مظهر ونظافة العمّال.. من المسؤول؟ - سهام الشارخ

  • 10/18/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

شعرت بالحرج والأسى عندما نهر الموظف المسؤول في المطار عن أخذ بصمة الأصابع أحد المسافرين الأجانب ويبدو أنه من الطبقة العاملة، وطلب منه أمام الجميع الابتعاد وتنظيف يده، ومع شعوري بالحرج إلا أني استغربت من إهمال الشخص، مهما يكن عمله، لنظافته الشخصية وهو ينوي السفر إلى بلاده وركوب الطائرة ولقاء أهله بعد طول غياب. إهمال العمال للنظافة الشخصية ورثاثة مظهرهم الخارجي ظاهرة ملفتة للنظر في بلادنا، فما أن تحتاج إلى الاستعانة بعامل في المنزل ليقوم بعملية إصلاح أو تركيب أو بناء حتى تجد نفسك مضطراً لاحتمال الرائحة التي تنبعث منه وتنتشر في كل مكان، وكأن هؤلاء العمال اختاروا أن يعيشوا بهذا المظهر طالما أنهم يعيشون ويعملون خارج بلدانهم ولا يشعرون بأي دافع للاهتمام بأنفسهم، أو أنهم حملوا معهم نمط حياتهم وثقافتهم فيما يتعلق بالنظافة الشخصية غير مبالين بنظرة الآخرين لهم، أو أن ظروف العمل والمعيشة البائسة التي يحيونها في معظم الأحيان تجعلهم على هذه الصورة حيث يشعرون أنه لا يتوقع منهم أن يكونوا في حالة أفضل من حيث النظافة والمظهر بمعنى أن تدني مستوى الظروف التي يعيشونها تشجع على إهمالهم لنظافتهم ويمكن أن يكون السبب خليطاً من كل العوامل. لاشك أن تساهل كثير من أصحاب العمل مع العمالة سواء كانت العمالة المنزلية، أو العمالة في المؤسسات والمحلات التجارية في قضية النظافة الشخصية وتوفير البيئة الملائمة للعاملين ساهم في هذه النتيجة، وأذكر من سنين أن إحداهن استغربت عندما سمعتني أتكلم عن أهمية متابعة مكان معيشة السائق، وتفقد مستوى النظافة فيه من وقت لآخر، وقالت بالحرف الواحد إنهم لا يعبأون بمكان معيشته مهما بلغت درجة القذارة فيه لأنه لا شأن لهم بذلك، هي غرفته وهو حر فيها! الاهتمام بظروف معيشة العامل جزء من الدور الاجتماعي الملزم به صاحب العمل تجاهه حسب ما ينص عليه نظام العمل، وطريقة بناء غرفة السائق أو العامل في معظم المباني الجديدة من حيث صغر مساحتها وافتقارها إلى التهوية الجيدة، وإلى مكان مفتوح يستطيع أن ينشر ملابسه المغسولة دليل على انتهاك حقوق العامل وقلة احترام آدميته، وقد فوجئت مرات عدة بملابس منشورة قرب مدخل بعض المساجد وعلى الطريق العام! إن عدم تهيئة صاحب العمل المكان الصحي للعاملين لديه وتوفير ملابس العمل، وإهمال وضع القواعد والشروط للمظهر والنظافة وخصوصاً نظافة الأيدي، وافتقاد الرقابة والمتابعة من أسباب تدني نظافة كثير من المطاعم ومصانع الأطعمة ومحلات الحلاقة وغيرها، والتقارير التي تنشر من وقت لآخر تؤيد ذلك. مظهر وسلوك العمال بمختلف اختصاصاتهم يعطي صورة عن المعايير الحضارية للمجتمع، ومدى مراعاته لحقوق العامل وإنسانيته.

مشاركة :