يختلف مدى تقبل النصيحة من شخص لآخر، فيراها البعض تدخلاً في شؤونه الخاصة بغير حق، وانتقاصاً من شأنه لعدم نضجه ووعيه، بينما يؤكد آخرون أنها أسمى من ذلك فهي برهان المحبة، ودليل المودة، وإمارة الصدق من الأهل والأصدقاء، ويعتبرها البعض إضاءة للطريق لتجنب عثرات الحياة والوصول إلى الهدف، بسهولة، فهي عصارةُ خبرة سنين ومعاناة، يقدمها الآباء والأصدقاء لمن يحتاجها للهداية إلى الطريق الصواب. ويُعتبر الوالدان والأهل، المصدر الموثوق للنصح والاستشارة، فهم لا يريدون إلا مصلحة أبنائهم ودعمهم في الحياة بكل جوانبها. والتحقيق التالي يستعرض، معنى النصيحة لدى الشباب ومدى تقبلهم لها، ومصدرهم الموثوق للاستشارة في أمور الحياة. عبدالرحمن محمود، طالب جامعي، يقول: نصيحة أهلي بالطبع ستكون لمصلحتي ولن تضرني، ومن الممكن أن أستمع إليها وآخذها، ولكن لا بد أيضاً أخذ النصيحة من الآخرين كالأصدقاء والجيران وأساتذة الجامعة بشأن الدراسة، وكيفية مذاكرة المواد وجعلها سهلة علي، ولكن إذا أحسست بأن نصيحتهم يمكن أن تضرني، سأعود لأهلي وآخذ بنصيحتهم، ونادراً ما آخذ النصيحة من أصدقائي والآخرين من الخارج. وتؤكد جنى سعيد، طالبة جامعية، أن والدتها أول الناس الذين تلجأ إليهم لمعرفة نصيحتها، حين تصعب الأمور، وتقع في حيرة من أمرها. تقول: حين لا أعرف كيف أتصرف تجاه شيء ما، أو أريد أن أفعل شيئاً أو أتخذ قراراً وأنا مترددة ألجأ إلى أهلي، وفي أغلب الأحيان أمّي، لاستشارتها والأخذ بنصيحتها. أما في الدراسة فأنا ألجأ لأساتذتي في الجامعة للاستزادة من خبراتهم وتسهيل الأمور عليّ. ويرى ناصر بن طحنون النقبي، أن مصادر النصيحة تعتمد في الأغلب على الموضوع، فهو يلجأ إلى أهله إذا كان من الأمور الشخصية، أما بقية المواضيع، فيرى أنه من الممكن أن يلجأ إلى أصدقائه، ويضيف: سماع النصيحة سواء من الوالدين أو الآخرين لا تضر وأحترم نصيحة الشخص الذي أمامي سواء سأخذ بنصيحته أم لا. أما آلاء حمودة، الطالبة الجامعية، فتأخذ النصيحة من أصدقائها في أغلب الأحيان، عن سبب ذلك تقول: ألجأ لنصيحة أهلي في المواضيع الجدية، ولكن لا تؤثر فيّ بحجم نصيحة أصدقائي، لأنهم يفكرون نفس تفكيري، أما الأهل فقد يكونون متشددين ولا يفهمونني، إلا أنه لا غنى عن نصيحتهم. ويستشير عبدالله خوري، الطالب الجامعي، الأهل والأصدقاء، كل بحسب الموضوع الذي يريد فيه النصيحة، إلا أنه يؤكد أن نصيحة الأهل لها الأولوية ولا غنى عنها، لأنهم يريدون مصلحته. وعلى الرغم من أنها لا تراه في اليوم إلا سويعات قليلة، فإن مروة عمر، الطالبة الجامعية، تلجأ إلى والدها لأخذ نصيحته في المواضيع الجدية والخاصة، كما تلجأ كثيراً لوالدتها، كما تسأل أصدقاءها المشورة في المواضيع العادية وليست الشخصية، مضيفة: في أغلب الأحيان آخذ بنصيحة والدتي. ويقول إبراهيم عمر، الطالب الجامعي: من دوافع احترامي لأهلي وأصدقائي، فيجب الاستماع لنصيحتهم، ولكن ليس ضرورياً أن آخذ بها، إلا أن والدي أكثر من أستمع إليه وأخذ بنصيحته، لأني دائماً أشعر بأنها تصب في مصلحتي.
مشاركة :