قصف متبادل عبر حدود لبنان وإسرائيل واليونيفيل تدعو إلى وقف إطلاق النار

  • 8/6/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

القدس- مرجعيون، جنوب لبنان 6 أغسطس 2021 (شينخوا) وقع قصف متبادل عبر حدود لبنان وإسرائيل صباح اليوم (الجمعة) فيما دعت قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) جميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار. وقال مصدر أمني لبناني إن صواريخ أطلقت صباح اليوم من الأطراف الغربية لجبل الشيخ بشرق جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل، فيما أعلن (حزب الله) اللبناني إطلاق صواريخ في محيط مواقع إسرائيلية بمزارع شبعا المحتلة. وردت اسرائيل بقصف المرتفعات الغربية لجبل الشيخ وجبل سدانة وأطراف بلدتي شبعا وكفرشوبا بشرق جنوب لبنان وسط تحليق كثيف للطيران الحربي الاسرائيلي على علو منخفض في أجواء مناطق حاصبيا والعرقوب، وفقا لمصدر في مخابرات الجيش اللبناني وشهود عيان من أبناء المنطقة الحدودية. وقال المصدر لوكالة أنباء ((شينخوا))، إن قرابة 20 صاروخا أطلقت من الهضاب الغربية لمرتفعات جبل الشيخ باتجاه مزارع شبعا. ووفقا للمصدر وشهود العيان، فقد شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من داخل مزارع شبعا في حين رصدت عدة طائرات مسيرات إسرائيلية تحلق في أجواء قرى العرقوب ومرتفعات جبل الشيخ على ارتفاع متوسط. وأعلن (حزب الله) في بيان، قصف أراض مفتوحة في محيط المواقع الإسرائيلية في مزارع شبعا ردا على غارات إسرائيلية ليلة الخميس على جنوب لبنان. وجاء في البيان "عند الساعة 11:15 دقيقة من قبل ظهر اليوم ورداً على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراضٍ مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليلة الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم". في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن عناصر حزب الله أطلقوا 19 قذيفة من منطقة شمال شبعا متهما الحزب بـ"توريط" لبنان. وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في بيان، إن حزب الله أطلق الصواريخ تجاه مناطق مفتوحة عمدا، معتبرا أن الحزب "يورط لبنان". وأضاف أدرعي أن حزب الله يحاول من خلال هذه العملية "إغلاق ملفات سابقة لم يستطيع الرد عليها حتى الآن". ووفقا لأدرعي، فقد أطلق عناصر من حزب الله 19 قذيفة صاروخية من منطقة شمال شبعا سقطت 3 منها داخل لبنان ولم تجتاز الحدود كما تم اعتراض 10 قذائف بينما سقطت 6 منها في مناطق مفتوحة. وأوضح أدرعي أن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات أو أضرار. وبحسب الجيش الإسرائيلي، انطلقت صافرات الإنذار في الجولان والجليل الأعلى شمال إسرائيل في أعقاب إطلاق القذائف الصاروخية. وأظهرت مقاطع انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي محاولات منظومة "القبة الحديدية" التصدي للصواريخ. ووصف مراقبون إطلاق الصواريخ من لبنان باتجاه إسرائيل بأنه الأعنف منذ حرب عام 2006. وقالت الإذاعة العبرية العامة إن مدفعية الجيش ردت بقصف مصدر إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت في بيان أنه سيجري "خلال الساعة القريبة " مشاورات مع كل من وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أفيف كوخافي وكبار المؤسسة الأمنية. بدورها، أعلنت قوات الأمم المتحدة العاملة بجنوب لبنان (يونيفيل) في بيان، أنها رصدت إطلاق صواريخ من لبنان والرد بالمدفعية الاسرائيلية. وأكدت ان قائد اليونيفيل اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال مباشر مع الأطراف ويدعو الجميع إلى وقف النار فورا و"الحفاظ على الهدوء حتى نتمكن من بدء التحقيق" في الحوادث. وقالت ان "الوضع خطير للغاية في ظل الأعمال التصعيدية التي شهدناها من الجانبين خلال اليومين الماضيين". وأوضحت انها "تعمل بنشاط مع الأطراف عبر جميع آليات الارتباط والتنسيق الرسمية وغير الرسمية لمنع الوضع من الخروج عن نطاق السيطرة"، مشيرة إلى أنها تنسق مع الجيش اللبناني لتعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء منطقة عملياتها. وفي سياق متصل، اعترض أهالي بلدة "شويا" بشرق جنوب لبنان آلية وعناصر من حزب الله بحسب مصدر أمني لبناني. وقال المصدر لـ ((شينخوا)) انه خلال مرور مجموعة من الحزب تستقل سيارة نصف نقل مجهزة براجمة صواريخ اعترضها عشرات الأهالي بذريعة رفضهم إطلاق الصواريخ من مناطق محاذية لقرى آهلة بالسكان، مشيرا إلى أن عناصر الجيش عملت على تسوية الوضع بين الطرفين. فيما قال حزب الله إن استهدافه اليوم لمحيط المواقع الاسرائيلية في مزارع شبعا بصليات صاروخية تم من مناطق حرجية بعيدة عن المناطق السكنية حفاظا على أمن المواطنين، مشيرا الى اعتراض عدد من المواطنين للمقاومين لدى عودتهم أثناء مرورهم بمنطقة شويا في قضاء حاصبيا. وشدد الحزب على أن "المقاومة من أحرص الناس على أهلها وعدم تعريضهم لأي أذى خلال عملها المقاوم وهي التي تدفع الدماء الزكية من شبابها لتحافظ على أمن لبنان ومواطنيه". والتوتر الأمني الحاصل اليوم هو الثاني من نوعه في غضون ثلاثة أيام. وكانت إسرائيل قصفت بالمدفعية بعد ظهر أول أمس الأربعاء قرى بجنوب لبنان كما أغار طيرانها الحربي فجر الخميس على مناطق في الجنوب ردا على إطلاق صواريخ من الأراضي اللبنانية على شمال إسرائيل لم تتبناها أية جهة. وتكرر في الأشهر الأخيرة إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، وفي 13 مايو الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق ثلاثة صواريخ من الأراضي اللبنانية باتجاه البحر قبالة سواحل الجليل، دون أضرار، قبل أسبوع من الإعلان عن إطلاق أربعة صواريخ أخرى ردت عليها إسرائيل بقصف مدفعي. يأتي ذلك وسط توتر في المنطقة بعد تعرض سفينة يابانية تتبع لشركة إسرائيلية لهجوم في بحر العرب في نهاية يوليو أدى إلى مقتل اثنين من طاقمها. واتهمت إسرائيل إيران بالوقوف وراء الهجوم، فيما نفت طهران الاتهامات. وتشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل الممتدة على مسافة نحو 120 كيلومترا بين الفترة والأخرى حالات من التوتر وتبادل الاستنفارات بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي، مما يستدعي تدخل اليونيفيل للجم الوضع وإعادة الهدوء.

مشاركة :