تحقيق إخباري : شاب سوري يجذب الناس لأكلة الفلافل الشعبية بنكهة خاصة وبأسلوب مرح

  • 8/10/2021
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ما أن يمر أي شخص كبير كان أم صغير من شارع قنوات في مدينة السويداء ( جنوب سوريا )، حتى يتلقاك شاب سوري مفتول الذراعين ومعه قرص أو قرصين من الفلافل، وبابتسامة فرحة يقول لك " تفضل وتذوق فلافل أحلى زلمي (رجل) " ، وبعد أن تتذوق تلك الطعمة الشهية لتلك الأكلة الشعبية أما أن تسارع لشراء سندويتش فلال أو تكتفي بتلك الأقراص التي قدمها لك ذلك الشاب الذي يطلق عليه الناس اسم " أبو جبل " . وعلى قارعة الطريق يقف الشاب هيثم السقعان البالغ من العمر (35 عاما) من سكان مدينة السويداء ، ذات الغالبية من المسلمين الموحدين الدروز ، ضمن محل صغير مصنوع من الحديد والزجاج والمزين بعبارات تدل على ما يقدمه هذا الشاب من مأكولات شعبية معروفة لدى غالبية السوريين ، ويصدح بصوت عال " تفضلوا .. أهلا أحلى شباب .. فلافل أحلى زلمي شهية وطيبة " ليجذب الناس له بطريقة حلوة باتت مألوفة من قبل جميع المارة في ذلك الحي . ولم تعد هذه الأكلة حكرا على الفقراء لأنها أكلة شعبية ، بل تمكن هذا الشاب من أن يجذب اليه الناس الميسورة الحال ، ويقفون أمام محله الصغير ليأكلون الفلافل التي تتمتع بنكهة خاصة على حد قول الناس التي تذوقت تلك الأكلة الشعبية الواسعة الانتشار . وقال الشاب السوري السقعان ، وهو يقلي أقراص الفلافل بطريقة بهلوانية وملفتة للأنظار وتسقط في وعاء كبير مملوء بالزيت ، لوكالة أنباء (شينخوا) " بدأت العمل منذ خمس سنوات تقريبا بمحل صغير على قارعة الطريق ، واستطعت خلال فترة زمنية قليلة أن الفت أنظار الناس لتلك الأكلة التي تنتشر بكثرة في عموم سوريا ، وفي السويداء خصوصا ، وتمكنت من أن أصبح حجر أساس في هذا الشارع والكل يعرفني ويعرف أسلوبي وطريقتي في تقديم الفلافل للناس " . وأضاف السقعان هذا المشروع موجه لعامة الناس الغني والفقير وكل عابر سبيل يستطيع أن يأكل من عندي وأي شخص حتى وإن لم يكن يملك نقودا ، لافتا إلى أنه يقدم أقراص الفلافل لكل الناس ، دون تمييز بين كبير أوصغير وبطريقة لا تخلو من الدعابة والفرح . وأوضح " أبو جبل " كما يحب أن يناديه الناس ، أنه منذ الصباح الباكر يبدأ عمله من خلال تجهيز عجينة الفلافل المكونة من الحمص المنقوع لعدة ساعات ، وطحنه وإضافة البهارات الخاصة به ، ومن ثم يقوم بقلي الفلافل عبر آلة صغيرة يمسكها بيده وبيده الأخرى يضع عجينة الفلافل وبعد ذلك توضع في الزيت الساخن جدا وبعد أن تنضج وتصبح لونها ذهبي يقوم بإخراجها من الزيت ووضعها في وعاء مثقب كي يخرج منها الزيت وبعدها يقوم بتقديمها للناس وهي ساخنة ، بعد أن يرش عليها قليل من السماق الذي يعطيها طعمة خاصة . وأشار " أبو جبل " إلى أن أصحاب السيارات العامة وأصحاب المحلات التجارية عندما يشموا رائحة الفلافل يبدأون بطلب أم أقراص فلافل أو سندويتشات ، مؤكدا أن هذا العمل يحبه كثيرا ولهذا اتفنن بتقديمه للناس ، مبينا أن هذا الأمر أكسبه شهرة واسعة على مساحة مدينة السويداء ، وبات معروفا لكل الناس . وقال " أبو جبل " إن محبة الناس ومحبتهم لما أقدمه من طعام هي رأسمالي بهذه الحياة " ، مكررا قائلا " معك مصاري"نقود" ، ما معك مصاري أهلا وسهلا على حسابي ، المهم الناس تكون مبسوطة والكل راض، هذا ما أطلبه وأطمح أن أصل إليه . وبين" أبو جبل " ان هذا المحل يؤمن عمل لسبع عائلات تقريبا ، وهؤلاء يعملون معه من خلال مساعدته في تجهيز عجينة