يخشى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من وجود مرشحٍ رئاسي واحد قد تختاره الأحزاب المعارضة لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة المزعم إجراؤها في صيف 2023 إن لم تتجه البلاد قبلها لإجراء انتخاباتٍ مبكّرة، وذلك على ما تؤكد بعض مراكز الأبحاث واستطلاعات الرأي التركية. وأجمع عدد من الباحثين في شركة "متروبول" التركية لاستطلاعات الرأي على أن الرئيس التركي الذي يقود في الوقت الحالي حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، يخشى مسألة وجود منافسٍ قوي واحد أمامه في الانتخابات الرئاسية المقبلة سواءً تمّت في موعدها المقرر أو قبل ذلك. وقال أوزار سانجر، الأكاديمي التركي ومدير شركة "متربول"، إن "شعبية أردوغان وحزبه تراجعت في الفترات الماضية، وبالتالي بات من المخيف بالنسبة له فكرة وجود مرشحٍ واحد قد تجمع عليه الأحزاب المعارضة خلال الانتخابات المقبلة". وأضاف لـ"العربية.نت" أن "نتائج استطلاعات الرأي التي أجرتها شركتنا تبيّن أن التحالف الحاكم في تركيا والذي يضم حزب أردوغان والحركة القومية قد يحصلان معاً على 48% من أصوات الناخبين في تلك الانتخابات، لكن هذه النسبة لا تكفي لفوزه إن كان لدى الأحزاب المعارضة مرشحٌ واحد خاصة وأن الفوز يتطلب الحصول على أكثر من 50% من الأصوات (50%+1)". ويراهن التحالف الحاكم في تركيا، على تشتت الأحزاب المعارضة التي تتكون من تيارات علمانية وقومية وكردية وإسلامية أيضاً، خاصة وأنها لم تتفق فيما بينها حتى الآن، على مسألة وجود مرشحٍ واحد لمنافسة أردوغان أو مرشحه في الانتخابات المقبلة، على ما أفاد مدير شركة "متروبول". وساهم تشتت المعارضة التي رشّحت أكثر من شخص لخوص الانتخابات الرئاسية الماضية في عامي 2014 و2018، في صعود "الحزب الحاكم" والوصول لرئاسة البلاد مجدداً بغالبية الأصوات. وقال مصدر في حزب "الشعب الجمهوري" الذي يعد حزب المعارضة الرئيسي في تركيا إن "حزبنا يحاول عدم تكرار أخطاء الماضي، بحيث يحاول منذ الآن توحيد مختلف الأحزاب المعارضة على ضرورة اختيار مرشح واحد لينافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية". ويتفق حزب المعارضة الرئيسي، مع حزب "الشعوب الديمقراطي" المؤيد للأكراد، على إيجاد شخصية توافقية للمشاركة في الانتخابات المقبلة، لكن حزب "الخير" القومي المعارض يقف عائقاً أمام دعم الحزب المؤيد للأكراد لهذا التحالف الانتخابي، إذ يتهمه الحزب الأول بدعم حزب "العمال الكردستاني" المحظور لدى أنقرة. كما أن حزب المعارضة الرئيسي يشهد خلافاتٍ متصاعدة بين قادته وعلى إثرها استقال محرم إينجه مرشحه السابق في الانتخابات الرئاسية الماضية من الحزب الذي يتزعمه كمال كليتشدار أوغلو، الأمر الذي تسبب في تراجع شعبية الحزب لاسيما وأن إينجه كان مرشح الحزب الحاصل على أكبر نسبةٍ من أصوات الناخبين من بين مختلف مرشحي الحزب الذي شاركوا في الانتخابات الرئاسية قبل تلك التي أجريت في عام 2018. ورغم أن كليتشدار أوغلو كان قد أعلن استعداده للمشاركة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إلا أنه تراجع عن ذلك لاحقاً. وترفض الأحزاب المعارضة لأردوغان، مشاركة رؤسائها في الانتخابات الرئاسية، وهو ما يترك الباب مفتوحاً أمام أكرم إمام أوغلو رئيس بلدية اسطنبول ومنصور يافاش رئيس بلدية أنقرة، للمشاركة في الانتخابات الرئاسية التي ستعقد في صيف 2023، بحسب ما كشف مدير شركة "متروبول".
مشاركة :