بعد مرور نحو ثلاثة أسابيع على بدء الغارات الروسية الكثيفة المساندة للنظام في سوريا، لم تستطع القوات النظامية قلب الطاولة أو تحقيق أي مكاسب استراتيجية ميدانية في الهجوم البري الذي تقوده على جبهات عدة في البلاد، وفق ما يرى العديد من الخبراء والمحللين الذين يربطون بين الإرهاق والتعب الذي يعانيه الجيش بعد أكثر من أربع سنوات من الحرب، ورغبة موسكو في مساعدة النظام على إحكام إمساكه بمناطق سيطرته أكثر من رغبته في مساندته لاستعادة مناطق أخرى، في وقت بدأ حلف شمال الأطلسي الناتو يستعد عملياً لأي تهديد، ودشن أمس، مناورات في البحر المتوسط هي الأضخم منذ عام 2002، وتستمر 3 أسابيع بمشاركة نحو 36 ألف جندي ومدني، إلى جانب 130 طائرة و16 مروحية و60 سفينة وغواصة، في حين أكدت موسكو، أنها تبحث اقتراحاً تقدم به وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعقد اجتماع متعدد الأطراف لتجنيب سوريا التدمير الكامل،يشارك فيه ممثلون من روسيا والسعودية وتركيا والأردن، وذلك خلال الأيام القليلة المقبلة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن مقاتلاتها الحربية شنت قرابة 700 غارة جوية على أهداف في سوريا منذ بدء الحملة في 30 سبتمبر/ أيلول الماضي، مشيرة إلى أن طائراتها قصفت 49 هدفاً في سوريا خلال الساعات ال24 الأخيرة وخصوصاً مواقع لجبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة في سوريا ولتنظيم داعش، في وقت تواصلت المعارك في ريف حلب الجنوبي وحققت القوات النظامية خلالها مزيداً من التقدم، وأعلنت حركة نور الدين زنكي عن مقتل قائدها في معارك بحلب، بينما تواصل القتال على مختلف الجبهات في ريفي أدلب وحماة الشمالي، وفي غوطة دمشق الشرقية. وبحسب بيان لوزارة الدفاع الروسية، فقد شملت عمليات القصف محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماه وريف دمشق، وتم خلالها تدمير مركزي قيادة وثلاثة مستودعات للذخيرة وتحصينين تحت الأرض إضافة إلى عشرات من مواقع المدفعية خلال ال 24 ساعة الماضية. وفي العراق، واصلت القوات المشتركة أمس، عملياتها العسكرية لتطهير مدينة بيجي من مسلحي تنظيم داعش، فيما توقفت عملية تحرير قضاء الحويجة عقب مقتل وإصابة عدد كبير من عناصر الحشد الشعبي بسبب العبوات الناسفة وعمليات القنص، بينما قتل القائد العسكري للتنظيم في قاطع الفتحة شمال تكريت، في حين قام التنظيم الإرهابي بخطف العشرات من أقارب محافظ الموصل الجديد.
مشاركة :