شعرنا جميعاً بالفخر يملأ وجداننا بعد أن حصدنا 6 جوائز فى طوكيو، بينها ثلاث لفتيات مصريات، هذا هو ما يطيل أعناقنا، البطلات فريال وهداية وجيانا، ما أروع أن يشهد العالم كله بتفوق الفتاة المصرية. وفى عز الفرحة وجدنا أن هناك من يبحث عن شىء آخر لا علاقة له بالإنجاز الرياضى التاريخى، يستوقفه اقتران الانتصار بالحجاب، بعد أن تمعن في الصور، تلك هي قناعتهن نحترمها تماماً، لكننا فى نفس الوقت موقنون والفتيات أيضاً موقنات أن الميداليات الثلاث لم يحققها الحجاب، ولكنه التدريب الجاد والمثابرة والإرادة التى تكلل دائما فى نهاية المطاف بتوفيق من الله عز وجل. هناك من لا يريد أن نفرح ونسعد بفوز مستحق صنعته بنات مصريات أحببن الوطن، فصرن فخراً وزهواً للوطن، تلك هى الحكاية وهذا هو الموضوع. يجب أن نسقط من حياتنا من يريد تقسيم المجتمع إلى امرأة محجبة وأخرى لا ترتدى الحجاب، ينعتها البعض بالسافرة، ولا أرتاح أو أهضم هذا التوصيف، برغم صحته اللغوية، ولكن أذنى لا ترتاح له، الحرية للجميع مثلما مصر للجميع، عندما يقام حفل غنائى أرفض تماما من يفكر أن يضع يافطة ممنوع دخول غير المحجبات، مثلما أرفض وبنفس القدر لو أن هناك من يرفع شعار ممنوع دخول المحجبات، التطرف واحد فى الحالتين والحكم جائر فى الحالتين، الحجاب ليس هوية ولا يعبر عنها،ولكنه ملمح وإطار خارجي يراه البعض ضرورياً وحتمياً ويراه آخرون يخضع لحرية الاختيار، فهو لي فرض عين على المرأة، ودليلنا أن أمهاتنا وجداتنا لم ترتدين الحجاب، وأغلب زوجات وبنات شيوخ جامع الأزهر حتى السبعينيات لم ترتدين حجابا، فهو إذن ليس هو صلب الدين، ورغم ذلك لا أدين من يرى العكس، على شرط أن يفرض رؤيته على نفسه فقط. ما هو مرفوض هو الاستثمار لأي إطار شكلس هنا أو هناك ومنحه أبعاداً أخرى، نساء مصر بنسبة تقترب من 80 فى المائة محجبات- وتلك مجرد قراءة خاصة لا تستند إلى إحصائيات رقمية- إطلالة سريعة على الشارع، وبالتالى فإن من البدهى لو كنت مثلا بصدد البحث عن عدد المتفوقات رقمياً في الجامعة أو الثانوية العامة أو الألعاب الرياضية سنجد أن نفس النسبة تقريبا تتحقق أيضاً. هذا هو المنطق الذي يفرضه الرقم، وهو محايد لا يحمل أي ظلال أخرى، والسؤال: هل للحجاب دور في التفوق؟ إجابتى أكيد لا، إنه مجرد زي، اختارته الفتاة أو أسرتها ورحب به قطاع عريض من المجتمع، ماذا لو كان السؤال عكسياً عن عدد الفتيات اللاتي أخفقن فى الدراسة وتعددت مرات رسوبهن أو تمت إدانتهن قضائياً؟ لو تكررت النسبة واكتشفت أن 80 في المائة منهن بالحجاب، هل يجوز لأحد انتقاد الحجاب، مرفوض قطعاً تلك القراءة المتعسفة. خلط الديني بالدنيوي هو المأزق الذى نعيش تحت سطوته، والذى ازدادت ضراوته فى العقود الثلاثة الأخيرة، وهكذا وجدنا من يقول إن الفن حلال لأن الشيخ الشعراوى أقر بذلك، أو أن (الفاكسين) حلال لأن المفتى أعلن ذلك، المرجعية فى الحالتين هى الدين، بينما نحن أعلم بشؤون دنيانا، كما يقول صحيح الدين. فتيات مصريات مبهرات أنعشن وأسعدن وجداننا منحننا إحساسا بالزهو والفخر، هذا فقط يكفي وزيادة، الحجاب ليس موضوعنا!! المقال: نقلاً عن (المصري اليوم).
مشاركة :