إليكم كيف ستغير جائحة كورونا الرأسمالية إلى الأبد

  • 9/22/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) – يبدو أن الرأسمالية تواجه أزمة قد تغير مسارها إلى الأبد لصالح العمال والفقراء ممن هم في أمس الحاجة. ووضع فيروس كورونا عدسة مكبرة على العديد من أوجه عدم المساواة في الاقتصاد والمجتمع الأمريكي، بينما لا يزال ملايين الأمريكيين عاطلين عن العمل، وتضررت النساء والعمال من الأقليات بشدة بشكل خاص، في حين لا يستطيع الكثير من الأشخاص تحمل تكاليف رعاية الأطفال أو تكاليف التقنيات التي يحتاجها أطفالهم للتعلم عن بعد في المدرسة. ويقول بول كوليير، أستاذ الاقتصاد والسياسة العامة في جامعة أكسفورد، إن ساحة اللعب لم تكن متساوية من قبل، إلّا أن الفيروس ألقى الضوء على أوجه القصور في النظم الاقتصادية والاجتماعية اليوم. كما سبق أن دعا المنتدى الاقتصادي العالمي إلى "إعادة ضبط كبيرة" للرأسمالية. ولا تعد هذه أول أزمة تمر بها الرأسمالية، إذ في خمسينيات القرن الماضي، فيما يسمى بالعصر الذهبي لأمريكا، كانت هناك مخاوف بشأن الأتمتة التي ألغت الوظائف وسقوط الأشخاص في شقوق شبكة الأمان الحكومية. وفي العام 2008، أصبح جشع الشركات تحت المجهر في أعقاب الأزمة المالية. في التاريخ الحديث، الكساد الكبير كان الوحيد الذي يعد أكثر تدميراً من الناحية الاقتصادية مقارنة بفيروس كورونا. ويقول لاري غليكمان، أستاذ الدراسات الأمريكية في جامعة كورنيل، إن تداعيات الكساد الكبير، من الإغاثة والتعافي والأهم من ذلك كله الإصلاح، قد تكون ضرورية مرة أخرى لخلق اقتصاد أفضل للمستقبل، إذ سيكون من الصعب تجاهل كل القضايا الاقتصادية الأمريكية مرة أخرى عندما ينتهي الوباء. وفيما يلي 3 طرق قد يغير بها الوباء الرأسمالية إلى الأبد: 1. شبكة أمان اجتماعي جديدة كشف الوباء عن التشققات في شبكة الأمان الاجتماعي في أمريكا، ما قد يدفع الدولة لتصبح أكثر تفهماً لاحتياجات العمال، وفقاً للخبراء. ويقول غليكمان إننا حالياً "في لحظة يتأرجح فيها الرقاص نحو رؤية أكثر إيجابية لما يمكن أن تفعله الحكومة". ويمكن أن تساعد إعانات البطالة المصممة بشكل أفضل، والبرامج المخصصة لمساعدة الناس على العودة إلى العمل، والإسكان ميسور التكلفة، في تخفيف عبء هذه الأزمة على أضعف أفراد الاقتصاد. وقد فقد الملايين من الأشخاص وظائفهم بسبب الوباء، لكن إعانات البطالة المنتظمة لا تكفي في الكثير من الأحيان لتغطية نفقاتهم، بينما تلتهم الإيجارات جزءاً كبيراً من الدخل في جميع أنحاء البلاد. كما أنه مع استمرار الوباء، أصبح الجوع مشكلة متزايدة أيضاً. علاوة على ذلك، غالباً ما يكون عمال الوظائف ذات الأجور المنخفضة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالفيروس في أماكن عملهم، مثل الكازينوهات ومصانع معالجة اللحوم ومستودعات الشحن. ويتفق الاقتصاديون على أن الدفع لاستبدال أجور هؤلاء العمال لن يأتي بثمن قليل، ما سيعني على الأرجح أن الضرائب يجب أن ترتفع بينما تبقى منخفضة بما فيه الكفاية لعدم وقف الأعمال. 2. العولمة والأتمتة تتحدى قطاع التصنيع تسير العولمة جنباً إلى جنب مع الرأسمالية، وقد غيرت فعلاً الطريقة التي يتحرك بها المال والأشخاص حول العالم. ويواجه صانعو السياسات تحدياً كبيراً وهو التعامل مع كيفية تأثير ذلك على العمال. في رأسمالية اليوم، غالباً ما يعتبر المال أكثر أهمية من العمال، حيث إذا كان نقل الوظائف إلى مكان آخر، أو استخدام الروبوتات يوفر الدولارات، فغالباً ما سيتم ذلك. وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في وقت سابق من هذا العام، إنه بالنسبة للعمال الذين يقفون على الجانب الخطأ من هذه الاتجاهات، لم تتحسن الأمور، وقد أدى ذلك إلى تفاقم عدم المساواة. وقد قدم الوباء مثالاً واقعياً على أن الروبوتات لا تمرض، في حين أن البشر يمرضون. 3. ديون أكثر من أي وقت مضى لا تتعلق الرأسمالية فقط بكيفية معاملة الدولة لشعبها وعمالها، بل تتعلق أيضاً بكيفية تعاملها مع أموالها. وقد رفع فيروس كورونا الإنفاق الحكومي بشكل لم يسبق له مثيل، ما تسبب بارتفاع العجز في جميع أنحاء العالم. ويتوقع مكتب الميزانية في الكونغرس أن يبلغ عجز الميزانية الفيدرالية الأمريكية 3.3 ترليون دولار في نهاية العام، أي أكثر من 3 أضعاف ما كان عليه في العام 2019. وتقول كريستين ديسان، أستاذة القانون في جامعة هارفارد، إن الدين قد يكون أحد أبرز خصائص الرأسمالية اليوم. وفي عالم ما بعد الجائحة، سيتعين على صانعي السياسات إما قبول العيش مع أعباء ديون هائلة أو معالجة إصلاح شامل للنظام القائم.

مشاركة :