مع غروب شمس يوم الأحد ١٤٤٢/١٢/٢٩هـ-٢٠٢١/٨/٨م رحلت إلى بارئها روح أخ عزيز وصديق غال ونسيب كريم بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض. إنه سعادة الأستاذ الرائع والمعلم القدير مريع بن علي أبومقاير الشهراني. كنت في زيارته بالعناية المركزة في تمام الساعة الثانية والنصف مساءً من اليوم ذاته وهو في وضع صحي حرج تحت أجهزة التنفس الصناعي وقد توقفت بعض الأعضاء لديه عن أداء مهامها ووظائفها. حيث أوضح لنا الاستشاري المختص بأنه يمر بحالة خطيرة تحت رحمة الله سبحانه وتعالى. وبمجرد مغادرتنا لوحدة العناية المركزة بساعة ونصف تقريباً تم إبلاغنا بوفاته رحمه الله. ولقد كان لوفاته وقع نفسي مؤثر تلعثمت من خلاله الكلمات وتعطلت لغة المشاعر وذرفت العين دموعها وحارت الأقدام في مكانها أصحيح هذا الخبر؟ إلا أن قيم الرضا بالقضاء والقدر واليقين بحكم الله أعادت الأمور إلى نصابها (كل نفس ذائقة الموت). لقد كان الأستاذ مريع الذي ولد ونشأ وترعرع في قرية غيثان آل عجير بتندحة في أحضان أسرة رائعة ومباركة وبين جماعته من آل عجير أهل القيم الجميلة والمثل الرائعة والأعراف النبيلة. تخرج من كلية الشريعة وأصول الدين/فرع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأبها وحصل على البكالوريوس والتحق بالتعليم معلماً في مدرسة طارق بن زياد بنعمان في محافظة خميس مشيط وقضى بها ما يقرب من عشر سنوات، انتقل بعدها إلى المتوسطة الثالثة بخميس مشيط لعدة سنوات ثم انتقل إلى ثانوية الخميس الأولى وختم حياته التعليمية وكيلاً لمتوسطة ابن ماجه بالخميس وبعدها انتهت خدمته النظامية. تخرج على يديه عدد كبير من الطلاب في مراحل التعليم المختلفة وهم الآن يسهمون في مسيرة التنمية في الوطن الغالي في مختلف القطاعات. لقد كان الأستاذ مريع رحمه الله معلماً للتربية الإسلامية وتميز في أداء مهامه التدريسية بكل إخلاص وتفانٍ. وقد عُرف عنه تميزه وتفرده في تدريس المواريث والفرائض لطلاب المرحلة الثانوية بشهادة مشرفي التربية الإسلامية ومعلميها. حيث كان بعض المعلمين يحضرون معه بعض الحصص التي يقوم بتدريسها للاستفادة من خبراته الجيدة وطريقته المتميزة في تدريس المواريث. وأكد بعض طلابه أنهم أتقنوا فهم هذا الموضوع من خلال تدريس الأستاذ مريع غفر الله له. ولقد اتصف رحمه الله بشخصية رائعة يزينها حسن الخلق وطلاقة المحيا وروعة الابتسامة وإشراقة الوجه والتعامل الخلاق مع جميع المحيطين به سواءً داخل أسرته أو بين زملائه وأصدقائه وجماعته وطلابه. لقد كان إنساناً رائعاً ديناً وعلماً وخلقاً ونبلاً وشهامة وعطاءً.بسيطاً في تعامله من غير تكلف وفياً في كل المواقف ومتحدثاً لبقاً في المجالس و محباً للعمل الخيري والتطوعي ومساعدة المحتاجين وجبر الخواطر وإدخال السرور على الآخرين. كما كان رحمه الله محباً لاصلاح ذات البين وباراً بوالديه ومتابعاً لأحوال أسرته. بفقده فقد أخاً كريماً ورجلاً شهماً وصديقاً وفياً ونسيباً رائعاً افتخر بأنه خال أولادي رحمه الله وغفر الله وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وأحسن عزاءنا وعزاء أهله وزوجته وأبناءه ووطنه وطلابه وزملاءه ومحبيه.
مشاركة :