قالت مصادر محلية في محافظة الجوف اليمنية إن التحضيرات العسكرية الخاصة ببدء معركة استعادة المحافظة من يد المتمردين أصبحت جاهزة، مع وصول تعزيزات ومعدات عسكرية وبطارية صواريخ إلى معسكرات الجيش الوطني في مأرب، التي تعد أول محافظة استعادها الجيش الوطني في إقليم سبأ، الذي يضم إلى جانبها كلاً من البيضاء والجوف. وذكر مصدر محلي في الجوف، أن معسكرات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية أصبحت على مسافة قريبة من خطوط التماس مع المتمردين من جهة الشرق، حيث لا تبعد عنهم سوى بضعة كيلومترات. وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي وقوات صالح تتمركز في معسكر اللبنات، وقاموا خلال الأيام الماضية بحشد مقاتليهم ومعداتهم العسكرية في المعسكر مع استعدادات الجيش الوطني والمقاومة لتحرير المحافظة منهم. وأكد مصدر في المقاومة أن ثلاثة معسكرات للجيش الوطني والمقاومة تتمركز بحدود المحافظة الشرقية المحاذية لمأرب، حيث يتمركز معسكر الرويك بقيادة القيادي في المقاومة الشعبية صالح الروسا، فيما يقع بجواره معسكر لقيادة محور الجوف بقيادة العميد عادل القميري، فيما ينتشر معسكر لواء النصر التابع للشيخ القبلي البارز أمين العكيمي في مديرية خب الشعف التي تعد أكبر مديريات المحافظة من حيث المساحة. وتخضع جميع المعسكرات لقيادة المنطقة السادسة بقيادة العميد الركن أمين عبد الله الوائلي قائد المنطقة، والمكلفة بقيادة معركة تحرير الجوف وعمران وصعدة، وتحيط جميع هذه المعسكرات بمواقع المتمردين في منطقة اللبنات التي تضم معسكرًا كبيرًا سيطروا عليه في يونيو (حزيران) الماضي، بعد عملية خيانة تعرضت لها المقاومة. وأكد المصدر أن المعركة ستبدأ في أي لحظة، وأن جميع جنود ومقاتلي الجيش الوطني والمقاومة في حالة استعداد للبدء بالزحف نحو مركز المحافظة في مديرية الحزم، حيث يقع فيها المجمع الحكومي. ويرى مراقبون أن تحرير محافظة الجوف سيكون هدفًا استراتيجيًا للقوات المشتركة لتشكيل طوق هلالي حول العاصمة صنعاء وفصلها عن معقل الحوثيين في صعدة، التي أعلنتها منطقة عسكرية مع بدء عمليات عاصفة الحزم في 26 مارس (آذار) الماضي. وأوضحوا أن استعادة الجوف ستمكّن قوات التحالف من السيطرة على خطوط الإمداد للمتمردين بين صنعاء وصعدة، حيث نقلت الميليشيات الحوثية وصالح أغلب العتاد العسكري الذي نهبته من معسكرات عمران وصنعاء إلى معقلها. وتبعد الجوف عن العاصمة صنعاء مسافة 143 كلم، وتضم 12 مديرية، تتركز أغلبها في جنوب وغرب المحافظة، وتتصل المحافظة بمحافظة صعدة من الشمال، ومن الشرق صحراء الربع الخالي، ومن الجنوب أجزاء من محافظتي مأرب وصنعاء من الجنوب، ومحافظتي عمران وصعدة من الغرب. وفي السياق نفسه، أقيم صباح أمس عرض عسكري بمعسكر صحن الجن في محافظة مأرب احتفالاً بأعياد الثورة اليمنية 26 سبتمبر (أيلول) و14 أكتوبر (تشرين الأول)، بمشاركة وحدات رمزية من الجيش والشرطة والأمن الخاص وقوات النجدة، بحضور المحافظ الشيخ سلطان العرادة واللواء الركن عبد الرب الشدادي قائد المنطقة العسكرية الثالثة، وقادة الألوية والمعسكرات في المحافظة، وعدد من وكلاء المحافظة وأعضاء السلطة المحلية. وأوضح العرادة في كلمته بالمناسبة، أن التناغم بين السلطة المحلية والمواطنين كان السبب في صمود مأرب وانتصارها، وهو الأمر الذي شجع أبناء المحافظات الأخرى على نجدة مأرب والتضحية لنصرتهم والبلد ككل، معتبرًا أن مواجهة «أدعياء الحق الإلهي جزء لا يتجزأ من مبادئ ثورتي سبتمبر وأكتوبر». ودعا أبناء مأرب إلى التعاون مع السلطة المحلية لخوض المعركة الأهم «معركة التنمية الشاملة بالمحافظة في ظل اليمن الاتحادي»، بعد إبعاد خطر ميليشيا الحوثي وصالح عن المحافظة.
مشاركة :