تتحوّل السعودية تدريجياً إلى وجهة يقصدها عديدٌ من السياح لزيارة مختلف المواقع التراثية والثقافية والحضارية بداخلها، ومعها تحول مواطن وأسرته إلى مؤسسة كاملة لتنشيط السياحة، عبر مشروع تصوير وترويج مبتكر. وحسب تقرير على موقع “سي إن إن” بالعربية، في هذا المشروع الطموح، تسعى هذه العائلة السعودية إلى تغيير المفاهيم عن بلادها من خلال ابتكار بطاقات بريدية فريدة تضم أبرز مواقعها تحت شعار “السعودية ليست فقط رمالاً وصحراء”. يشرح بندر الرفاعي؛ في مقابلة مع “سي إن إن” بالعربية، أن أهمية المشروع تتمثل في تغيير الصور النمطية عن السعودية، من خلال توظيف البطاقات البريدية التي اختفت منذ التسعينيات. وتُعد البطاقات البريدية عنصراً أساسياً في الترويج المباشر، لأنها اقتصادية ومرنة وفعالة للغاية، ويقول الرفاعي إنها “رسالة مبطنة تقول للناس.. ماذا لو كنتم هنا”؛ وتُعتبر البطاقة فكرة شخصية منتقاة يدوياً من الجانب الآخر من العالم، ما يجعل الناس يشعرون بالدفء والغموض من الداخل؛ لأنك بذلت جهداً في الواقع، وهو أمر نادر جداً هذه الأيام، مع الأسف”. ويُوضح الرفاعي؛ أنه بالعودة إلى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، كان الجميع يرسلون البطاقات البريدية، إذ لم تكن بمكانة وسيلة سهلة للتواصل مع شخص ما فحسب، بل كانت أيضاً من الممتع جمعها. ويشير الرفاعي؛ إلى أن المشروع يشمل عدداً كبيراً من المواقع المختلفة في السعودية، ومن أهمها: قرية رجال ألمع، وكهف أم جرسان، ووادي الديسة، وجبل القدر البركاني. وعن سبب اختيار هذه المواقع، يوضح الرفاعي: “نحن نظهر للآخرين الذين يعيشون خارج السعودية أن بلادنا ليست فقط رمالاً وصحراء؛ بل فيها جبال وأراض خضراء وبراكين”، بحسب ما ذكره. ويلفت الرفاعي؛ إلى أن هناك مَن لا يعرفون بوجود البراكين في السعودية، وعددها أكثر من 2000 بركان خامد منها 3 شبه نشطة. ويستعين الرفاعي؛ بطرق توثيق مختلفة من أجل التقاط الصور التي يجمعها لابتكار بطاقات بريدية فريدة متنوعة، إذ يعتمد على التوثيق الجوي لبعض الوجهات من خلال طائرة “درون”، بينما يقوم بالتصوير الفوتوغرافي للبعض الآخر. ويمكن لمتسلّم البطاقة البريدية التحقق من صحة الصور عبر حساب العائلة على إنستغرام “Traveler crews”؛ لمشاهدة السعودية بعيون أحد سكانها المحليين، حسبما ذكره. وتتلقى عائلة الرفاعي؛ المكوّنة من بندر وزوجته شعاع وابنتهما فرح، نحو 600 طلب للحصول على بطاقة بريدية من السعودية، إذ قال بندر: “مازلنا نتلقى طلبات باستضافة الأشخاص الذين يحصلون على البطاقات البريدية في حال قدومهم إلى السعودية أو مساعدتهم في التوجيه لرؤية ما شاهدوه على بطاقاتنا في الطبيعة”.
مشاركة :