المتقاعد .. الحاضر الغائب ؛ الميت الحي !

  • 8/9/2021
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نترغب دوما متى يأتي وقت التقاعد حتى نطوي صفحة “الوظيفة” الروتين الذي دمر حياتنا هكذا نعتقد وهكذا نتصور بفارق الصبر متى ومتى نحال و نرحل إلى عالم جديد عالم الحرية ونبدأ من جديد حياة الراحة والاستقرار. بلا تحكم وتسلط من رئيس .. بلا سجن تحت سقف العمل ومكاتبه .. بلا متاعب ومشاكل الوظيفة وأنظمتها .. اليوم توقف “قطار العمل” ليس بإرادتنا بل وصلنا “حدود الستون” ونزلنا من عرباته ورمينا كل شي يربطنا به وضعنا أقدامنا على أرض الحرية ، لا دوام ، لا نفسيات زملاء ، لا ارتباط بمعاملات ، لا قيود ولا مراجعين بعد اليوم تعكر مزاجنا. خرجنا ولن نعود إلى تلك الوظيفة التي سلبت بين طياتها شبابنا وسرقت أحلى أيامنا ، تركنا خلفنا أشياء وأشياء منها الحلو ومنها المر ، قابلنا من خلالها حالات أشخاص بالاسم وأشخاص تحترم ورؤساء طيبين ومثلهم مكاتب علاقات يدار فيه مصالحهم الخاصه. ” ماعلينا ” طوينا تلك الصفحات ونزعناها من الذاكرة ، نحن اليوم نفتح صفحة جديدة في كتاب التقاعد المهتري الذي يحتاج إلى مكتبة وطنية تحفظ ماتبقى من أوراقه المتهالكه. لا مؤسسات جاده تهتم بالمتقاعدين بشكل كامل ، لا جهات تقدم خدمات جليلة ترقى بخدمتهم وتساعدهم ، لا مستشفيات ترحب بهم وتقدم لهم الخدمات الطبية الخاصه ذات الأولوية مراعاة لكبر سنهم ، لا نوادي تهتم بصحتهم ورعايتهم ومتابعتهم ، لا نوافذ خاصه للمتقاعدين في معظم مباني الجهات الحكومية تميزهم عن غيرهم وتسهل اجراءاتهم أينما وجدوا .. فالبعض يقدم مالديه ولكن ليس بالشكل المطلوب. خدمنا .. وقدمنا .. الكثير واليوم على عتبات الرحيل وما تبقى من أعمارنا إلا القليل فهل تحسنوا البر بالمتقاعدين. بدل الشكر والعرفان .. سحب “التأمين الطبي” من المتقاعد وأهله والذي بأمس الحاجة إليه اليوم أكثر من الأمس. يستقطع راتبه بعد وفاته .. هذا شكر آخر وعرفان للجميل بخدمته الطويلة ليصل الاستقطاع إلى النصف او الربع من الراتب والمتبقي يوزع على الورثة وهذا فيه ظلم تعسفي في حقوق الورثة بعدما قدم شبابه في خدمة ذلك القطاع وقد اعتادوا ذويه على رتم معين في مواكبة الحياة المعيشية وارتفاع الاسعار. فهل هناك مراجعة لإجراءات وسياسات مؤسسة التقاعد والتأمينات الاجتماعية لإيجاد حلول مرضية لحفظ ماء الوجه .. أم تنتظرون الترحم على قبورهم. The post المتقاعد .. الحاضر الغائب ؛ الميت الحي ! first appeared on صحيفة الأحساء نيوز .

مشاركة :