العربية نت/الوكالات: صراخ وهلع ودماء.. هذه الكلمات تختصر المشهد في محيط مطار كابول. فقد تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أمس، فيديو مروعاً لإطلاق نار كثيف لم يُعرف مصدره، على أفغان في محيط مطار العاصمة، بعضهم مصاب بجروح بليغة، وسط تعالي صرخات الخوف. كما أظهر فيديو آخر استمرار الفوضى وتدهور الوضع الأمني بمحيط مطار كابول، في الوقت الذي يواصل فيه مواطنون أفغان محاولاتهم للهروب من بلادهم. والجمعة، انتشر على مواقع التواصل فيديو ظهر فيه جنود أفغان يطلقون النار في الهواء وعلى الأرض لمنع مواطنين، بينهم نساء وأطفال، من الوصول إلى مطار كابل. وأمس، كان الازدحام لا يزال ماثلا عند الطرق المؤدية إلى المطار. ولا تزال آلاف العائلات أمام مطار العاصمة الأفغانية على أمل ركوب طائرة بأعجوبة. وأمامهم، كان جنود أمريكيون ومجموعة من القوات الخاصة الأفغانية على أهبة الاستعداد لثنيهم عن اقتحام المكان. وكان عناصر طالبان المتهمون بملاحقة الأفغان الذين عملوا إلى جانب القوى الأجنبية، يقفون في الخلف ويراقبون المشهد. وحضت الولايات المتحدة أمس مواطنيها في أفغانستان على تجنب التوجه إلى مطار كابول في الوقت الحالي مشيرة إلى وجود «تهديدات أمنية محتملة» قرب بواباته. وفي تجسيد جديد لليأس، برز في وسائل التواصل الاجتماعي شريط فيديو لجندي أمريكي يرفع طفلا فوق الأسلاك الشائكة. وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي «طلب الوالدان من (الجنود) رعاية الطفل لأنه كان مريضا». وأضاف «كان عملا من أعمال التعاطف»، وذلك بعد أيام قليلة من إقلاع طائرات أمريكية رغم وجود أفغان في معدات هبوطها، ما تسبب بحوادث سقوط مميتة. ومنذ أسبوع، تحشد عمليات الإجلاء الضخمة في كابول والتي قال بايدن إنّها «من الأصعب في التاريخ»، طائرات من كافة أرجاء العالم لإجلاء دبلوماسيين وأجانب آخرين وأفغان يرغبون في الفرار من بلادهم. وقال الرئيس الأمريكي مساء الجمعة، «لا أستطيع أن أعد بما ستكون عليه النتيجة النهائية» ولا بأنه لن يكون هناك «مخاطر وقوع خسائر» بشرية. وتؤكد الولايات المتحدة العازمة على إجلاء أكثر من 30 ألف أمريكي ومدني أفغاني عبر قواعدها في الكويت وقطر، أنّها أجلت أكثر من 13 ألف شخص منذ 14 أغسطس. ويزداد الضغط للحصول على أماكن متبقية في وقت أفادت وثيقة للأمم المتحدة أن حركة طالبان وضعت «قوائم ذات أولوية» للأفراد الذين تريد توقيفهم على خلفية تعاملهم مع القوى الأجنبية. والأكثر عرضة للخطر هم الذين كانوا يشغلون مناصب مسؤولية في صفوف القوات المسلحة الأفغانية وقوات الشرطة ووحدات الاستخبارات، وفق التقرير. وأقدم عناصر من طالبان يبحثون عن صحفي يعمل لحساب «دويتشه فيله» ويقطن حالياً في ألمانيا، على قتل أحد أفراد عائلته بالرصاص الأربعاء في أفغانستان وإصابة فرد آخر بجروح بالغة، وفق ما ذكرت الوسيلة الإعلامية الألمانية على موقعها الإلكتروني. وقال الاتحاد الدولي للصحفيين الجمعة إن «الذعر والخوف» يسودان بين الصحفيين الأفغان خصوصا بين النساء، مشيرا إلى أنه تلقى «مئات طلبات المساعدة» من متخصصين في مجال الإعلام في أفغانستان. وأكدت الحركة أنّ عناصرها لم يكونوا مخوّلين التصرف على ذلك النحو. وقال المسؤول فيها نزار محمّد مطمئن «بعض الأشخاص ما زالوا يتصرفون هكذا، ربما بسبب جهلهم (...) نشعر بالخجل». في غضون ذلك اجتمعت حركة طالبان في كابول السبت للبحث في تشكيل «حكومة جامعة». ووصل الرجل الثاني في طالبان الملا عبدالغني برادر إلى كابول أمس بعدما أمضى يومين في قندهار، مقر الحركة السابق. وقال قيادي كبير في الحركة لوكالة فرانس برس إن برادر الذي كان يرأس إلى الآن المكتب السياسي للحركة في قطر، «سيحضر إلى كابول للقاء قادة جهاديين وسياسيين من أجل تشكيل حكومة جامعة». وشوهد قادة آخرون من طالبان في العاصمة الأفغانية في الأيام الماضية بينهم خليل حقاني أحد أهم الإرهابيين المطلوبين في العالم من قبل الولايات المتحدة التي وعدت بمكافأة قدرها خمسة ملايين دولار مقابل معلومات تسمح باعتقاله. ونشرت وسائل للتواصل الاجتماعي مؤيدة لطالبان صورا للقاء بين حقاني وقلب الدين حكمتيار الذي يُعتبر أحد اشرس أمراء الحرب في البلاد لقصفه كابول خصوصا خلال الحرب الأهلية (1992-1996). كان حكمتيار الملقب بـ«جزار كابول» منافسا لطالبان قبل أن تتولى الأخيرة السلطة بين عامي 1996 و2001. ومنذ وصول برادر إلى الأراضي الأفغانية، أكدت طالبان أن حكمها سيكون «مختلفا» عمّا عرفته البلاد خلال الفترة الممتدة بين 1996 و2001 والتي اتصفت بقسوة شديدة تجاه النساء على وجه الخصوص. وتكرر الحركة رغبتها في تشكيل حكومة «جامعة»، ولكن بدون الخوض في التفاصيل.
مشاركة :