الفلافل مسبقا في المنزل وتحضير المخللات وكذلك تقطيع البندورة والخضار التي تضاف إلى سندويتش الفلافل ، مؤكدا أن العمل يشكل له راحة نفسية خاصة عندما يأكل الناس ويتلذذون بطعم الفلافل أو" الطعمية " كما تسمى مصر . وأضاف أبو جبل ، وصوته يصدح ويده تلوح بالأعلى ينادي للناس أن يأكلوا أقراص الفلافل،مشيرا إلى أنه إذا رسمت ابتسامة على وجه إنسان في هذه الظروف الصعبة التي تعيشها سوريا ، فهذا "انجاز عظيم" ، مؤكدا أن ظروف الناس باتت صعبة وعلى الكل أن يشعر بحالة الناس التي باتت تشتهي أي شيء وخاصة الأطفال . وفجأة يمسك أبو جبل أقراص الفلافل ويخرج مسرعا إلى باص كبير، ويقول " تفضل هذه فلافل أحلى زلمي " ليشكره صاحب الباص الكبير والركاب بداخله وعبارات الثناء تنهال عليه وعلى سخائه في هذه الأوقات والظروف المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار . وقال الشاب علي عريج (42 عاما)، وهو صاحب محل تجاري في مدينة السويداء وقريب من محل الشاب أبو جبل، إن " أبو جبل نفسه طيبة لهذا أكله طيب، إضافة إلى أنه يحب مهنته ويتقنها"، مؤكدا أن مصلحته تحتاج إلى شيء من الكرم وهذا الشيء أكسبه سمعة طيبة " . وتابع يقول إن السندويتش الذي يعده من الفلافل مميز ، وأنا من الأشخاص الذين يأكلون بشكل مستمر من عند أبو جبل ، لأن عمله متقن ونظيف ، ويقدم الفلافل التي تعد الأكلة الشعبية بأسلوب ملفت للانتباه ويقدم الفلافل مجانا للناس كي تتذوقه . وأكد أن أبو جبل يعمل بجد ونشاط وإلى ساعات متأخرة من الليل ، ويبقى مبتسما دائما لكل الناس ، ولا يمل من تقديم الفلافل للناس. وبدروه أثنى الشاب لؤي الجباعي أحد الزبائن الذين حضروا لتناول سندويتش الفلافل من عند أبو جبل ، على عمل وأداء الشاب أبو جبل ولنكهة الفلافل التي يقدمها للناس . وقال لـ (شينخوا) عندما أمر من طريق قنوات ، حيث يتمركز أبو جبل منذ عدة سنوات ، لابد وأن اتذوق فلافل أحلى زلمي التي تقدم للناس من نفس طيبة ممزوجة بابتسامة تدل على كرم وسخاء هذا الشاب " ، مؤكد أن غالبية أهل السويداء اعتادت على فلافل أبو جبل وعلى أسلوبه في تقديم الفلافل للناس ، مبينا أن صوته العالي يطرب الناس وهو يقول " تفضلوا تضيفوا أحلى فلافل من عند أحلى زلمي "، دلالة على كرمه وطيب نفسه. وأشار الجباعي إلى أن أبو جبل يقدم يوم الجمعة " فطيرة الفلافل وهذا شيء جديد، لم نألفه من قبل ، بنكهة خاصة ولذيذة "، مؤكدا أن محل أبو جبل " هو لعامة الناس وللفقير وللغني يقدم الفلافل مجانا " . في زاوية أخرى وقفت الشابه سناء (23 عاما) تننظر أن يصنع أبو جبل لها عدة سندويتشات من الفلافل ، بعد أن قدم لها قرصين من الفلافل الساخنة ، ومعبرة عن أعجابها بهذا العمل البسيط الذي يجذب الناس بلمح البصر . وقالت سناء " إن هذا المحل الصغير بحجمه استطاع أن يلفت أنظار أهل مدينة السويداء اليه ، من خلال طريقته في جذب الزبون عبر تقديم أقراص الفلافل للناس ، وحتى وإن لم تكن تريد الشراء ، وتمكن من أن يصبح أيقونة على طريق قنوات المعروف لدى أهل المدينة " . وأضافت تقول ، " كل فترة أمر من هنا مع أصدقائي ونأكل السندويتشات فلافل من عند ( أحلى زلمي ) لما لها من نكهة خاصة ومميزة ، إضافة لنظافة الطعام الذي يقدمه وهذا أمر مهم بالنسبة لنا " . وكتب أبو جبل على واجهة محله عبارة " إن كانت كورونا بعدتنا فلافل أحلى زلمي بتحمينا " ، من باب الدعابة ولفت الانتباه ، خاصة وأن العالم كله ، بات مرعوبا من هذا الفيروس الذي حصد ارواحا كثيرة خلال عامين تقريبا .

مشاركة :