مستقبل الرأسمالية العالمية بعد جائحة كورونا (2)

  • 8/21/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بعد‭ ‬مرور‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬أعلن‭ ‬أخيرا‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬لقاح‭ ‬مضاد‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬ولكن‭ ‬هذه‭ ‬اللقاحات‭ ‬ظل‭ ‬يحيطها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬التساؤلات‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬نجاعتها‭ ‬والفترة‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬للحصانة‭ ‬من‭ ‬الوباء‭ ‬وكيفية‭ ‬توزيعها؛‭ ‬لتوجه‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ (‬الرأسمالية‭) ‬المنتجة‭ ‬للقاح‭ ‬انتقادات‭ -‬لا‭ ‬أول‭ ‬لها‭ ‬ولا‭ ‬آخر‭- ‬فتصبح‭ ‬مادة‭ ‬للصحافة‭ ‬والإعلام،‭ ‬والرأي‭ ‬العام‭ ‬اليومي‭ ‬يشغل‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬استغلت‭ (‬الطبقة‭ ‬الرأسمالية‭) ‬هذه‭ ‬الأزمة‭ ‬لتجديد‭ ‬أنشطتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬ليحققوا‭ ‬أرباحا‭ ‬طائلة‭ ‬ومكاسب‭ ‬ضخمة،‭ ‬فقد‭ ‬استفادوا‭ ‬من‭ ‬الجائحة‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬إذ‭ ‬تذكر‭ ‬التقارير‭ ‬ان‭ ‬عدد‭ ‬أصحاب‭ ‬المليارات‭ ‬قد‭ ‬شهد‭ ‬زيادة‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭) ‬و‭(‬الصين‭) ‬حيث‭ ‬وصل‭ ‬مجموع‭ ‬الأثرياء‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬المليارديرات‭ ‬إلى‭ ‬ستمائة‭ ‬وستين‭ ‬شخصا،‭ ‬وقد‭ ‬اكتسبت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحدها‭ ‬نحو‭ ‬ستين‭ ‬مليارديرا‭ ‬جديدا،‭ ‬كما‭ ‬استفاد‭ ‬من‭ ‬كارثة‭ ‬الوباء‭ ‬مؤسسات‭ ‬رأسمالية‭ ‬بأسماء‭ ‬معروفة‭ ‬مثل‭ (‬جيف‭ ‬بيزوس‭) ‬وطليقته‭ (‬ماكينزي‭ ‬بيزوس‭) ‬من‭ (‬شركة‭ ‬أمازون‭) ‬و‭(‬بيل‭ ‬جيتس‭) ‬مؤسس‭ ‬شركة‭ (‬مايكروسوفت‭) ‬و‭(‬روكو‭ ‬كوميسو‭) ‬المؤسس‭ ‬والرئيس‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ (‬ميدياكوم‭ ‬للاتصالات‭) ‬و‭(‬إيلون‭ ‬ماسك‭) ‬المؤسس‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬لشركة‭ (‬تيسلا‭) ‬للسيارات‭ ‬الكهربائية‭ ‬والمدير‭ ‬التنفيذي‭ ‬السابق‭ ‬في‭ ‬مايكروسوفت‭ (‬ستيف‭ ‬بالمر‭) ‬ومؤسس‭ ‬زووم‭ (‬إريك‭ ‬يوان‭) ‬ومؤسس‭ ‬فيسبوك‭ (‬مارك‭ ‬زوكربيرج‭) ‬وآخرون‭.‬ وكل‭ ‬هذه‭ ‬الطفرة‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأرباح‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬تحقيقها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الشركات‭ ‬والمؤسسات‭ (‬الرأسمالية‭) ‬والأشخاص‭ ‬من‭ ‬الطبقات‭ ‬الغنية‭ ‬والأثرياء‭ ‬جاءت‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬تنمية‭ ‬ورعاية‭ ‬وحماية‭ ‬الطبقات‭ ‬الكادحة‭ ‬والعاملين‭ ‬والفقراء‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬مبادئ‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ (‬الديمقراطية‭) ‬التي‭ ‬تتبجح‭ ‬بها‭ (‬الرأسمالية‭) ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬كطريق‭ ‬للنمو‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬الفوارق‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والطبقية؛‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬تفتح‭ ‬الباب‭ ‬على‭ ‬مصراعيه‭ ‬لقوى‭ ‬الإنتاج‭ ‬والثروة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الراسمالية‭ ‬والطبقة‭ ‬المحتكرة‭ ‬التي‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تشريع‭ ‬قوانين‭ ‬تخدم‭ ‬مصالحها‭.‬ وهنا‭ ‬يبرز‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ (‬الرأسمالية‭) ‬حجم‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬والتباين‭ ‬الهائل‭ ‬في‭ ‬المال‭ ‬والموارد‭ ‬فيما‭ ‬بين‭ (‬الطبقات‭ ‬الكادحة‭) ‬و‭(‬الطبقات‭ ‬الرأسمالية‭) ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يرافق‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ (‬الرأسمالي‭) ‬من‭ ‬مظاهر‭ ‬الاستغلال‭ ‬والاضطهاد‭ ‬بحق‭ ‬الكادحين‭ ‬والفقراء؛‭ ‬فتتعمق‭ ‬في‭ ‬مشاعرهم‭ ‬حالة‭ ‬الاغتراب‭ ‬اليومي‭ ‬نتيجة‭ ‬إحساسهم‭ ‬بالعزلة‭ ‬والتهميش‭ ‬والاستغلال‭ ‬والتي‭ ‬تتعمق‭ ‬في‭ (‬المجتمعات‭ ‬الرأسمالية‭) ‬وتؤدي‭ ‬إلى‭ ‬تصاعد‭ ‬نبرة‭ ‬توترات‭ ‬اجتماعية‭ ‬واقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬لا‭ ‬حصر‭ ‬لها‭. ‬ولهذا‭ ‬فان‭ ‬الصراع‭ ‬الطبقي‭ ‬بين‭ ‬الأثرياء‭ ‬والأغنياء‭ ‬وأصحاب‭ ‬النفوذ‭ ‬وبين‭ ‬الفقراء‭ ‬والكادحين‭ ‬والعمال‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الأوضاع‭ ‬القائمة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ (‬الرأسمالية‭) ‬يسحق‭ ‬طموحاتهم‭ ‬ويستغلهم‭ ‬شر‭ ‬استغلال،‭ ‬لذلك‭ ‬فهم‭ ‬يناضلون‭ ‬لاسترداد‭ ‬حقوقهم‭ ‬والمطالبة‭ ‬بالمساواة‭.‬ والملاحظ‭ ‬ان‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬هذه‭ ‬الطبقات‭ ‬من‭ ‬الأطباء‭ ‬وكوادر‭ ‬التمريض‭ ‬والمعلمين‭ ‬والأساتذة‭ ‬والقانونيين‭ ‬والعمال‭ ‬وأصحاب‭ ‬الحرف‭ ‬من‭ ‬خدمات‭ ‬مجتمعية‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬أوقات‭ ‬الأزمات‭ ‬والكوارث‭ ‬كما‭ ‬يفعلون‭ ‬تجاه‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ (‬كورونا‭) ‬لا‭ ‬يقارن‭ ‬مع‭ ‬أفعال‭ (‬الطبقات‭ ‬الرأسمالية‭) ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬تمارسه‭ ‬هذه‭ ‬الطبقات‭ ‬الفوقية‭ ‬حيث‭ ‬تقوم‭ ‬بتسخير‭ ‬الطبقات‭ ‬الكادحة‭ ‬والفئات‭ ‬المعدومة‭ ‬لصالح‭ ‬مصالحهم‭ ‬واستغلالهم‭ ‬أبشع‭ ‬استغلال‭ ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬تطلعات‭ ‬الكادحين‭ ‬والعمال‭ ‬الذين‭ ‬يقفون‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬لمواجهة‭ ‬الوباء‭ ‬بكل‭ ‬إمكانياتهم‭ ‬البسيطة‭ ‬رغم‭ ‬عدم‭ ‬توافر‭ ‬الموارد‭ ‬لديهم،‭ ‬ولكن‭ ‬مع‭ ‬ذلك‭ ‬فهم‭ ‬يقدمون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يستطيعون‭ ‬تقديمه‭ ‬من‭ ‬التضحية‭ ‬والفداء‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬محنة‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء‭ (‬كورونا‭) ‬القاتل،‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تكون‭ ‬فيه‭ ‬الإمكانيات‭ ‬المادية‭ ‬محتكرة‭ ‬بيد‭ (‬الطبقة‭ ‬الرأسمالية‭) ‬والأغنياء‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يبادرون‭ ‬إلى‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬والتضحية‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الإنسانية‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬من‭ ‬محنة‭ ‬انتشار‭ ‬الوباء؛‭ ‬فهم‭ ‬لا‭ ‬ينفقون‭ ‬ثرواتهم‭ ‬الهائلة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمدارس‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الثقافية؛‭ ‬لان‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات‭ ‬لا‭ ‬تدر‭ ‬عليهم‭ (‬أرباحا‭ ‬مالية‭ ‬وفيرة‭).‬ فــ‭(‬الطبقة‭ ‬الرأسمالية‭) ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ (‬أمريكا‭) ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬لان‭ ‬تنفق‭ ‬آلاف‭ ‬المليارات‭ ‬على‭ ‬التسليح‭ ‬وإنتاج‭ ‬وتجارة‭ ‬الأسلحة‭ ‬المدمرة‭ ‬للحياة‭ ‬البشرية‭ ‬وتطوير‭ ‬أنظمة‭ ‬التجسس‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التي‭ ‬تنتهك‭ ‬خصوصية‭ ‬الفرد‭ ‬وحريته،‭ ‬ولكنهم‭ ‬يتقاعسون‭ ‬عن‭ ‬تخصيص‭ ‬أي‭ ‬مبلغ‭ ‬مهما‭ ‬كان‭ ‬قدره‭ ‬حتى‭ ‬وإن‭ ‬كان‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬مليون‭ ‬دولار،‭ ‬وهو‭ ‬مبلغ‭ ‬لا‭ ‬يعد‭ ‬شيئا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬ملايين‭ ‬المليارات‭ ‬التي‭ ‬يمتلكونها،‭ ‬لبناء‭ ‬مستشفى‭ ‬أو‭ ‬مدرسة‭ ‬أو‭ ‬منتدى‭ ‬علمي‭ ‬أو‭ ‬ثقافي‭ ‬أو‭ ‬مد‭ ‬شبكة‭ ‬مياه‭ ‬صالحة‭ ‬للشرب‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الفقيرة‭ ‬أو‭ ‬دعم‭ ‬أو‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬البحوث‭ ‬العلمية‭ ‬لأغراض‭ ‬سلمية‭ ‬ومجتمعية‭ ‬خاصة‭ ‬بإنتاج‭ ‬أدوية‭ ‬للأمراض‭ ‬المحتملة‭ ‬أو‭ ‬النادرة؛‭ ‬ولم‭ ‬يعيروا‭ ‬أي‭ ‬اهتمام‭ ‬لتطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬اللقاحات‭ ‬ضد‭ ‬الفيروسات‭ ‬والأمراض‭ ‬المعدية‭ ‬مثل‭ (‬كورونا‭) ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬إلى‭ ‬ان‭ ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬المضمار‭ ‬مجالا‭ ‬مهما‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬والأرباح‭ ‬فحسب‭.‬ من‭ ‬خلال‭ ‬ما‭ ‬تقدم‭ ‬من‭ ‬سلوكيات‭ (‬نظام‭ ‬الرأسمالية‭) ‬المتوحشة‭ ‬يظهر‭ ‬مدى‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ (‬الرأسمالية‭) ‬والمفهوم‭ ‬الإنساني‭ ‬للرعاية‭ ‬الصحة،‭ ‬وكل‭ ‬هذه‭ ‬الإرهاصات‭ ‬وما‭ ‬أثارته‭ ‬جائحة‭ (‬كورونا‭) ‬القاتل‭ ‬الذي‭ ‬أصاب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ (‬مائة‭ ‬وخمسة‭ ‬وسبعين‭ ‬مليون‭) ‬إنسان‭ ‬وقتل‭ ‬ما‭ ‬تجاوز‭ ‬عتبة‭ (‬الأربعة‭ ‬ملايين‭) ‬إنسان،‭ ‬قد‭ ‬صاحب‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬ردود‭ ‬فعل‭ ‬مجتمعية‭ ‬سلبية‭ ‬اتجاه‭ (‬الرأسمالية‭) ‬لتصبح‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬العاصفة‭ ‬والثورة‭ ‬المجتمعية؛‭ ‬لان‭ ‬نسبة‭ ‬الأغنياء‭ ‬لا‭ ‬تقارن‭ ‬بنسبة‭ ‬الفقراء‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وان‭ ‬الانتقادات‭ ‬التي‭ ‬توجه‭ ‬لهذه‭ (‬الطبقة‭ ‬الرأسمالية‭) ‬سواء‭ ‬قبل‭ ‬أو‭ ‬بعد‭ ‬جائحة‭ (‬كورونا‭) ‬أصبحت‭ ‬مدار‭ ‬حديث‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬دون‭ ‬أخرى،‭ ‬ولهذا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إرساء‭ ‬منظومة‭ ‬اقتصادية‭ ‬وسياسية‭ ‬في‭ (‬النظام‭ ‬العالمي‭) ‬ما‭ ‬بعد‭ (‬كورونا‭)‬،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬فتح‭ ‬باب‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭ ‬مجددا‭ ‬بين‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭) ‬من‭ ‬جانب‭ ‬و‭(‬الصين‭) ‬و‭(‬روسيا‭) ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر؛‭ ‬لان‭ ‬النظام‭ ‬ذا‭ ‬القطب‭ ‬الواحد‭ ‬الذي‭ ‬تديره‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭) ‬أصبح‭ ‬هذا‭ ‬النظام‭ ‬الأحادي‭ ‬القطب‭ ‬الذي‭ ‬نعيش‭ ‬فيه‭ ‬قد‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬كل‭ ‬مؤشرات‭ ‬الواقع‭ ‬توحي‭ ‬بأنه‭ ‬لن‭ ‬يستطيع‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬مهامه‭ ‬وانه‭ ‬لن‭ ‬يصمد‭ ‬بوجه‭ ‬إعصار‭ ‬العاصفة‭ ‬المجتمعية‭ ‬التي‭ ‬تعصف‭ ‬باتجاه‭ (‬الرأسمالية‭) ‬المتوحشة، ولهذا‭ ‬فان‭ ‬عالمنا‭ ‬بكل‭ ‬الإرهاصات‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬سواء‭ ‬عبر‭ ‬انتشار‭ ‬جائحة‭ (‬كورونا‭) ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يحصل‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬عدة‭ ‬من‭ (‬آسيا‭) ‬و‭(‬إفريقيا‭) ‬و‭(‬أوروبا‭) ‬و‭(‬دول‭ ‬أمريكا‭ ‬الجنوبية‭) ‬من‭ ‬توترات‭ ‬وفي‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬المناطق‭ ‬تصاحبها‭ ‬ثورات‭ ‬وحروب‭ ‬ربما‭ ‬قد‭ ‬تتوسع‭ ‬إلى‭ ‬نطاق‭ ‬حروب‭ ‬كبرى‭.. ‬هذه‭ ‬المصاعب‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬إلا‭ ‬مؤشرات‭ ‬ورد‭ ‬فعل‭ ‬طبيعي‭ ‬يصاحب‭ (‬الانتقال‭ ‬التاريخي‭) ‬من‭ ‬نظام‭ ‬عالمي‭ ‬نشأ‭ ‬بعد‭ ‬زوال‭ (‬الاتحاد‭ ‬السوفيتي‭) ‬وهيمن‭ ‬عليه‭ (‬الاقتصاد‭ ‬الرأسمالي‭) ‬وقادته‭ (‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭) ‬والدول‭ (‬الرأسمالية‭) ‬التي‭ ‬سارت‭ ‬في‭ ‬ركبها‭ ‬إلى‭ ‬نظام‭ ‬جديد،‭ ‬وما‭ ‬لم‭ ‬تتدخل‭ ‬الطبقة‭ ‬الكادحة‭.. ‬والقوى‭ ‬العاملة‭.. ‬والمسحوقون‭.. ‬والفقراء‭.. ‬لتحديد‭ ‬ملامحه‭ ‬بـ‭(‬اللاهيمنة‭) ‬و‭(‬اللا‭ ‬نفوذ‭) ‬و‭(‬المتعدد‭ ‬الأقطاب‭)‬،‭ ‬عالم‭ ‬ينشد‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭.. ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭.. ‬والمساواة‭.. ‬وسلامة‭ ‬البيئة‭.. ‬ويولي‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬الاهتمام‭ ‬الحقيقي‭.. ‬ويصحح‭ ‬مسار‭ ‬الاقتصادي‭.. ‬والاجتماعي‭.. ‬والسياسي‭.. ‬بما‭ ‬يواكب‭ ‬تطلعات‭ ‬البشرية‭ ‬قاطبة؛‭ ‬وينهي‭ ‬كل‭ ‬أشكال‭ ‬التمييز‭ ‬والعنصرية‭ ‬والقضاء‭ ‬على‭ ‬الفوارق‭ ‬الطبقية‭ ‬والاستبداد‭ ‬والفساد‭ ‬والفقر‭.‬ ‭ ‬نعم‭ ‬إن‭ ‬التنمية‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬بدون‭ (‬الديمقراطية‭)‬،‭ ‬ولكن‭ ‬ليست‭ (‬الديمقراطية‭) ‬التي‭ ‬تصدرها‭ (‬الرأسمالية‭) ‬المتوحشة‭ ‬تحت‭ ‬عباءة‭ (‬الليبرالية‭) ‬و‭(‬النيوليبرالية‭) ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬أصحاب‭ ‬الثروات‭ ‬والقوى‭ (‬الرأسمالية‭) ‬واستثماراتهم‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬تخدم‭ ‬مصالحهم؛‭ ‬بينما‭ ‬يغيب‭ ‬أمرها‭ ‬في‭ ‬المؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الحيوية‭ ‬التي‭ ‬تخدم‭ ‬الشعب؛‭ ‬لان‭ (‬الديمقراطية‭) ‬في‭ ‬ظل‭ (‬الأنظمة‭ ‬الرأسمالية‭) ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬مصادرة‭ ‬مكتسبات‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬والطبقة‭ ‬الكادحة‭ ‬والتي‭ ‬حققتها‭ ‬هذه‭ ‬القوى‭ ‬المناضلة‭ ‬عبر‭ ‬كفاح‭ ‬ونضال‭ ‬وعلى‭ ‬كل‭ ‬مسارات‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬لذلك‭ ‬فان‭ ‬قوى‭ (‬الرأسمالية‭) ‬تسعى‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬أوتيت‭ ‬من‭ ‬قوة‭ ‬وفعل‭ ‬لتشييء‭ ‬الإنسان‭ ‬لصالح‭ ‬الإنتاج‭ ‬فحسب‭ ‬وليس‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الحرية‭ ‬والمساواة‭ ‬وتوزيع‭ ‬الثروة‭ ‬بشكل‭ ‬عادل‭ ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬تحقيق‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬وبناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والمنظومة‭ ‬التعليمية‭ ‬والتربوية‭ ‬والأسرية‭ ‬وهيئات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدني‭ ‬والنقابات‭ ‬والجمعيات‭ ‬لبناء‭ ‬مواطن‭ ‬يشعر‭ ‬بوطنيته‭ ‬بكامل‭ ‬استحقاقاته‭ ‬وحقوقه‭ ‬ليؤدي‭ ‬واجباته‭ ‬بكل‭ ‬مسؤولية‭ ‬ويكون‭ ‬حاضرا‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬الاستحقاقات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬أفرزته‭ ‬جائحة‭ (‬كورونا‭) ‬ليؤشر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬فشل‭ (‬الديمقراطية‭ ‬الرأسمالية‭) ‬التي‭ ‬أصدرتها‭ ‬عبر‭ (‬الليبرالية‭) ‬و‭(‬النيوليبرالية‭) ‬لتطويق‭ ‬الأزمة‭ ‬الوبائية‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬عجزت‭ ‬المؤسسات‭ ‬المعنية‭ ‬بالصحة‭ ‬والتربية‭ ‬عن‭ ‬مواجهة‭ ‬الجائحة‭. ‬ ومن‭ ‬هنا‭ ‬يأتي‭ ‬دور‭ ‬تصحيح‭ ‬مسار‭ (‬حركة‭ ‬التاريخ‭) ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مسار‭ ‬عقل‭ (‬الرأسمالية‭) ‬المتوحشة‭ ‬وذلك‭ ‬بتطوير‭ ‬وانتشال‭ (‬الديمقراطية‭) ‬التي‭ ‬غرقت‭ ‬في‭ ‬بنية‭ (‬الأنظمة‭ ‬الرأسمالية‭) ‬المستبدة‭ ‬بما‭ ‬يخدم‭ ‬المواطن‭ ‬ومصالحه‭ ‬لتكون‭ ‬له‭ ‬سلطة‭ ‬حقيقية‭ ‬في‭ ‬محاسبة‭ ‬كل‭ ‬التجاوزات‭ ‬على‭ ‬حقوق‭ ‬المواطن‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬القانون‭ ‬والعدل؛‭ ‬وتجعل‭ ‬الجميع‭ ‬متساوين‭ ‬في‭ ‬الحقوق‭ ‬والواجبات‭ ‬لتكون‭ (‬الديمقراطية‭ ‬الحقيقية‭) ‬هي‭ ‬التي‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬مصلحة‭ ‬الشعب‭ ‬والمواطن‭ ‬هدفا‭ ‬وغاية‭ ‬في‭ ‬تنمية‭ ‬برامج‭ ‬الدولة‭ ‬الإنمائية‭ ‬اقتصاديا‭ ‬واجتماعيا‭ ‬بشكل‭ ‬واعد‭ ‬بما‭ ‬يعزز‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬روح‭ ‬التآخي‭.. ‬وعدم‭ ‬التمييز‭.. ‬والاعتراف‭ ‬بالآخر‭.. ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬وتقبل‭ ‬الاختلاف‭.. ‬والتنوع‭.. ‬وحرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭.. ‬بعيدا‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬معايير‭ ‬ازدواجية‭ ‬وتمييز‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭.‬   لهذا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬إعادة‭ ‬ترتيب‭ (‬النظام‭ ‬الدولي‭) ‬بأفق‭ ‬إنساني‭ ‬محض‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬الظلم‭ ‬الاجتماعي‭.. ‬والتمييز‭ ‬الطبقي‭.. ‬وسباق‭ ‬التسلح‭ ‬الذي‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬نهايته‭ ‬إلا‭ ‬بتدمير‭ ‬الحياة‭ ‬البشرية‭ ‬ومزيد‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭. ‬ومن‭ ‬اجل‭ ‬أن‭ ‬نتفادى‭ ‬هذا‭ ‬السيناريو‭ ‬المؤلم؛‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬بناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬دستورية‭ ‬بإرادة‭ ‬جماعية‭ ‬مجتمعيا‭ ‬تخدم‭ ‬مصالح‭ ‬المجتمع‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الإنسانية‭ ‬جمعاء؛‭ ‬وخاصة‭ ‬أننا‭ ‬نعي‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬غير‭ ‬المسبوقة؛‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬مجتمعاتنا‭ ‬مر‭ ‬عليها‭ ‬مثل‭ ‬هكذا‭ ‬أوبئة‭.. ‬وكوارث‭.. ‬ومجاعات‭.. ‬وحروب‭.. ‬ولكن‭ ‬ليس‭ ‬بحجم‭ ‬شراسة‭ (‬الرأسمالية‭) ‬وتوحش‭ ‬أفعالها‭ ‬في‭ ‬عصرنا‭ ‬هذا،‭ ‬لان‭ ‬كل‭ ‬المؤشرات‭ ‬التي‭ ‬نلاحظها‭ ‬ونقارنها‭ ‬بما‭ ‬سبق‭ ‬تبدو‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭ ‬في‭ ‬طبيعة‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬عالمنا‭.‬ نعم‭ ‬نحن‭ ‬اليوم‭ ‬مازلنا‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬الأولى‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬عام‭ ‬على‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ (‬كورونا‭) ‬القاتل،‭ ‬وخلال‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬تتناقل‭ ‬دوائر‭ ‬الصحة‭ ‬ان‭ ‬هناك‭ ‬تطورا‭ ‬هائلا‭ ‬في‭ ‬جينات‭ ‬الفيروس‭ ‬ليكون‭ ‬أكثر‭ ‬خطورة‭ ‬وفتكا‭ ‬بالبشرية‭ ‬من‭ ‬المرحلة‭ ‬الأولى؛‭ ‬وربما‭ ‬في‭ ‬قادم‭ ‬الأيام‭ ‬سنسمع‭ ‬عن‭ ‬جينات‭ ‬فيروسية‭ ‬جديدة‭ ‬أكثر‭ ‬تطورا‭ ‬وفتكا‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬عجيب‭ ‬وغريب‭ ‬من‭ ‬سرعة‭ ‬الانتشار‭ ‬والانتقال‭ ‬وقدرة‭ ‬الفيروسات‭ ‬على‭ ‬إجبار‭ ‬سكان‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬اجمع‭ ‬أن‭ ‬يلزموا‭ ‬بيوتهم‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬مصير‭ ‬غامض‭ ‬مجهول‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تعجز‭ ‬الدوائر‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬كثيرة‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الثالث‭ ‬عن‭ ‬إيجاد‭ ‬اللقاحات؛‭ ‬وان‭ ‬وجدت‭ ‬فسرعان‭ ‬ما‭ ‬يتم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬تغيير‭ ‬جينات‭ ‬الفيروس‭ ‬وتحوره؛‭ ‬بما‭ ‬يجعل‭ ‬العلاج‭ ‬المكتشف‭ ‬يبدو‭ ‬غير‭ ‬مجد‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬غير‭ ‬كاف‭!‬ كيف‭ ‬يحدث‭ ‬ذلك؟‭.. ‬لا‭ ‬أجوبة‭ ‬لا‭ ‬عند‭ ‬المتخصصين‭ ‬ولا‭ ‬عند‭ ‬علماء‭ ‬الطب‭ ‬والبحوث‭ ‬البيولوجية‭!...‬ ولا‭ ‬أحد‭ ‬يعلم‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬ويدور‭ ‬خلف‭ ‬الكواليس‭ (‬إلا‭) ‬في‭ ‬عقول‭ ‬من‭ ‬يقفون‭ ‬وراء‭ ‬هذا‭ ‬الفيروس‭ ‬القاتل‭ ‬والقادر‭ ‬على‭ ‬تحوير‭ ‬وتغيير‭ ‬جيناته‭ ‬وصفاته؛‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬مرعبة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬التصرفات‭ ‬غير‭ ‬الأخلاقية‭ ‬التي‭ ‬تقف‭ ‬وراءها‭ ‬مؤسسات‭ (‬الرأسمالية‭ ‬المتوحشة‭) ‬التي‭ ‬تضرب‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬بكل‭ ‬قيم‭ ‬العلم‭ ‬والمعرفة‭ ‬والفلسفة‭ ‬ومبادئ‭ ‬الأخلاق‭ ‬والجمال‭ ‬التي‭ ‬انبثقت‭ ‬في‭ (‬عصر‭ ‬التنوير‭) ‬والتي‭ ‬سعت‭ ‬لبناء‭ ‬حضارة‭ ‬الإنسان‭ ‬لتفتح‭ ‬آفاق‭ ‬النور‭ ‬أمام‭ ‬مستقبل‭ ‬الإنسان‭ (‬لا‭) ‬أن‭ ‬تجرف‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬قاع‭ ‬المستنقعات‭ ‬من‭ ‬اجل‭ (‬الرأسمالية‭) ‬المتوحشة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬قيم‭ ‬لها‭ ‬إلا‭ ‬جمع‭ ‬المال‭ ‬واستثمار‭ ‬الثروة‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬الإنتاج‭ ‬والصناعة،‭ ‬واغلبها‭ ‬لا‭ ‬فائدة‭ ‬منه‭ ‬كصناعة‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل؛‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬تغاضيها‭ ‬عن‭ ‬الالتزامات‭ ‬والاتفاقات‭ ‬الدولية‭ ‬والحقوقية‭ ‬بشأن‭ ‬ضرورة‭ ‬المحافظة‭ ‬على‭ ‬حق‭ ‬الحياة‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬باعتباره‭ ‬حقا‭ ‬إنسانيا‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬عرقه‭.. ‬وطبقته‭.. ‬وديانته‭.. ‬ومعتقده‭ ‬الأيديولوجي،‭ ‬لأن‭ ‬البشرية‭ ‬منذ‭ ‬البدء‭ ‬ناضلت‭.. ‬وكافحت‭.. ‬وجاهدت‭.. ‬وعملت‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬من‭ ‬اجل‭ ‬بناء‭ ‬نظام‭ ‬أرفع‭ ‬للحياة،‭ ‬فكيف‭ ‬نسمح‭ ‬اليوم‭ ‬لنظام‭ (‬رأسمالي‭) ‬متوحش‭ ‬بتدمير‭ ‬كل‭ ‬إنجازات‭ ‬البشرية‭ ‬؟‭!‬ {‭ ‬باحث‭ ‬وكاتب‭ ‬من‭ ‬فلسطين

مشاركة :