عملت دولة الإمارات منذ سنوات طويلة على تعزيز دور الشباب في بناء الوطن، فهم حاضرنا ومستقبلنا، وهذه الاستراتيجية الإماراتية ليست بجديدة، فالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، قد اهتم بالشباب وأدرك مبكراً أهمية العنصر الشاب في إعلاء شأن البلاد ورسم حاضرها ومستقبلها، فقد كان حريصاً على الاستماع لمشاكل الشباب ومتطلباتهم، وكان على يقين بأن الإمارات تعلو بفكر أبنائها، لذلك اهتم بهذه الفئة من خلال التعليم والتدريب، حتى تكون هذه الفئة خير من يتسلم الراية ويسير بالبلاد إلى التقدم والرفاه، وهذا ما كان، فبعد فترة التأسيس جاءت فترة التمكين والنهوض والوصول بالإمارات لأن تكون درة الدرر ومنارة يتطلع لها البشر، ليصبح هؤلاء ذخر الإمارات في مسيرتها وليستلموا الراية من الآباء والأجداد. قادة الإمارات يدركون الدور الحقيقي لشباب الوطن ويعلمون تماماً أن أفضل استثمار هو الاستثمار في العنصر الشاب، فهؤلاء هم ثروة وطنية بامتياز، سيحملون الراية ويحرسون الوطن ويحققوا المنجزات. وقد صادفنا في هذا الأسبوع يوم الشباب العالمي، وفي هذا اليوم أكد قادتنا الدور المهم لشباب الإمارات، حيث أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن الشباب هو مستقبل الإمارات، وأنه سيحمل الأمانة، وأن دولتنا ستحتضن أحلام وطموحات شبابها. فيما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، إنه يفخر بشباب الإمارات ويثق بدورهم في العطاء والابتكار وتجاوز التحديات نحو مستقبل أكثر إشراقاً. الأكيد أيضاً أن شباب الإمارات يثقون بقيادتهم، ويعلمون أنهم في أيادي أمينة، وأن قادتهم سيسيرون بالركب نحو مستقبل أفضل، وأن ما تم تحقيقه من منجزات كبيرة هو جزء مما رسمه قادتهم، وأن القادم سيكون أفضل بكل تأكيد، وأن الرفاه والتقدم الذي حققته الإمارات سيكون مضاعفاً في السنوات المقبلة.. فحالة الثقة بين القادة والشباب تتجلى آثارها على كافة الأصعدة، حيث يتحلى شباب الإمارات بمسؤولية كبيرة تجاه بلدهم ويعملون على تأهيل أنفسهم ليكونوا على قدر تلك المسؤولية. ولعله من أهم ما قدمته الدولة للشباب هو التأهيل والتدريب المناسب، وعلى أعلى مستويات، بالإضافة إلى توفير التعليم الجامعي في أفضل الجامعات، وأيضاً الإيمان بالشباب والعمل معهم لتحقيق طموحاتهم وأحلامهم. فالإمارات تؤمن بمواطنيها، وتعلم أنهم أساس نهضة البلد، كما تعمل على تحقيق احتياجات شبابها لإدراكها أنهم المستقبل ولهم حصة في المناصب العليا في الدولة، كما لهم دور أساسي في كافة المؤسسات، كما يتولون مناصب قيادية في العديد من الجهات. فالدولة تتبنى المبادرات الشبابية، وقد فتحت مراكز للشباب لاستيعاب طاقاتهم وتسخيرها، ويكفي أن نعلم أن مجلس الوزراء ألزم مجالس إدارة الجهات الاتحادية بإشراك الشباب في مجالس الإدارة، كما أن هناك منصب وزير دولة للشباب. ولنتذكر أن الإمارات تصدرت بلدان العالم في الوجهة المفضلة للشباب العربي، وهي وجهة لقطاعات الشباب من كل دول العالم لما تمثله من فرص، ولكونها مكان يمكن للشباب تحقيق أحلامهم وطموحاتهم فيها، كل ذلك عزز دور الدولة وصورتها العالمية في الاهتمام بالشباب، وهذا النهج سيفتح آفاقاً جديداً للتطوير والتحديث، فقيمة الإنسان في الإمارات عالية وله مكانة، فهو الكنز الحقيقي، فكيف إذا كان من الفئة الشابة التي سيكون لها الدور الحاسم في نهضة البلاد، وهذا ما يجعل الإمارات أكثر تميزاً وقدرةً على تحقيق المنجزات، وأن تكون بين الدول الأكثر قدرةً على التطوير والتحديث ومجابهة الأزمات، وأن ترسم طريقها نحو المكانة الأفضل التي تليق بالإنسان الإماراتي وتحديداً بشباب الإمارات.
مشاركة :