تحتضن سوق الألعاب الالكترونية العربية حوالي 336 مليون لاعب في هذا الفضاء المتنامي، وتقدر قيمة سوق الألعاب الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكثر من 4 مليارات دولار أمريكي، ما يجعلها أحد أهم أسواق الألعاب والأسرع نموًا في العالم. إن سوقا واعدا بهذا الحجم بات يشكل رقماً صعباً لا يمكن للمطورين في أنحاء العالم تجاهله ببساطة، على رأس هؤلاء تأتي الشركات الكورية التي أصبحت قطبا مهيمنا في سوق الألعاب العالمية. هنا تحديدا يأتي دور البحرين لتكون البوابة المثلى أمام الشركات الكورية للدخول إلى منطقة دول مجلس التعاون الخليجي والانطلاق بها إلى آفاق أبعد، فالبحرين تحظى بالعديد من نقاط القوة والعوامل التي ترجح موقعها كوجهة لهذا القطاع الصاعد، ولعل من بين هذه العوامل ما تنعم به البحرين من اقتصاد متطور وسوق رقمي ناضج، بالإضافة إلى المجتمع التواق لكل ما هو جديد، والبنية التحتية الرقمية المتقدمة، والقوى العاملة العالية المهارة، وهو ما يعزز موقع مملكة البحرين ليجعلها بوابة جاذبة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها. ولعل ما ينبئ عن نضوج سوق البحرين للعب هذا الدور هو ما تحظى به من حصيلة مميزة من شركات الألعاب الالكترونية الراسخة ومجتمع قوي من اللاعبين المحليين واهتمام شعبي لافت بأحدث منتجات التكنولوجيا العالمية، منها الألعاب الالكترونية. وقد ارتأينا من خلال هذا الملحق أن نتطرق إلى العديد من الشهادات ووجهات النظر التي تتناول واقع البيئة الداعمة والمواتية لاحتضان شركات وصناعات الألعاب والرياضات الالكترونية في البحرين. سارة إسحاق حسن: ستبلغ قيمة سوق الألعاب الإلكترونية في المنطقة 6 مليارات دولار أمريكي بنهاية 2021. فبحسب سارة إسحاق حسن الوكيل المساعد للدعم والمبادرات بوزارة الشباب والرياضة، فإن البحرين برزت كمركز إقليمي للألعاب الالكترونية وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، مشفوعا بسعي المملكة الدائم إلى تنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط. وأضافت: «أدى التركيز على رعاية الشركات الناشئة، والتنظيم المتقدم والمواتي للتكنولوجيا، والشراكات الذكية بين القطاعين العام والخاص مع مزودي البنية التحتية الرقمية العالمية، إلى خلق بيئة داعمة ومتصلة للغاية تتيح لمطوري الألعاب الالكترونية أن يزدهروا وأن يختبروا إمكانياتهم»، مشيرة في هذا الصدد إلى بعض فعاليات الرياضة الالكترونية التي استضافتها البحرين مؤخرًا، بما في ذلك IGN Convention و DreamLand Expo والنهائي العالمي لسلسلة BLAST Pro من Counter-Strike. وتؤكد الوكيل المساعد للدعم والمبادرات بوزارة الشباب والرياضة أنه في عالم اليوم المعولم واللامركزي أصبحت الأسواق غير المستغلة نادرة حقًا، لذلك لا ينبغي التقليل من فرصة الاستفادة من إمكانيات سوق وقطاع الألعاب الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تشير إلى أن مجتمع الألعاب الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ينمو حاليًا بنسبة 25% على أساس سنوي، وهو أسرع مجتمع ألعاب الكترونية نموًا في العالم. ووفقًا لورقة حديثة قدمتها Tencent و Pubg Mobileفإنه ستبلغ قيمة سوق الألعاب الالكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا حوالي 6 مليارات دولار بحلول نهاية عام 2021. ويمكن اعتبار هذه الأرقام الآن متحفظة في أحسن الأحوال، إذ أثار الإغلاق بفعل الجائحة طفرة في الألعاب الإقليمية فتضاعف بث Twitch باللغة العربية خلال شهري مارس وأبريل. وفيما يتعلق بالتجارب الناجحة في قطاع سوق الألعاب الالكترونية تأتي تجربة منظمي فعاليات BLAST Pro Series وBLAST Premier في الصدارة لترسم في حد ذاتها معالم قصة نجاح لمجتمع الألعاب الالكترونية في البحرين، حيث أوضح روبي دويك الرئيس التنفيذي لسلسلة BLAST Pro قائلاً: «تحظى البحرين بالعديد من الموارد والإمكانيات التي تعزز من موقعها على صعيد الرياضات الالكترونية، لعل من بينها البيئة المشجعة لهذا المجال إلى جانب البنية التحتية المتقدمة والدعم الحكومي. يعزز هذا بروز لاعبين وجمهور واسع من محبي الرياضات الالكترونية، يضاف إليها البنية التحتية التي أنشأتها البحرين والتي تسهم في دعم المزيد من الرياضات الإلكترونية ومشاريع الألعاب الممتعة في المستقبل». وتعتبر قوانين حماية البيانات والولاية القضائية للبيانات في البحرين وأطرها التنظيمية الذكية بعض التطورات التي تحافظ على خلق البيئة المواتية للأعمال التجارية في المجال الرقمي، وذلك في الوقت الذي تكافح فيه مجتمعات الألعاب الالكترونية في الأسواق الأخرى الأكثر رسوخًا في بعض الأحيان من أجل مواكبة التطور بسرعة بسبب الأنظمة