كثرة المرشحين تشتت اليسار الفرنسي قبل أشهر من انتخابات الرئاسة تسلط الأنظار بشكل أكبر بدءا من هذا الأسبوع على الحزب الاشتراكي الحاكم في فرنسا، بعد أن أتم تيار يمين الوسط انتخاباته التمهيدية التي صعدت بالمحافظ فرنسوا فيون، وتنتظر الساحة السياسية صراعا مريرا بين الرئيس الفرنسي ورئيس وزرائه في انتخابات تمهيدية للاشتراكيين ستثير جدلا إذا لم يتنازل أحد الطرفين للآخر. العرب [نُشرفي2016/11/29، العدد: 10470، ص(5)] خلافات غير معلنة باريس - في مواجهة اليمين الفرنسي الذي اختار المحافظ فرنسوا فيون مرشحا للانتخابات الرئاسية عام 2017، يبدو اليسار مشتتا في الحرب المفتوحة بين الرئيس فرنسوا هولاند ورئيس وزرائه. وحذر المتحدث باسم الحزب الاشتراكي أوليفييه فور “نحن قريبون مما يمكننا أن نطلق عليه اسم انتحار جماعي”. ومع تدني شعبية الرئيس فرنسوا هولاند والخلافات الأيديولوجية العميقة، حول الاقتصاد وأوروبا والعلمانية، يبدو اليسار الفرنسي على مشارف الانهيار. ولا يبدو هولاند المرشح الطبيعي لليسار، ما اضطر الحزب الاشتراكي للإعلان عن انتخابات تمهيدية مطلع 2017. ولم تحسم متاعب اليسار بعد إذ أعلن جان لوك ميلانشون اليساري المتطرف الذي ترشح للانتخابات الرئاسية في 2012، ترشحه لانتخابات 2017، بينما أعلن وزير الاقتصاد اليساري السابق إيمانويل ماكرون (38 عاما) الذي قدم حركته باعتبارها “لا يمين ولا يسار” عزمه خوض الانتخابات، وتشير استطلاعات الرأي إلى حصول كل منهما على أكثر من 10 بالمئة من الأصوات. ونادرا ما كان المشهد السياسي في فرنسا مفككا إلى هذا الحد. وأمام هولاند أسبوعان لاتخاذ قرار بشأن خوض انتخابات الحزب الاشتراكي التمهيدية في يناير، وفي مطلع الأسبوع انتقد أبرز منافسيه المحتملين وهو رئيس الوزراء مانويل فالس الرئيس بشدة ورفض استبعاد أن يخوض المنافسة ضده. وسعى ستيفان لو فول المتحدث باسم الحكومة إلى تهدئة التكهنات الإعلامية بتنافس ضار بين فالس وهولاند. وعزز فالس الضغوط على هولاند بإعلانه في مقابلة نشرتها الأحد صحيفة “لو جورنال دو ديمانش” أنه لا يستبعد ترشحه لانتخابات اليسار التمهيدية. والتقى الرجلان، الاثنين، لوضع الأمور في نصابها خلال الغداء الأسبوعي، بعد يوم من شائعات حول تقديم رئيس الوزراء استقالته، الأمر الذي نفاه الإليزيه فورا. ويبدو التحدي الأكبر أمام اليسار هو توحيد الصفوف لمخالفة توقعات استطلاعات الرأي التي أعلنت أن الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية ستكون بين مرشحي اليمين واليمين المتطرف الذي أنعشه صعود التيارات الشعبوية في أوروبا والولايات المتحدة. وحذر أوليفييه فور من أنه في حال استمرار زيادة الترشيحات في صفوف اليسار “لن يكون هناك أي يسار في الدورة الثانية (للانتخابات الرئاسية)، وسيتم إقصاء اليسار لفترة طويلة”. أوليفييه فور: نحن قريبون مما يمكننا أن نطلق عليه اسم انتحار جماعي وكتبت صحيفة “ليزيكو” الاقتصادية، الاثنين، “لم يكن اليمين واليسار أبدا على هذه الدرجة من التناقض”، مشيرة إلى أن “اليمين يتجه إلى تناوب السلطة واليسار يسير في الاتجاه المعاكس تماما وفي طريقه نحو التشتت”. وفاز فيون رئيس الوزراء الفرنسي المحافظ في عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ليل الأحد في الانتخابات التمهيدية على منافسه رئيس الوزراء السابق آلان جوبيه. وكان فيون أزاح “رئيسه” السابق ساركوزي في الجولة الأولى، الأحد الماضي. وقال فيون في مقره العام إن فوزه “مبني على قناعات”، مضيفا أن “فرنسا تريد الحقيقة، فرنسا تريد أفعالا”. وشكر الناخبين “الذين وجدوا في نهجه القيم الفرنسية التي يتمسكون بها” قائلا “اليسار هو الفشل، واليمين المتطرف هو الإفلاس”. وفيون يحمل برنامجا مفرطا في ليبراليته على الصعيد الاقتصادي ومحافظا في قضايا المجتمع. ويرى خبراء أن على فيون الآن تخفيف بعض مقترحاته المثيرة للجدل من أجل توسيع قاعدته الانتخابية. وقال الباحث جان إيف كامو إنه يجب أن “يغير(برنامجه الانتخابي) قليلا ليكون جامعا أكثر وأقل تفريقا، خاصة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي”. وفيما اليسار الحاكم مشتت، يتوقع أن يتنافس فيون (الذي حدد لنفسه هدفا يتمثل بترسيخ “القيم الفرنسية”)، مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية في مايو. ورغم أن فوز الشعبوي الأميركي دونالد ترامب حسن فرص لوبن، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر أنها ستخرج مهزومة في نهاية الانتخابات لا سيما إذا نجح فيون في استمالة ناخبي الوسط وحتى اليسار، وفق الخبراء. وأظهر استطلاع لمؤسسة هاريس انترأكتيف أن فيون سيهزم بسهولة الزعيمة اليمينية المتطرفة لوبن في انتخابات الرئاسة التي ستجرى في فرنسا العام المقبل. وقال الاستطلاع الذي أجري في اليوم الذي فاز فيه فيون بترشيح حزبه في انتخابات الرئاسة، إن فيون سيفوز على لوبن بحصوله على 67 في المئة من الأصوات مقابل 33 في المئة للوبن. وأظهر الاستطلاع أن الرئيس الاشتراكي هولاند لن يحصل في الجولة الأولى إلا على تسعة في المئة من الأصوات. وسيحصل رئيس وزرائه فالس إذا ترشح بدلا من هولاند على تسعة في المئة فقط أيضا. وقال الاستطلاع إن ماكرون سيحصل على ما بين 13 و14 في المئة من الأصوات، فيما سيحصل ميلانشون على ما بين 13 و15 في المئة. ولن يخوض جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة سوى أكبر مرشحين حصلا على أصوات في الجولة الأولى. وأجري الاستطلاع عبر الإنترنت الأحد وشمل 6093 شخصا. :: اقرأ أيضاً روسيا تسعى للسيطرة على حلب قبل تنصيب ترامب الجهيناوي لـالعرب: مؤتمر الاستثمار صورة تونس الجديدة المؤتمر السابع لحركة فتح: اتهامات بالتدجين وقلق من انقسام نهائي المستقبل ينهي ترتيب بيته الداخلي بتجديد العهد للحريري
مشاركة :