حاوره: علي ميرزا تصوير: عبد الأمير السلاطنة راشد جابر حكم الكرة الطائرة الدولي السابق الرئيس الحالي للجنة الحكام، يحاول بكل ما أوتي من من قوّة وجهد ووقت أن يستثمر عصارة خبرته الطويلة التي امتدّت إلى 47 عاما قضاها مع صافرة التحكيم في تسيير لجنة الحكام، والوصول بعملها إلى برّ الأمان، إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أنّ لجنته تقف مع لجنة المسابقات على بعد متساو من حيث الأهمية، يحظى بحبّ الجميع وفي مقدمتهم حكامه لأسباب تركناها لتفاصيل الحوار الذي أجراه معه الملحق الرياضي في «أخبار الخليج» إنسان يسعى إلى أداء مهمته بإخلاص ومسؤولية، وما وجوده المستمر في المباريات إلا رغبة منه في الوقوف على كلّ صغيرة وكبيرة تتعلق بالتحكيم وحكامه، حتى يكون شاهدا وقريبا من الحدث، مصداقا للكلمة التي تشير إلى أنّه ليس من رأى كمن سمع، ليتسنّى ذلك له من وضع الأمور في نصابها الصحيح. { ما الطموحات التي وضعتها نصب عينيك لتحقيقها منذ أن تسلمت رئاسة لجنة حكام الطائرة؟ - الطموحات هي أن يصل كلّ حكم قد مارس التحكيم إلى مرحلة الاحتراف، والحصول على الشارة الدولية، وخاصة العنصر النسائي الذي أتمنى أن تنال إحدى الحكمات الشارة الدولية ما دمت رئيسا للجنة الحكام. { ما السياسة التي ينتهجها راشد جابر في تعامله مع زملائه الحكام؟ - دائما ما أتبع العدالة والمساواة مع الحكام، ولا أتعالى عليهم، وأعاملهم معاملة الأخ الأكبر، من خلال تقديم النصج والإرشاد، واتباع الصراحة المطلقة والصدق في المعاملة، والقرب منهم والاستماع إليهم. { هل يمكن لراشد جابر أن يحصر لنا المشاكل التي تعترض لجنته؟ - الحمد لله لا توجد أيّ متاعب أو أيّ صعوبات، طالما تقف وراءك إدارة قوية ممثلة في مجلس إدارة الاتحاد برئاسة الشيخ علي بن محمد آل خليفة، تدعمك، وتمنحك الثقة المطلقة بشأن اتخاذ القرارات لتسيير لجنة الحكام، ناهيك عن وجود أعضاء وحكام متعاونين إلى درجة كبيرة. { هل يرى راشد جابر أنّ رئاسته لجنة حكام يمثل تكريما لمشواره التحكيمي مع اللعبة أم لديه رأي آخر؟ - هو ليست تكريما، بل تكليفا لقيادة لجنة حكام الطائرة، والأخذ بها إلى الطريق الصحيح بعد الثقة التي أولاني إياها رئيس الاتحاد لإثبات الذات من خلال العمل. { رئيس لجنة حكام الطائرة يتمتع بمكانة من التقدير والاحترام من زملائه الحكام.. هل يمكن لنا أن نقف على أسباب ذلك من خلال قربك منهم؟ - المعاملة الطيبة، وقربي منهم، والاستماع التام لمشاكلهم، والبحث لها عن حلول، والسؤال الدائم عنهم، ومنحهم الثقة، وتحفيزهم، والوقوف إلى صفّهم، وعدم التفريق في المعاملة بين حكم وآخر. { هناك من يردّد بأنّ راشد جابر يسعى دائما إلى إرضاء الجميع.. كيف تعقّب على هذا الكلام؟ - نعم، أسعى إلى إرضاء الجميع، ولكن ليس بالمحاباة والمجاملة اللتين ليس لهما مكانا في نفسي، وإنما كلّ بحسب عمله واجتهاده وظهوره بالشكل الذي يميّزه عن غيره، وبناء على كلّ ذلك يكون الإرضاء والإنصاف. { على مدى مشوارك الطويل مع صفارة التحكيم..ماذا أعطتك الكرة الطائرة عامة والتحكيم على وجه التحديد؟ - أعطتني حبّ الناس، والإخلاص في العمل، وتحمل المسؤولية، والثقة في النقس، وتحدّي الصعاب، وتحقيق الطموحات، والوصول إلى الأهداف التي وضعتها لنفسك. { ما رأي راشد جابر لو يبادر الاتحاد إلى تكريم الحكام المعتزلين الذين كانت لهم (شنّة ورنّة) مع اللعبة؟ - اتحاد الطائرة في مواسم سابقة لم يقصر في هذا الشأن،وقام بتكريم الحكام المعتزلين، وشخصيا أتمنى من الاتحاد أن يواصل مهمته بتكريم الحكام الآخرين، لأنهم كانوا في يوم من الأيام هم فرسان التحكيم. { هل يمكن لراشد جابر أن يحدّثنا عن شعوره الخاص لحظة توقفه عن إطلاق صافرته التحكيمية؟ - كان شعورا صعبا، خاصة بعد أن تعودت وتأقلمت على التعامل مع صافرة التحكيم على مدى 47 عاما، غير أنّ هذا هو سنّة الحياة إذ أنك تأخذ دورك، ويأتي من بعدك من يكمل المشوار، زد على ذلك أنّ ظروف السنّ. { من الذي يطوّر الآخر لعبة الكرة الطائرة أم القانون؟ - الكرة الطائرة والقانون متداخلان، وكل منهما له دور في تطوير الآخر، فالكرة الطائرة تمارس، ومن خلال الممارسة تظهر الحالات التي من خلالها يقوم القانون بإيجاد اللوائح، لتسيير وتسهيل اللعبة، وتشويقها للمتفرّج، وإظهارها بالصورة الجميلة مثل الليبرو على سبيل التمثيل وحالات أخرى. { كيف يتعامل رئيس حكام الطائرة مع النقد الذي يطول أداء حكامه في الصحافة الرياضية؟ - دائما راشد جابر مع الحكم، ويقف في صفّه، والحكم هو بشر في نهاية الطواف يخطئ مثل ما يصيب، وإذا كان هناك نقدا بنّاء من بعض الصحفيين قد يخدمنا في إصلاح أخطائنا، وعدم تكرارها فهذا شيئ جيّد، ولا يمنعنا من الأخذ به، وإنما يقف الصحفيّ على خطأ واحد، ومن خلاله يحمّل الحكم مسؤولية خسارة فريق ما، فمثل هذا النقد قد يؤثّر على نفسيات الحكام والفريق المهزوم على حد سواء. { هل يؤيّد راشد جابر فكرة تبادل خبرات الحكام للمشاركة في إدارة الدوريات في المنطقة الخليجية؟ ولماذا؟ - فكرة تبادل الحكام في إدارة منافسات الدوريات في المنطقة الخليجية كانت موجودة خلال المواسم السابقة، وأنا شخصيا واحد من الذين خاض هذه التجربة، وهذه الفكرة مطلوب تفعيلها بين حكام اللعبة في الخليج والوطن العربي. { هل هناك أندية تطلب من اللجنة تعيين حكام بأسمائهم لإدارة مبارياتها القوية والحاسمة؟ - ليس هناك أندية تطلب حكاما معينين لإدارة مبارياتها، والحمد لله كل حكام اللعبة على ثقة تامة في إدارة المباريات التي تسند إليهم بدون تحيّز أو محاباة لأيّ فريق على حساب فريق آخر، ولدينا حكام ذو كفاءة عالية وخبرات طويلة، ويشهد لهم الجميع على المستويات الخليجية والعربية والقارية والدولية، ويملكون القدرة على إدارة أيّ مباراة ، والخروج بها إلى برّ الأمان. { ما السلوك الذي يزعج راشد جابر أثناء مشاهدته أيّ مباراة في الكرة الطائرة؟ - كثرة الاحتجاجات غير المبرّرة من قبل بعض اللاعبين على قرارات الحكام، وقيام بعض المدربين والإداريين بالاحتجاج على بعض النقاط مما يثير ذلك حفيظة اللاعبين، ويعتقد جميع المحتجين أنّهم احتجاجاتهم هي الصحيحة، والحكم هو المخطئ، زد على ذلك إقحام الجمهور أنفسهم في بعض الأمور التي لا تعنيهم لا من قريب أو من بعيد. { هل شكّل غياب الجمهور عن حضور منافسات الطائرة مؤخرا نظرا للجائحة تأثيرا على أداء الحكام؟ ولماذا؟ - لا أعتقد ذلك، فحضور الجماهير ربما يؤثّر سلبا أو إيجابيا على اللاعبين، بينما لا ينطبق ذلك على التحكيم، فالحكم الواثق من نفسه لا يتأثر بالجماهير أبدا، أما الحكم الذي ينصاع لصيحات الجماهير في قراراته فعليه أن يعيد النظر في ثقته في نفسه. { هل حضور رئيس لجنة حكام الطائرة المباريات يعطي حافزا لحكامه أم يشكل عامل ضغط عليهم؟ - بما أنني حضرت تقريبا جميع مباريات الدوري والكأس، فقد لاحظت أنّ وجودي لا يشكل أيّ ضغط على الحكام، بل يعطيهم حافزا قويا لإثبات الذات، وإظهار قدراتهم ومهاراتهم التحكيمية خلال قيادة المباريات. { كلمة ختامية لمن تحب أن توجّهها؟ وماذا ستقول فيها؟ - شكري وتقديري واحترامي الكبير لرئيس اتحاد الطائرة الشيخ علي بن محمد آل خليفة الذي أولاني ثقته في رئاسة لجنة حكام الطائرة، وأعتقد أنني ومن خلال عملي قد كنت في مكان الثقة التي أوليت بها. - وأخصّ كذلك أمين سر الاتحاد فراس الحلواجي الذي وجدته دائما في جانبي من خلال تقديم العون والمساعدة والمشورة فيما يتعلق بقيادة اللجنة، ويبذل معي المزيد والمزيد من المساعي في سبيل إنجاح عمل اللجنة. - الأب الكبير جعفر نصيب هو من علّمني المبادئ الأساسية في التحكيم، وجعلني أقف على رجلي لإدارة أصعب المباريات، الله يشافيه، ويمنّ عليه بالصحة والعافية. - أخي وصديق العمر الحكم الدولي جاسم سيادي هو الآخر أخذ بيدي وشجّعني على الانخراط في سلك التحكيم، وكان أقرب الحكام لي مشورة. - الحكم العالمي عبد الخالق الصباح الذي شكلت معه ثنائيا تحكيميا ناجحا يشهد له الجميع، والذي كنت أتعلم منه احترافية التحكيم. - أعضاء لجنة الحكام والحكام جميعا، لتعاونهم والعمل على إنجاح عمل اللجنة. - جميع من وقف معي من الإداريين والمدربين فكلهم أكنّ لهم التقدير والاحترام.
مشاركة :