الصارمة. وحول جاهزية مملكة البحرين في مجال الألعاب الالكترونية قال مصعب عبدالله المدير التنفيذي لإدارة تطوير الاستثمار بمجلس التنمية الاقتصادية: شرعت مملكة البحرين في تعزيز نموها الاقتصادي وتبني سياسة التنويع الاقتصادي منذ مرحلة مبكرة، ونتوقع أن يكون هنالك دور للعديد من القطاعات في دعم هذا الاتجاه، التي من بينها قطاعات مرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة من بينها قطاع الترفيه الرقمي المتنامي كالألعاب والرياضات الالكترونية، ومن شأن هذا القطاع أن يسهم في خلق فرص وظيفية في السوق المحلية، حيث إن دعم وتنمية هذا القطاع وغيره من قطاعات تواكب التكنولوجية العالمية الحديثة يلتقي بشكل مباشر مع الرؤية الاقتصادية التي تهدف إلى جعل المملكة صاحبة اقتصاد رقمي رائد. وأضاف مصعب عبدالله قائلاً: هناك العديد من الفرص المتاحة في مجال الألعاب والرياضات الالكترونية في مملكة البحرين التي تتميز بوجود بيئة داعمة ومواتية لهذا المجال من خلال ما تتميز به من تشريعات مبتكرة وتوافر الدافع في التطوير الإبداعي، إلى جانب السكان المتمرسين في مجال التكنولوجيا، ومن ثم ليس من المستغرب أن نرى مجتمعاً قويًا في البحرين يشق له طريقًا صاعداً في مجال الألعاب على مستوى الخليج، حيث ستجد قطاعات الأعمال الإقليمية والعالمية ضالتها للوصول إلى جماهيرها المستهدفة في البحرين؛ وذلك بفضل تضافر الدعم والتعاون بين القطاعين الخاص والعام. كما ذكر المدير التنفيذي لإدارة تطوير الاستثمار بمجلس التنمية الاقتصادية: لا يزال سوق المحتوى العربي يمثل فرصة هائلة لم تتم الاستفادة منها على النحو الأمثل رغم كون اللغة العربية هي اللغة الخامسة الأكثر استخدامًا في جميع أنحاء العالم، إلا أن المحتوى العربي عبر الإنترنت لا يمثل سوى 3% فقط بين اللغات الأخرى، ومن ثم فالبحرين مهيأة لأن تكون الوجهة المثلي للاستفادة من هذه الفرص والدخول إلى أسواق الألعاب الالكترونية في المنطقة. وفيما يتعلق بمستقبل البحرين كوجهة لصناعات الألعاب الالكترونية يشير قطب داداباي رئيس مجلس إدارة Total Esports بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «مينا» إلى الدور الرئيسي الذي يلعبه «تمكين» في رعاية الشركات الناشئة ومساعدتها على الازدهار، ويتحدث قائلاً: «تعتبر السنوات الأربع الأولى حاسمة في حياة الأعمال التجارية حيث تتطلب الكثير من الجهد والدعم، وقد طور (تمكين) مجموعة من البرامج التي توفر الدعم الذي تحتاج إليه الشركات الناشئة لتطوير أعمالها وتنميتها، كما أن وزارة الشباب والرياضة داعمة للغاية في تشجيع الألعاب والرياضات الالكترونية كأسلوب حياة وخيار مهني جاد للشباب». وفي الوقت نفسه فإن نجاح شركة Piercer Esports التي تم إطلاقها مؤخرًا هو شهادة تعزز من موقع البحرين كوجهة تتيح بيئة داعمة ممتازة لمساعدة الشركات الناشئة على الازدهار في هذا السوق، وحول ذلك يقول رامي جمال الرئيس التنفيذي للشركة: «لقد أصبحنا فريق الرياضات الإلكترونية المستقل الأسرع نموًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إن لم نكن بالفعل من بين أفضل خمسة فرق في المنطقة فيما حصدناه من جوائز في عام 2021 وذلك بعد أشهر فقط من انطلاقتنا، كان آخرها ما حققناه من إنجاز عبر الفوز ببطولة Legion Gaming Festival في يونيو». ويضيف جمال قائلاً: لقد انعكس نمونا السريع في الرياضات الإلكترونية على نشاطنا على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث ازدادت عدد مرات الظهور والمتابعين بنسبة 150%، وحققت مقاطع الفيديو الخاصة بنا مئات الآلاف من المشاهدات. كما أننا مع مجيء الربع الثالث من عام 2021 نخطط للتوقيع على عقد مع صانعي محتوى جدد وصناع عملية البث إلى جانب فريق ثان، حيث إننا بالمواكبة مع إطلاق برنامج النجوم الصاعدة فإننا نهدف إلى دعم الترويج للبحرين كمركز للرياضات الالكترونية. وفيما يتعلق بأشكال الدعم التي يتوقعها المطورون الأجانب في الخليج فإنها لا تقتصر على المستويين الحكومي والتشريعي، بل تمتد إلى تيسير أمور الشراكة بين مطوري الألعاب الالكترونية في المنطقة، حيث يوضح في هذا السياق يوسف بوهزاع مؤسس Unreal Bahrain ، وهي مبادرة غير ربحية تركز على دعم مطوري ومصممي الألعاب الالكترونية، أن شركته في المراحل الأخيرة من إنشاء برنامج يطلق عليه اسم Bridges، حيث تهدف المبادرة إلى تعزيز المبادرة مع مطوري الألعاب الالكترونية والشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للمساعدة في تنسيق ودعم الجهود بشكل أفضل نحو بناء صناعة الألعاب الالكترونية، وهو ما من شأنه أن يلعب دورًا في مساعدة المستثمرين الأجانب على الازدهار في سوق تتزايد فيه المنافسة.
مشاركة :