نعى اتحاد كتاب وأدباء الإمارات الكاتب والروائي العربي الكبير جمال الغيطاني، وقال في بيان أصدره فور تلقيه النبأ: خسارة موجعة لنا جميعاً رحيل رمز من رموز الإبداع العربي وقامة من قاماته هو الكاتب والروائي الكبير جمال الغيطاني، فتجربة الغيطاني كانت استثنائية في كل المقاييس، وعلى مختلف المستويات، سرداً بديعاً، وفكراً نيراً، وعملاً إعلامياً مشهوداً له بالموضوعية والرصانة، وحضوراً ثقافياً له ثقله ووزنه، واليوم يغيب الغيطاني بجسده، فنشعر بمرارة الفقد، لكننا نعزي أنفسنا بتراثه الحي المتجدد الذي أغنى المكتبة العربية، بما فتحه أمامها من آفاق، لا سيما في مجال الرواية التي يعد أحد عمالقتها الكبار جنباً إلى جنب مع أستاذه وابن وطنه مصر، نجيب محفوظ. وقال بيان الاتحاد: لم يكن الغيطاني مبدعاً عادياً، بل يمكن القول بكل طمأنينة إنه استثناء في التجربة الأدبية العربية المعاصرة، والاستثناء قيمة بذاتها، لأنه يعني الفرادة والخصوصية، ثم جاء الجمال، والحس الإنساني المرهف، وعمق الرؤية، والموقف الصلب، ليكون كل ذلك قيمة مضافة، وليعطي للتجربة بعداً آخر لا تنفصل فيه مشاعر الفخر والإعجاب لحظة التأمل فيها عن مشاعر الألم لحظة رحيل صاحبها. وأضاف الاتحاد: إن رحيل الكبار مؤلم على الدوام، لكن الكبار يعرفون كيف يقلبون المعادلة، فيتحول الغياب حضوراً بما يتركونه من بصمات عميقة راسخة، ليكونوا في صلب الحياة، يضفون عليها معنى إثر معنى، وقيمة إثر قيمة، وهذا شأن الغيطاني، فهو لم يكن مجرد كاتب، والكتاب كثر، ولم يكن مجرد مثقف، والمثقفون كثر، بل كان شخصاً ملهماً، ورائداً حقيقياً، وعلامة فارقة جديرة بأن تقتفى ويستفاد منها على الدوام. وذكّر الاتحاد بعلاقات الصداقة والأخوة التي جمعت الراحل بدولة الإمارات العربية المتحدة وكتابها ومثقفيها في كثير من المناسبات، سواء أكانت في الإمارات أو في مصر، حيث ظلت هذه العلاقات مستمرة على مدى عقود، ما يجعل إحساسنا بفقده مضاعفاً، كما لو أن الأسرة فقدت أحد أعضائها. وختم البيان بالدعاء للراحل الكبير بالرحمة والمغفرة، ولآله ومحبيه وأصدقائه في مصر والوطن العربي والعالم بالصبر والسلوان. من جانب آخر أرسل حبيب الصايغ رئيس مجلس إدارة الاتحاد، برقيتي تعزية إلى كل من محمد سلماوي الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، والدكتور علاء عبد الهادي رئيس اتحاد كتاب مصر بوفاة الكاتب والروائي العربي الكبير جمال الغيطاني. وجاء في البرقيتين: تلقينا في كثير من الحزن والألم نبأ وفاة الكاتب والروائي الكبير جمال الغيطاني الذي كان واحداً من أهم مبدعي جيله، وأكثرهم عطاء، وأخلصهم إيماناً برسالة الأدب وقيمها، لقد آلمنا رحيله في زمن صعب عزت فيه الكلمة العذبة الجميلة، فلم تعد تسمع إلا من شفاه وأقلام قلة قليلة من المبدعين الحقيقيين، لكننا على ثقة من أن هذه الكلمة ستعلو قريباً، وأن تجربة كتجربة الغيطاني ليست غرساً في الهواء، فلها جذورها الضاربة في العمق، وسيكون ثمة جيل آخر على قدر المسؤولية في إكمال رسالة الإبداع النبيل التي بدأها. خالص تعازينا لكم ولآله ولجميع محبيه، ودعاؤنا الصادق له بالرحمة والمغفرة، إنا لله وإنا إليه راجعون.
مشاركة :