طغى الارتباك والانقسام على موقف حركة النهضة التابعة لجماعة الإخوان مع اجتماع مجلس شورى الهيئة الأعلى في الحزب أمس الأول، في ظل أسوأ أزمة تضرب الحركة منذ 2011 وتضع مستقبلها السياسي على المحك.وبينما كان قادة الحزب يجتمعون عن بعد صدر موقف عن راشد الغنوشي الذي يرأس الحركة منذ نشأتها بداية سبعينات القرن الماضي، يدعو فيه إلى «تحويل إجراءات يوم 25 يوليو إلى فرصة للإصلاح وأن يكون مرحلة من مراحل التحول الديمقراطي». ويمثل التصريح تحولا لافتا في موقف الحزب الذي وصف خطوة الرئيس قيس سعيد بإعلانه التدابير الاستثنائية وتجميده اختصاصات البرلمان بالانقلاب على الدستور، ولكن سرعان ما حذفت الصفحة الرسمية للحزب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، التصريح بعد دقائق من نشره مع صورة رئيس الحركة.وبدت أيضا مواقف قياديين بارزين في الحركة متضاربة ولكنها تعكس تراجعا في حدة الانتقادات الموجهة لسعيد قبل أسبوع، وقال القيادي عماد الحمامي «قرارات قيس سعيد شجاعة»، بينما وصف سمير ديلو تصريحات الرئيس «بالمطمئنة» ورفض دعوة راشد الغنوشي لأنصار الحركة النزول إلى الشوارع.وهذه أسوأ أزمة يشهدها الحزب الفائز بأول انتخابات إبان الثورة عام 2011 بعد عقود من النشاط السري ويمكن أن تهدد شعبية الرئيس سعيد بتحجيم قاعدتها.
مشاركة :