صعدت قوات الاحتلال من استهدافها للفلسطينيين السبت حيث استشهد ثلاث وجرح العشرات واعتقل مثلهم في القدس والخليل، وقد استشهدت فتاة فلسطينية ظهر السبت، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال النار عليها في منطقة واد الغروس قرب مستوطنة «كريات اربع» في الخليل المحتلة، بحجة محاولتها طعن مجندة اسرائيلية. وزعم الجيش الإسرائيلي أن الفتاة استشهدت نتيجة إطلاق النار عليها من قبل مجندة اسرائيلية من حرس الحدود تعرضت للطعن في يدها بصورة طفيفة. وغير بعيد من المكان استشهد الشاب فضل محمد عوض القواسمة (18 عاما) صباح السبت برصاص مستوطن في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، وأكّد شهود عيان أنّ مستوطنا أطلق سبابا وشتائم على شاب فلسطيني يمرّ في شارع الشهداء، وحاول الشاب الدفاع عن نفسه قبل أن يلاحقه المستوطن وأحد الجنود، ويطلقوا الرصاص عليه، ويحضروا سكينا، -كما كشف شريط تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي- ويلقوه الى جانب الشهيد ويمنعوا إسعافه. وأوضح الشهود أن قطعان المستوطنين حاولوا الاعتداء على الشاب بعد إطلاق الرصاص عليه. واندلعت مواجهات بعد خبر استشهاد الشاب فضل القواسمة في منطقة باب الزاوية وسط مدينة الخليل. وأفاد شهود عيان أن مواجهاتٍ هي الأعنف منذ بداية انتفاضة القدس، اندلعت في منطقة باب الزاوية بين جنود الاحتلال والشبان الفلسطينين، فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت بكثافة تجاه المواطنين. وفي القدس المحاصرة، استشهد فتى فلسطيني برصاص جنود الاحتلال الإسرائيلي صباح السبت في منطقة جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن. وادعت الشرطة الإسرائيلية أن فلسطينيًا حاول طعن عناصر الشرطة الإسرائيلية أثناء تفتيشه بالقدس فأطلقوا النار نحوه وقتلوه. وأشارت إلى أن الفتى معتز أحمد عويسات (16 عامًا) أصيب بجراح بالغة جدا، ثم استشهد على إثرها في المكان ذاته. ومساء، استشهد فلسطيني رابع برصاص قوات الاحتلال عند معبر قلنديا شمال القدس، واعتبرت المتحدثة باسم شرطة الاحتلال لوبا السمري ان الشاب أصيب بعدما حاول دون جدوى طعن عنصر من حرس الحدود الاسرائيلي ثم قتل بعدما حاول طعن عنصر آخر كان يحاول تجريده من سلاحه. وفي قطاع غزة افاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية ان اربعة فلسطينيين على الاقل أصيبوا في مواجهات مع جيش الاحتلال الاسرائيلي اندلعت أمس. حصار ولليوم الثالث على التوالي، تواصل شرطة الاحتلال حصارها المفروض على قرى وأحياء القدس، وإغلاق مداخلها بالمكعبات الإسمنتية، ووضع حواجز تفتيش عليها، إضافة إلى وضع السواتر الحديدية في الشوارع والطرقات، ضمن سياسة العقاب الجماعي ضد المقدسيين. وأغلق الاحتلال مداخل ومحاور وشوارع في قرى سلوان، العيسوية، الطور، الصوانة، صور باهر وجبل المكبر، إضافة إلى نشر حواجز وسواتر حديدية في كافة الشوارع بمدينة القدس وأسواق البلدة القديمة، عازلة بذلك شوارع القرى عن بعضها البعض. وذكر شهود عيان أن قوات الاحتلال تقوم بأعمال تفتيش مهينة للمواطنين، حيث يتم إذلالهم عبر الحواجز ونقاط التفتيش بعدما يتم إيقافهم وتحرير مخالفات للمركبات. وأشار الشهود إلى أن إجراءات الاحتلال وسياسة الإغلاق تتسبب في أزمات مرورية خانقة، وتأخير الطلبة والعمال والموظفين عن الذهاب إلى مدارسهم وأماكن أعمالهم. فضح جرائم الاحتلال من جهة أخرى، أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان فحوى ونتائج تقرير شامل أعده فريق الأورومتوسطي تحت عنوان «ما التقطته الكاميرات، القتل التعسفي الإسرائيلي ونظام العنف البنيوي. وعرض المرصد في مؤتمر صحفي عقده السبت في نادي الصحافة السويسري في جنيف والقدس المحتلة عبر «الفيديو كنفرانس» مخرجات تحقيقاته حول استخدام السلطات الإسرائيلية المفرط للقوة في التعامل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس المحتلة وقطاع غزة، إضافة إلى انتهاج القتل التعسفي باستخدامها الأعيرة النارية تجاه مدنيين أو فلسطينيين يُدَّعى أنهم قاموا بمهاجمة إسرائيليين. وقال إن أولئك الفلسطينيين لم يكونوا يشكلون خطراً حقيقياً على الجنود يستدعي قتلهم والتنكيل بهم. وقالت، دانيلا دونجيز التي تعمل في مركز جنيف الدولي للعدالة إنه «وبفضل تواجد بعض النشطاء والمارة وأقارب الضحايا في أماكن الحدث، فإن الأورومتوسطي تمكن من جمع لقطات مصورة وشهادات توثق الانتهاكات الفاضحة التي ارتكبها جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال الأسابيع الماضية في الأراضي الفلسطينية». وأضافت دونجيز «تقرير الأورومتوسطي يتحدث عن ثماني حالات كنماذج للعنف البنيوي الذي تمارسه السلطات الإسرائيلية حاليا، ضحايا هذا العنف ليسوا أرقاماً فقط، فوراء كل حادثة هناك قصة يجب أن يعرفها العالم». ووثق الأورومتوسطي في تقريره حادثة الاعتداء على الطفل أحمد مناصرة، (13 عاما)، والذي تم دهسه بسيارة قبل أن يُهاجم بالهراوات والمواسير ويمنع من تلقي أي إسعافات أولية لنحو 25 دقيقة. وادعت السلطات الإسرائيلية محاولة الطفل طعن أحد الجنود، فيما يظهر الطفل في لقطة مصورة ملقىً على الأرض ينزف ويطلب المساعدة. وعرج التقرير على مدى الاستهتار الذي مارسته قوات الشرطة الإسرائيلية بحياة المدنيين منوهاً إلى حادثة الاعتداء على إسراء عابد، (19عاما)، والتي اتهمتها السلطات الإسرائيلية بمحاولة تنفيذ عملية طعن، فيما تظهر اللقطات المصورة الفتاة في حالة من الذعر حينما أحاط بها جنود الاحتلال وأمروها بنزع حجابها، الأمر الذي رفضت تنفيذه ورفعت يديها للأعلى قبل أن يطلق عليها الجنود أربع رصاصات حية.
مشاركة :