث في ولاية كولومبيا الأمريكية في أقصى الغرب وفي بنغلاديش في أقصى الشرق.. فجاء هؤلاء الشباب واستطاعوا أن يخرجوا بهذا المشروع الخيري الممتاز إلى النور.. فيا حبذا لو انتشرت هذه الفكرة في كافة المدن السعودية بحيث تكون المملكة كلها بلا فقراء.. وأن يتبنى ذلك شباب كل مدينة.. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. السطر الأخير: يزدحم الناس على بابه والمورد العذب كثير الزحام