نجل أحمد شاه مسعود يتعهد مقاومة الحركة ويطالب بدعم خارجي

  • 8/20/2021
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

تعهد أحمد مسعود؛ نجل أحمد شاه مسعود الذي كان أحد القادة الأساسيين لمقاومة الاحتلال السوفياتي لأفغانستان في حقبة ثمانينات القرن الماضي، بالصمود في مواجهة «طالبان» من معقله في وادي بنجشير حيث يتجمع المعارضون المسلحون لحكم الحركة في كابل. وطالب أحمد مسعود (32 عاماً) الذي اغتال تنظيم «القاعدة» والده عام 2001، في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست»، الأربعاء، بدعم أميركي بالأسلحة والذخائر للميليشيا التي يقودها في أفغانستان من أجل مقاومة «طالبان». ولم تتمكن «طالبان» يوماً من السيطرة على وادي بنجشير الذي يصعب الوصول إليه. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أمس، بأن المقاومة ضد «طالبان» تتركز في بنجشير مع نائب الرئيس السابق أمر الله صالح، ونجل أحمد شاه مسعود. وقال لافروف في مؤتمر صحافي في موسكو إن «(طالبان) لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية. تصل معلومات عن الوضع في وادي بنجشير» بشمال شرقي كابل «حيث تتمركز قوات المقاومة التابعة لنائب الرئيس (أمر الله) صالح وأحمد مسعود». ودعا لافروف مجدداً إلى «حوار وطني يسمح بتشكيل حكومة تمثيلية»، مؤكداً أن روسيا كانت تصر في الأساس على آلية من هذا النوع لإنهاء النزاع الأفغاني قبل سيطرة «طالبان» على كابل ومعظم أنحاء البلاد. ودعمت موسكو مبادرة في هذا الاتجاه من قبل الرئيس الأفغاني الأسبق حامد كرزاي، وأطلقت تصريحات مطمئنة وتنم عن انفتاح تجاه «طالبان». ويجري زعماء أفغان سابقون؛ منهم الرئيس الأسبق حامد كرزاي، محادثات مع «طالبان» بشأن تشكيل حكومة جديدة. وقال أحمد مسعود في مقالته بصحيفة «واشنطن بوست»: «ما زال بإمكان أميركا أن تكون ترسانة كبيرة للديمقراطية» عبر دعم مقاتليه «الذين أصبحوا مستعدين مرة أخرى لمواجهة (طالبان)». وأشارت وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن والده أحمد شاه مسعود كان من أبطال المقاومة ضد السوفيات وقاتل «طالبان». وقد عُدّ بطلاً قومياً بموجب مرسوم رئاسي في 2019، وإن كانت قوات «أسد بنجشير» تركت ذكريات متضاربة لدى سكان كابل الذين علقوا مطلع تسعينات القرن الماضي في القتال بين المجاهدين المتنافسين. وكان أحمد مسعود الذي يقود حزباً سياسياً اسمه «جبهة المقاومة» نشر الاثنين عموداً في المجلة الفرنسية «لا ريغل دو جو» التي أسسها الكاتب برنار هنري ليفي، أكد فيه أنه يريد أن يجعل معركة والده «حربه». ودعا الأفغان إلى الانضمام إليه «في معقلنا في بنجشير؛ وهي آخر منطقة حرة في بلدنا المحتضر». وفي مقالته بصحيفة «واشنطن بوست»، قال أحمد مسعود إن جنود الجيش الأفغاني «الغاضبين من استسلام قادتهم» وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بنجشير. وتُظهر صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي نائب الرئيس السابق أمر الله صالح وأحمد مسعود معاً في وادي بنجشير، وهما يؤسسان كما يبدو تمرداً على النظام الجديد، حسب وكالة الصحافة الفرنسية. وقال أحمد مسعود: «إننا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والذخيرة ومزيد من المعدات»، مؤكداً أن «طالبان» تشكل تهديداً خارج البلاد أيضاً. وتابع أن «أفغانستان ستصبح تحت سيطرة (طالبان) من دون شك قاعدة للإرهاب الإسلامي الراديكالي، وستُحاك مؤامرات ضد الديمقراطيات هنا مرة أخرى». وقال أحمد مسعود بمقالته في «واشنطن بوست» إن أفراداً من الجيش الأفغاني؛ بمن فيهم بعض من «وحدات الصفوة» من القوات الخاصة، هبوا لنصرته، وناشد الغرب تقديم يد المساعدة. وأضاف: «لدينا مخازن ذخيرة وأسلحة جمعناها بصبر منذ عهد والدي؛ لأننا كنا نعلم أن هذا اليوم قد يأتي»، مردفاً أن بعض القوات التي انضمت له جلبت أسلحتها معها. وتابع: «إذا شن أمراء حرب (طالبان) هجوماً؛ فإنهم سيواجهون بالطبع مقاومة شديدة من جانبنا». وجاء هذا المقال في أعقاب إعلان أمر الله صالح، وهو من بين أحد المساعدين المقربين لأحمد شاه مسعود والذي أصبح لاحقاً نائباً للرئيس، أنه الرئيس الشرعي لأفغانستان بعد فرار أشرف غني من كابل مع سيطرة «طالبان» على العاصمة الأفغانية يوم الأحد. وما زال وادي بنجشير، شمال شرقي كابل يعج بهياكل المدرعات السوفياتية التي دُمرت في معارك فاشلة لغزوه، كما صمدت المنطقة أيضاً أمام «طالبان» عندما حكمت الحركة أفغانستان في الفترة ما بين 1996 و2001. ورغم ذلك؛ فإنه لا يزال من غير الواضح ما إذا سيكون بمقدور القوات في بنجشير صد أي هجوم لقوات «طالبان» التي لم تحاول حتى الآن دخول الوادي الضيق، أو ما إذا كان إعلان مسعود بمثابة خطوة أولية نحو المفاوضات، حسب وكالة «رويترز». وأوضح أن قواته لن تستطيع الصمود دون مساعدة من الغرب، وناشد الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تقديم دعم ومساعدة لوجيستية. ومنذ عودتها إلى السلطة الأحد بعد 20 عاماً على طردها من الحكم في 2001 من قبل تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر (أيلول)، عرضت «طالبان» مخزونات من الأسلحة والمعدات التي جرى الاستيلاء عليها من القوات الأفغانية؛ معظمها جاء من الولايات المتحدة. ويعتقد أحمد مسعود أنه خلال هذه السنوات العشرين، كان الأميركيون والأفغان يتقاسمون «مُثلاً ونضالات». وطلب من واشنطن مواصلة دعم «قضية الحرية» وعدم التخلي عن أفغانستان لـ«طالبان»، مؤكداً: «أنتم أملنا الأخير».

مشاركة :