دمشق تراهن على تشتت المعارضة لاختراق جدار العزلة

  • 8/18/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

مستشارة الرئيس السوري بشار الأسد إن الحرب المستمرة منذ ست سنوات تقترب من نهايتها مع توقف دول أجنبية عن دعم مقاتلي المعارضة. وتعهدت بأن تواجه الحكومة أي وجود غير شرعي في سوريا سواء كان أميركيا أو تركيا. وأضافت أن تنظيم سوريا لمعرض دمشق الدولي لأول مرة منذ اندلاع الحرب له دلالة واضحة. وقالت "عودة معرض دمشق الدولي في هذا التوقيت والإقبال الجماهيري والدولي له رمزية كبيرة ويوجه رسالة بأن الحرب انتهت والإرهاب اندحر وأننا في بداية الطريق نحو إعادة الإعمار". وبمساعدة سلاح الجو الروسي ومقاتلين مدعومين من إيران عززت دمشق سيطرتها على معظم أنحاء غرب البلاد المأهول بالسكان. وهي تتحرك الآن شرقا صوب منطقة دير الزور قرب الحدود العراقية. وقالت مستشارة الرئيس السوري في تعليقات لقناة الميادين التلفزيونية اللبنانية نقلتها الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن الحرب التي أودت بحياة مئات الآلاف، وصلت "المرحلة قبل النهائية" مع تغيير القوى الخارجية التي دعمت مقاتلي المعارضة لسياساتها. وأنهى الرئيس الأميركي دونالد ترامب دعم وكالة المخابرات الأميركية المركزية لجماعات المعارضة التي تقاتل لإسقاط الأسد. وحولت تركيا، أحد داعمي المعارضة الرئيسيين أولويتها عن الإطاحة بالأسد سعيا لإصلاح علاقاتها مع روسيا والحد من التوسع الكردي قرب حدودها. وقالت بثينة شعبان "كما دحرنا الإرهاب سنحارب أي وجود غير شرعي على أرضنا سواء كانت الولايات المتحدة أو تركيا وهذا من ضمن التحديات التي سنواجهها في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة". وتساعد قوات أميركية متمركزة في شمال سوريا مقاتلين يقودهم الأكراد لطرد تنظيم الدولة الإسلامية من مدينة الرقة. ولواشنطن أيضا تواجد عسكري في قاعدة التنف في الصحراء بجنوب شرق سوريا قرب معبر حدودي استراتيجي مع العراق لتدريب مقاتلي المعارضة على محاربة التنظيم المتشدد. وقالت مستشارة الأسد "معرض دمشق الدولي ومعرض الكتاب يؤكدان أن الانعطافة قد تحققت" في الصراع، مضيفة أن "التحول حاصل فعلا وقد فرضه الجيش العربي السوري وحلفاؤه منذ تحرير حلب من الإرهاب". لكن لا يزال الصراع متعدد الأطراف مستعرا على عدة جبهات بأنحاء متفرقة بالبلاد، وخسرت الدولة الإسلامية أراضي لصالح أطراف مختلفة. وفي حين أجبرت الحكومة عددا من جيوب المعارضة الرئيسية على الاستسلام في العام الأخير لا تزال المعارضة تسيطر على مساحات واسعة من الأراضي منها معقلها في محافظة إدلب وجيب قرب دمشق. وتراجعت وتيرة المعركة ضد المعارضة في غرب سوريا في الآونة الأخيرة بعد سلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار بما في ذلك اتفاق بوساطة موسكو وواشنطن في جنوب غرب البلاد. وبفضل اتفاقات الهدنة وسعت الحكومة سيطرتها على أراضي للدولة الإسلامية في الصحراء الشرقية الشاسعة. ويدفع حزب الله اللبناني حليف الأسد والذي تقاتل قواته إلى جانب القوات السورية النظامية، بقوة لإبعاد لبنان الرسمي عن سياسة النأي بالنفس في الصراع بسوريا. وقد بدأ وزراء لبنانيون من حركة أمل وجماعة حزب الله (شيعيتان) وحلفاء لهم بزيارة سوريا للمشاركة في معرض دمشق الدولي. كما تشارك في المعرض 32 دولة، وفق الحكومة السورية وشركات عالمية حتى من دول غربية تدعم المعارضة السورية أو تطالب باستبعاد الاسد من أي مرحلة انتقالية في سوريا. وإلى جانب هذه المؤشرات فإن المكاسب الميدانية التي حققتها القوات السورية النظامية بدعم روسي وإيراني جعلت موقف دمشق التفاوضي أكثر قوة مع معارضة مشتتة سياسيا وفصائل تزداد ضعفا في ظل تناحر بينها على تأمين مراكز النفوذ في مناطق سيطرتها.

مشاركة :